يتكرر الحديث عن الكوليستيرول وأضراره المتعددة الى درجة ان مجرد ذكر الكلمة بات مبعثاً للمخاوف. ومع التأثير الاعلامي والجهد الطبي في رفع الوعي تجاه مضار الكوليستيرول، باتت هذه المادة الدهنية مرتبطة بصورة الأمراض التي تصيب شرايين القلب والدماغ وغيرها. لكن البعض يشعر بالتشوش، خصوصاً عندما تظهر تقارير عن حسنات الكوليستيرول أو عندما يغيّر الاختصاصيون وجهة نظرهم في احد المآكل، مثل زيت الزيتون الذي تبين أنه مفيد في درء الأمراض التي تسببها الدهون، علماً أن زيت الزيتون مادة دهنية بامتياز. والكوليستيرول مادة دهنية يكوّنها الجسم ويستفيد منها في تصنيع الهرمونات وفيتامين "د"، أي ان الكوليستيرول هو مادة حيوية لها أهميتها في الجسم. ويُقَسَّم الكوليستيرول بحسب تركيبه الى نوعين، النوع الأول أو الجيد، هو الدهون البروتينية عالية الكثافة High Density Lipoprotein واختصار HDL. والنوع الثاني هو السييء والضار، ويسمى الدهون البروتينية مخفوضة الكثافة Low Density Lipoprotein, أو LDL. ويشبه الخبراء العلاقة بين الكوليستيرول الجيد والسيء، بالعلاقة بين حاويات القمامة وأكياس الزبالة. تقوم "الحاوية"، أي الدهن العالي الكثافة، بجمع "أكياس الزبالة"، أي الدهن المخفوض الكثافة مما يمنع المخاطر التي يسببها انتشار "الزبالة". والدهون البروتينية المخفوضة الكثافة هي التي تترسب في الأغشية الداخلية للشرايين وتتسرب الى جدرانها الداخلية، مما يؤدي الى تيبسها وفقدانها لليونتها، وهو ما يعرف بالتصلب Atherosclerosis ويساعد على تكوّن التخثّرات والجلطات التي تؤدي الى انسداد مجرى الدم. وثمة كوليستيرول سييء" و"جيد"، وارتفاع مستوى الكوليستيرول السييء مرتبط مع ظهور أمراض القلب والشرايين. ولا بد من التشديد على أن ارتفاع مستوى الكوليستيرول، مهما كان نوعه، يحمل خطورة كبرى على الجسم. ويعتبر مستوى الكوليستيرول مرتفعاً إذا تجاوز 200 ميلغرام لكل مئة سنتيمتر من الدم. وعندما يرتفع المستوى الى ما فوق 400 ميلغرام لكل مئة سنتيمتر من الدم، يبتدء حدّ الخطورة على الجسم. ويرتفع مستوى الكوليستيرول مع زيادة الوزن، وتؤدي الدهون الحيوانية المشبعة مثل شحوم الحيوانات اللبونة والسمن والزبدة الى زيادة الكوليستيرول الضار. ويحتوي زيت الزيتون على كمية من الكوليستيرول الجيد، لكن كثرته تعرض الجسم للبدانة. وتفيد الرياضة المنظمة، بما في ذلك الخفيفة مثل الحركات التلينية للجسم والمشي عشر دقائق يومياً، في تنشيط الكولستيرول الجيد. وتعتبر الزيوت النباتية المصدر، مثل المأخوذة من دوار الشمس مأمونة لأنها لا تحتوي على دهون مشبعة. لكن الافراط في تناولها يحمل خطورة لجهة زيادة وزن الجسم وارتفاع مستوى الدهون العام. وينصح بقياس مستوى الكوليستيرول في الدم مرة واحدة في السنة على الأقل، لكل من تجاوز ال 45 من العمر، وينطبق النصح نفسه على من تجاوزت ال 55 سنة. أما في حال المعاناة من الأمراض، مثل تصلب الشرايين أو الذبحات القلبية والصدرية ولدى وجود تاريخ عائلي لارتفاع مفرط في مستوى الكوليستيرول Familial Hypercholesterolemia ، فيترك لكل طبيب تحديد عدد المرات اللازمة لقياس مستوى الكوليستيرول عند المريض. موقع مفيد على الانترنت: Http:// www.americanheart.org