سلّمت السلطات الباكستانية ليل الخميس - الجمعة شاباً أردنياً يحمل الجنسية الأميركية الى عمّان التي تتهمه بأنه أحد قادة جماعة متشددة كانت تحضّر لتنفيذ هجمات إرهابية ضد أهداف أميركية نهاية السنة. وفي حين قالت مصادر في الإستخبارات الباكستانية ان الرجل ويُدعى خليل الديك "أبو عائد" كان على اتصال بأسامة بن لادن والقادة المحسوبين عليه في تنظيم "القاعدة"، ردت مصادر عربية في بيشاور باستبعاد علاقته بهذه المجموعة التي تتهمها أميركا بالوقوف وراء تفجير سفارتيها في إفريقيا في آب اغسطس العام الماضي. وأوضح مصدر أردني ان إسلام آباد سلّمت الرجل الى عمّان وليس الى واشنطن لأن الطلب الأردني قُدّم قبل الطلب الأميركي. وكان مسؤولون أميركيون ذكروا انهم يُحاولون معرفة ملابسات إعتقال الرجل في باكستان. لكن يبدو ان الباكستانيين سلّموه قبل ان يستطيع الأميركيون لقاءه. وذكرت مصادر عربية قريبة من الشاب الأردني "أبو عائد" الذي سُلّم الى الأردن ليل الخميس - الجمعة، انه كان طلب من زوجته السورية التي اقترن بها في باكستان، بعض الملابس قبل يوم واحد من تسليمه، وانها زارت بالفعل مركز اعتقاله في مقر للإستخبارات الباكستانية لكنها لم تتمكن من رؤيته. وكانت وحدة أمنية باكستانية تضم 25 شخصاً دهمت منزل "أبو عائد" يوم الأربعاء في ضاحية حياة آباد في بيشاور، وأوقفته وصادرت أربعة كومبيوترات. ووصفت مصادر عربية المتهم بأنه ضعيف العلاقات إجتماعياً، مستبعدة ان يكون لديه إرتباط مع أسامة بن لادن. و"أبو عائد" 42 سنة خرّيج في هندسة الكومبيوتر من الولاياتالمتحدة، ووصل الى باكستان في العام 1994 واقترن بفتاة سورية في بيشاور في العام 1997، ولديه منها طفلة لم تتجاوز السنة. وتمحور عمله خلال وجوده في بيشاور على إدخال كتب الشيخ الفلسطيني عبدالله عزّام على الإنترنت. ويُعتبر الشيخ عزّام مرجعاً للعديد من العرب الذين شاركوا في الجهاد في أفغانستان. وكان اغتيل في ظروف غامضة في بيشاور في تشرين الثاني نوفمبر 1989. ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن ضابط في الإستخبارات الباكستانية في اسلام آباد شارك في التحقيق مع "أبو عائد" ان الأخير يُعرف بأسماء عديدة منها خليل علوي أو "سيّد". وأضاف: "تحققنا من ثلاث نقاط: أن لديه إرتباطاً بأسامة بن لادن، وانه كان يجري لقاءات معه، وانه كان يعقد لقاءات مع القادة الذين يأتمرون بأوامره".