} سلمت السلطات الباكستانية عمّان شاباً أردنياً، بعد فترة اعتقال في بيشاور. وفيما أكدت إسلام آباد أنها تقوم بحملة واسعة على الجماعات المتشددة التي تساعد في نشر "العنف الطائفي وتسمم عقول الناس"، تكثفت عمليات ملاحقة "الأفغان العرب" في باكستان أو الأراضي الأفغانية التي تسيطر عليها حركة "طالبان". أكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" أمس أن السلطات الباكستانية سلمت عمّان في السادس من حزيران يونيو الجاري شاباً أردنياً يدعى أحمد فاضلي. وهو الأردني الثاني بعد خليل الديك الذي تتسلمه عمّان منذ وصول العسكريين إلى السلطة في إسلام آباد في تشرين الأول اكتوبر العام الماضي. وكان فاضلي اعتقل في بيشاور في 28 أيار مايو الماضي. ولم تُعرف الأسباب المباشرة التي أدت إلى اعتقاله، لكن بعض المصادر إعتبر انها تعود الى انتهاء تأشيرته. وكانت باكستان سلّمت القاهرة أيضاً مصرياً يدعى محمد شعبان بعد اعتقاله في منطقة بيشاور، على الحدود الباكستانية - الأفغانية. وقام الحاكم العسكري الباكستاني الجنرال برويز مشرف بجولة في دول عربية عدة بينها مصر وليبيا. كما أوفدت دول عربية مبعوثين الى إسلام آباد للبحث في قضايا عدة أهمها موضوع "الأفغان العرب" وإمكان تسليم بعض المطلوبين الموجودين على الأراضي الباكستانية. وأفرجت السلطات الباكستانية في بيشاور أمس عن صوماليين كانت قوات الأمن اعتقلتهما ضمن حملة طاولت ستة من "الأفغان العرب" في مخيم جلوزي الذي يبعد نحو 33 كلم عن بيشاور. وعُرف من المعتقلين جزائريان يلقبان ب"أبي نصر" و"أحمد الجزائري" وصومالي يدعى "أبو عبدالتواب" وفلسطيني يلقب ب"سيف الدين" ومصري يُعرف باسم "عبدالحليم" وسوداني يسمى "إسرائيل". والأخير أخلي سبيله فوراً. وتقول الرواية الرسمية الباكستانية إن تأشيرات هؤلاء انتهى مفعولها. ومعلوم أن هؤلاء كانوا مقيمين في هذا المخيم التابع للمهاجرين الأفغان والذي يرعاه منذ بدء الجهاد الأفغاني تنظيم "الاتحاد الإسلامي" بزعامة عبد رب الرسول سياف المتحالف مع المعارضة الشمالية المناهضة لحركة "طالبان". ويقول عرب مقيمون في بيشاور ان هؤلاء يعيشون في سلام وأمن منذ سنوات بعدما اقترنوا بفتيات أفغانيات وباكستانيات، وهم "بعيدون عن المشاكل الأمنية". وعلمت "الحياة" أن الجزائريين المقبوض عليهما يحملان أوراقاً رسمية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، الأمر الذي ربما يجعل مسألة تسليمهم الى بلادهم صعبة. وكانت الحكومتان الجزائرية والباكستانية وقعتا قبل أيام اتفاقاً لتبادل المطلوبين ومحاربة الإرهاب. وجاء الاتفاق إثر الزيارة التي قام بها مبعوث للرئيس الجزائري لباكستان. وتأتي الحملة الأفغانية الجديدة ضمن سياسة شاملة تهدف الى تصفية بقايا "الأفغان العرب" في بيشاور وبعض المناطق الأخرى. وهؤلاء موجودون في باكستان منذ بداية الجهاد الأفغاني في الثمانينات. وتأمل السلطات الباكستانية بأن تساعد هذه الحملة في تحسين صورتها أمام العالم، خصوصاً أن عدداً من الدول الغربية بات يتهمها ب"رعاية الإرهاب" الذي تقوم به جماعات إسلامية. وقال وزير الداخلية الباكستاني معين الدين حيدر في مقابلة أمس مع صحيفة "نيويورك تايمز" ان بلاده باشرت بالفعل حملة على بعض الجماعات المتشددة. لكنه قال إن الحملة ليست نتيجة لضغط أميركي، بل لأن بعض شبكات المتشددين تُساعد في نشر "العنف الطائفي وتُسمم عقول الناس". وأشار الى خطة للسيطرة على نشاط الآف المدارس الدينية. وكشف ان أفغانستان طردت، بناء على تشجيع من باكستان، عدداً من الباكستانيين والعرب المطلوبين في بلادهم للاشتباه في تورطهم في عمليات إرهابية. وأكد ان حركة "طالبان" سيطرت أيضاً على معسكر ريشكافور الذي يقول ديبلوماسيون غربيون انه كان قاعدة لتدريب متشددين قرب كابول. وذكرت "نيويورك تايمز" ان باكستان تطلب من أفغانستان اغلاق 18 معسكر تدريب، واعتقال وترحيل 20 - 25 باكستانياً إضافة الى عدد غير محدد من العرب المطلوبين بتهم إرهاب، وتحسين الإشراف على مراكز العبور على الحدود بين البلدين.