فريتاون - أ ف ب - عم الذعر والفوضى فريتاون ليل السبت - الأحد بعدما أعلنت الاممالمتحدة نفت النبأ في ما بعد وصول مقاتلي الجبهة الثورية الموحدة الى مقربة من العاصمة السييراليونية بعد مهاجمة موقعين لقوة السلام التابعة للمنظمة الدولية. وأثارت هذه المعلومات موجة من الذعر في فريتاون المحرومة من الكهرباء منذ اشهر. وكان جنود الاممالمتحدة يعززون مواقعهم خلال الليل بعدما تجمعت عشرات الشاحنات أمام مقر قيادة القوة حيث عقدت هيئة الأركان اجتماعاً. وبقي السكان في منازلهم في العاصمة التي بقيت هادئة وسط حظر للتجول، فيما لجأ عدد كبير من اعضاء المنظمات غير الحكومية الى فندق في اقصى غربي المدينة. وكان الناطق المدني باسم الأممالمتحدة فيليب وينسلو اعلن حوالى منتصف الليل ان المتمردين يتقدمون من الشرق الى العاصمة ووصلوا الى بعد 15 كيلومتراً من الوسط التجاري للمدينة. وقال: "دخلنا في معارك مع المتمردين في الوقت الراهن". وأكد أن زعيم الجبهة الثورية الموحدة فوداي سنكوح "نفى نفياً قاطعاً" مشاركة رجاله في المعارك. لكن بعد ثلاث ساعات نفى وينسلو في حديث إلى شبكة "سي ان ان" الاميركية تصريحاته السابقة التي تحدث فيها عن هجوم وشيك ل"الجبهة الثورية الموحدة" على فريتاون، معترفاً بأنها "خطأ فادح". وقال إن الأممالمتحدة لا تملك سوى معلومات تشير الى وجود مقاتلي الجبهة على بعد 65 كلم شرق عاصمة سييراليون. وعزا هذه الفوضى الى "معلومات غير دقيقة تلقيناها من قواتنا على الارض"، مؤكداً أن ليس لديه معلومات عن تحركات جديدة لوحدات "الجبهة". لكنه أشار الى انه "ليس هناك سبب يدعو إلى الحذر من حدوث هجوم وشيك على فريتاون". ويأتي هذا "الخطأ الفادح" في وقت لاح فيه أمل بالتوصل الى حل للأزمة التي اندلعت بين "الجبهة الثورية الموحدة" وقوات الأممالمتحدة في 2 أيار مايو بعدما اقدم أنصار فوداي سنكوح على نزع اسلحة مئات من الجنود الدوليين واذلالهم واحتجازهم رهائن. واعتبر أربعة من الجنود التابعين لقوة الأممالمتحدة في عداد المفقودين ويمكن ان يكونوا قتلوا بعد المعارك التي يتبادل الطرفان اتهامات في تحمل مسؤوليتها. لكن وراء هذه الازمة مطالب سياسية، إذ اتهم سنكوح حكومة الرئيس احمد تيجان كباح بعدم احترام "تقاسم السلطة" الوارد في اتفاق السلام الذي وقعاه في تموز يوليو الماضي. ويتهم أيضاً الاممالمتحدة بالانحياز إلى كباح. وأعلن السبت عن ارسال بعثة مشتركة من "الجبهة الثورية الموحدة" حركة التمرد سابقاً والأممالمتحدة إلى المناطق التي يحتجز فيها جنود دوليون رهائن، اثر الوساطة التي قام بها وزير شؤون الوحدة الافريقية الليبي علي عبدالسلام التريكي، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سييراليون اولوييمي اديندجي وسنكوح. وأفادت مصادر مطلعة ان البعثة ستناقش الافراج عن الرهائن الذين قدرت الاممالمتحدة عددهم ب500. وزادت الفوضى السائدة في فريتاون من تراجع صدقية الاممالمتحدة في هذا البلد بعدما تعرض جنودها للاذلال من مقاتلي الجبهة الثورية الموحدة وغالبيتهم من المراهقين لكنهم مدربون جيداً على الحرب. وحتى وان كانت المعلومات عن الهجوم على فريتاون مشكوك فيها، فإن أنصار سنكوح اثبتوا مرة جديدة قوتهم على الارض، خصوصاً أن الجبهة سبق واجتاحت عاصمة سييراليون في كانون الثاني يناير 1999 وتسببت في قتل حوالى 6 آلاف شخص.