كشفت مصادر باكستانية مطلعة ل"الحياة" عن رفض الحكومة العسكرية برئاسة الجنرال برويز مشرف التعاون مع واشنطن في خطف لخطف أسامة بن لادن كان رئيس الوزراء المعزول نواز شريف اتفق عليها مع المسؤولين الأميركيين. وأوضحت المصادر ان الخطة أعدها رئيس الاستخبارات العسكرية المُقال الجنرال ضياء الدين بالتعاون من الاستخبارات المركزية الأميركية. وفيما رفض الناطق باسم الخارجية الأميركية فيل ويكر تأكيد أو نفي وجود صفقة بين واشنطن و"طالبان" تتعلق بابن لادن، تم الاتفاق عليها خلال لقاء مساعد وزيرة الخارجية توماس بيكرينغ مع المسؤزلين في الحركة، شددت مصادر "طالبان" على أن موقفها لم يتغير ودعت إلى مواصلة الحوار، محذرة من مخاطر فرض عقوبات جديدة على أفغانستان. وسبق اللقاء الأميركي - الأفغاني إقدام "طالبان" على اغلاق معسكرات التدريب في كل أنحاء المناطق الخاضعة لسيطرتها. وأكدت مصادر عادت حديثاً من كابول ل"الحياة" ان الحركة اغلقت بالفعل هذه المعسكرات وطلبت من مرتاديها التوجه إلى خطوط القتال أو البقاء في البيوت. وتؤكد المصادر الباكستانية ان زيارة شريف لواشنطن في أعقاب معارك كارغيل مع الهند العام الماضي، وزيارة رئيس الاستخبارات الباكستانية السابق، أسفرت عن اتفاق مع الولاياتالمتحدة على تدريب خمسين عنصراً من الكوماندوس السابقين لخطف أسامة بن لادن من داخل أفغانستان. وكان عدد من المدربين الأميركيين يتراوح عددهم بين 25 و30 شحصاً حصلوا على تأشيرة باكستانية من اسلفارة في واشنطن بين أيلول سبتمبر وتشرين الأول اكتوبر الماضيين، ويبدو أن أحد الجنرالات الباكستايين عارض الخطة، وكتب سبع صفحات يشرح فيها مخاطر العملية. وتؤكد المصادر ان ابن لادن يغير حراسه كل ثلاثة أشهر تفادياً لخروقات أمنية، وكان غير حراسه الأفغان ليستبدلهم بخليجيين عرب. وتقول المصادر نفسها إن تسريب المعلومات من الحراس غير العرب أسهل. وهذا هو الدافع الأساسي لتمسك ابن لادن بالعرب. ويسود اعتقاد قوي ان مشرف تعرض لضغوطات أميرمية قوية من أجل إحياء اتفاق شريف وواشنطن، والتخلي عن "طالبان"، مما دفعه إلى عقد مؤتمر صحافي أعلن خلاله "ان المصلحة الأمنية القومية الباكستانية تفرض دعم الحركة، فالبشتون ينبغي أن يكونوا مع باكستان وطالبان تمثلهم، ولا نستطيع أن نتخلى عن مصالحنا القومية".