لندن، فريتاون، واشنطن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - تلعب القوات البريطانية دوراً قيادياً في التحالف الجديد بين قوات الأممالمتحدة وجيش سييراليون الموالي للرئيس أحمد تيجان كباح وحركة تمرد سابقة، وأكدت مصادر بريطانية وضع خطة للهجوم على متمردي "الجبهة الثورية" بزعامة فوداي سنكوح، على رغم النفي الرسمي الصادر عن وزارة الدفاع في لندن. ويزور فريتاون رئيس هيئة الأركان البريطاني السير تشالرز غوثري. واستطاعت القوات الموالية لكباح صد هجوم لأنصار سنكوح في بورت لوكو 40 كلم شمال شرقي العاصمة وسجلت تقدما على الطريق المؤدية الى شرق البلاد حسب ما ورد في "البيان الامني" الذي تبثه يوميا الاذاعة الوطنية. وجاء في البيان ان "متمردين مسلحين هاجموا بورت لوكو مرتين مساء الجمعة. وصدت القوات الحومية الهجومين ولا تزال المنطقة تحت سيطرتها". ولم يقدم البيان اي حصيلة لضحايا المعارك. وتابع البيان ان "القوات الحكومية تقدمت من منطقة واترلو حتى الميل 38" بين ثلاثين وخمسين كلم جنوب شرقي فريتاون وان "الميل 38 بات اليوم تحت سيطرة الحكومة" من دون ان يوضح هل ترافق هذا التقدم مع وقوع معارك. وكان المتمردون من "الجبهة الثورية الموحدة" تقدموا مطلع الاسبوع الماضي باتجاه العاصمة عبر هذه الطريق واوقفوا قبالة مدينة واترلو الاستراتيجية. وأفادت صحيفة "غارديان" البريطانية أمس ان القوات البريطانية في سييراليون تسلمت قيادة العملية العسكرية التي تقوم بها الاممالمتحدة ضد "الجبهة الثورية الموحدة". ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة ان خططا عسكرية وضعت لشن هجوم بقيادة الجنرال ديفيد ريتشاردز المسؤول عن القوة البريطانية وعهدت اليه مسؤولية العملية العسكرية التي تقوم بها قوات الاممالمتحدة والجيش. وحسب الصحيفة ايضاً فإن الجيش المتحالف مع ميليشيا كاماجور في قوة واحدة سينفذ القسم الاكبر من الهجوم على ان تسيطر قوات الاممالمتحدة على نقاط استراتيجية وتعزز وجودها في المناطق التي سبق وسيطرت عليها. واوضحت "غارديان" ان القوات البريطانية ستكلف ضمان الجوانب "اللوجستية والاستراتيجية" من دون ان تشارك "رسمياً" في المعارك. واوضحت الصحيفة ان الاهداف الاولى للهجوم ستكون مقر قيادة "الجبهة الثورية الموحدة" في مدينة ماكيني والمناطق الغنية بالماس في كونو وكويدو التي تؤمن الموارد المالية الضرورية لشراء الاسلحة للمتمردين. ولا تزال لندن تؤكد رسميا ان القوة البريطانية المؤلفة من 800 رجل والموجودة في فريتاون مكلفة إجلاء الاجانب من المدينة. من جهة أخرى طلب المبعوث الاميركي الخاص الى افريقيا جيسي جاكسون الجمعة لقاء سنكوح خلال زيارته هذا البلد الثلثاء المقبل. وقال جاكسون في تصريح "لدينا ما يكفي من الاسباب التي تدفعنا الى الاعتقاد بأنه حي". وكان سنكوح اختفى الاثنين بعدما تجمع عشرات الالاف من المعارضين للمتمردين امام منزله احتجاجا على احتجاز انصاره 500 من جنود حفظ السلام الدوليين. واضاف جاكسون انه "يجب ان يكون وجود سنكوح مؤكدا الى درجة كافية للدعوة الى الافراج عن جنود حفظ السلام". ولم يعرف حتى الآن اذا كان سنكوح معتقلا أو مختبئا. وأعلن وزير العدل في سييراليون أمس ان سنكوح كان يعد لانقلاب دموي. وقال جاكسون ان واشنطن ستضمن امن سنكوح في حال عقد لقاء معه في فريتاون. واوضح ان الرئيس الليبيري تشارلز تايلور سيشغل حيزاً كبيراً في المفاوضات الهادفة الى انهاء الازمة، مؤكداً من جديد موقف الولاياتالمتحدة التي تريد ان تتحرك دول غرب افريقيا لحل المشكلة بنفسها بمساعدة واشنطن. واضاف ان "ايدي الجميع ملوثة بالدم وليست هناك ايد نظيفة ... ولكن قد تكون هناك قوة تسعى لخير هذه المنطقة". ورفض جاكسون الاتهامات التي وجهت الى الولاياتالمتحدة بعدم التحرك في سييراليون، لكنه اقر بان هناك "معركة مستمرة لدفع البلاد الولاياتالمتحدة والكونغرس الى اعتبار افريقيا اولوية".