بتسعة أصوات ضد اثنين، حاز الروائي المصري البير قصيري جائزة المتوسط، 2000 التي تتوج كل عام نتاج كاتب أو مبدع ينتمي الى حوض المتوسط. وسبق لأدباء مثل الاسباني خوان غويتيسولو، أو الجزائري رشيد ميموني أن فازا بالجائزة نفسها. وتوجت الجائزة رواية "ألوان العار"، الصادرة عن دار جويل لوسفيلد التي أصبحت الناشرة الرسمية للكاتب المصري بعد أن أصدر أول نصوصه لدى غاليمار. ولد ألبير قصيري سنة 1913 في القاهرة. في السابعة عشرة قام برحلته الأولى الى باريس. أصدر مجموعته القصصية الأولى "أناس نسيهم الله"، التي نالت إعجاب هنري ميلر، فنشرها في أميركا باللغة الانكليزية وكتب لها مقدمة. منذ خمسين عاما يعيش قصيري في الغرفة الرقم 58 في فندق لويزيان في حي السان جيرمان المقاطعة السادسة. في حجرته البسيطة كتب رواياته السبع. وفي هذا الفضاء العاري استحضر مصر بروائحها وضجيجها، بغبارها السرمدي، وناسها البسطاء الطيبين. "أعيش في هذه الغرفة كما لو كنت في مصر" يقول ألبير قصيري. وعلى رغم اصابته بسرطان الحنجرة الذي يمنعه من الكلام، لا يزال قصيري يقصد كل يوم المقاهي المجاورة وخصوصاً لوفلور، لمتابعة الحركة والحياة. عاشر الأدباء والمثقفين والفنانين ولم يفكر يوماً مثل معظم الناس في امتلاك بيت أو إنجاب ذرية. وعلى طريقة أبطال روايته الأخيرة، جوهر، غالة وأسامة، فضل ألبير قصيري الحرية مناهضاً بشاعة المتسلطين وجبن تابعيهم. ألبير قصيري كاتب متقشف. "قد أمضي ستة أشهر مفكراً في جملة واحدة. قد يعتبره البعض كسلاً. لكنني أعتبره تأملاً". اليوم في السابعة والثمانين من عمره، ستصدر له قريباً طبعة جديدة من روايته "طموح في الصحراء". وتعتبر جائزة المتوسط ثالث جائزة يحصل عليها ألبير قصيري وذلك بعد جائزتي الفرانكوفونية التي نالها 1995 وجائزة أوديبرتي الكبرى.