كررت فرق السعودية الكبيرة الهلال والاتحاد والشباب والأهلي سيناريو نهائي الدوري والكأس الذي أجري العام الماضي، عندما تأهلت الفرق ذاتها الى هذا الدور النهائي، فالهلال سيقابل الشباب في نهائي الكأس، والاتحاد سيواجه الأهلي في نهائي الدوري. بيد أن التغير الوحيد في هذا السيناريو هو اختلاف حظوظ من سيفوز بالدوري، ففي نهائي الكأس يبدو الهلال قريباً جداً من خطفه هذه المرة عكس الموسم الماضي، لكونه أظهر في مباراته الأخيرة قبل أكثر من أسبوعين في نهائي كأس الأندية الآسيوية أبطال الدوري عنفوانا ولا أقوى، اضافة الى أن الشباب يعاني حالياً كما تبين، في مباراتي نصف النهائي الدوري، أمام الأهلي عدم استغلال مدربه البرازيلي فيلهو لامكانات لاعبيه، وعلى رغم أن الشباب عانى الأمرين العام الماضي قبل الفوز بكأس السعودية لكونه مشتتاً بعدما لعب مباراتين في يوم واحد، الأولى في دمشق في كأس النخبة العربي، والثانية في نهائي كأس السعودية في الدمام، الا أن الظروف هذه المرة ليست في مصلحته، خصوصاً بعد مباراته الأخيرة أمام الأهلي. واستناداً الى آخر ظهور لطرفي نهائي الكأس فان الهلال يملك حظوظاً أوفر للظفر بها الا اذا تخلى مدرب الشباب فيلهو عن طريقته الدفاعية البحتة، التي كبلت أفضل مجموعة لاعبين في السعودية. ويملك فريق الهلال بطل آسيا كثرة من النجوم الذين يرجحون كفته كسامي الجابر الذي تخلى عن دوره الأساسي كمهاجم هداف في مصلحة صناعة الفرص التي برع فيها في الفترة الأخيرة، وكان الفوز على جابيلو أوتا الياباني أبرز ثمارها، كما يملك الفريق الظهير أحمد الدوخي الذي يبدو أنه متأثر كثيراً بالألماني الكبير هانز بريغل ذي الثلاث رئات، فالدوخي ألغى من قاموسه واجباته الدفاعية لمصلحة الهجوم فقط، لذلك نجد ان أهدافاً كثيرة للهلال تأتي من طريقه، على رغم أنه في النهاية ظهير أيمن. ولا ينافس الدوخي في المجهود الا نواف التمياط الأمر الذي حدا بالمدير الفني لمنتخب السعودية ميلان ماتشالا للاطمئنان عليه بين شوطي مباراة الاتحاد والهلال في نصف نهائي كأس السعودية وهو ما فسر خطأً من بعض الصحف، التي لا تناصر الهلال لكون التمياط سجل في الشوط الثاني. لكن في المقابل لا يمكن الحكم على فريق في مثل هذه الظروف الحساسة، خصوصاً إذا أقيمت مبارياته بين جماهيره، لأن لاعبي الفريق يحترمون جماهيرهم كثيراً، ويخافون الخسارة أمامهم، لذلك تجده دائماً ما يفوز في المباريات النهائية. وكما الهلال فان الشباب يملك هو الآخر أفضل مجموعة من اللاعبين السعوديين حالياً وأفضل تعريف لهذا الفريق هو أنه يصل الى مرمى الخصوم بطريقة سهلة ويسجل. شرط تخليه عن الأداء الدفاعي العقيم. ويبرز في الشباب مرزوق العتيبي الذي يوصف بأنه كتلة من مواهب تسير على الأرض يسجل بطريقة يصعب على الآخرين فهمها. لكن الأسلوب الجديد لمدرب الفريق أجبر العتيبي على النزول الى وسط الميدان بحثاً عن التموين في المنطقة المحرمة، وهو يكاد أن يكون المهاجم السعودي الوحيد الذي يبتكر الفرصة ويحرز من خلالها هدفاً، ويدين الفريق لصالح الداود قلب دفاعه باتزان الفريق خصوصاً في المباريات الكبيرة. لكن المشكلة الطارئة تكمن في خط وسطه. فبعدما كان هذا الخط يحكم قبضته في المباريات السابقة أصبح تائهاً بفضل أسلوب المدرب، ولا أدل على ذلك من اشراك فهد السبيعي في مباراة الأهلي الأخيرة والذي غاب طويلاً هذا الموسم، وترك لاعباً مثل عبدالعزيز الخثران على مقاعد الاحتياط. من جهة أخرى، نجد كثيرين من متتبعي كرة القدم يفضلون فوز الأهلي على الاتحاد في نهائي الكأس هذا الموسم، بعدما فاز بها الأخير العام الماضي، على أن هذا التفضيل ليس لعدم محبة في الاتحاد بل لتكريس النهج الاداري والفني الذي يتمتع به جار الاتحاد. فهو الأفضل فنياً هذا الموسم قبل أن تهد نفسيات لاعبيه مباراة كأس المؤسس النهائية أمام الهلال. كما أنه الأقل بين الأندية السعودية من ناحية المشكلات سواء مع الأندية الأخرى أو مع الحكام أو مع لاعبيه، كما أنه غالباً ما وصل في المواسم الأربعة الماضية الى المباريات النهائية، وكان مرشحاً للألقاب، لكنه يخسر دونما سبب واضح على رغم أن جل لاعبيه من الدوليين المتمرسين في النهائيات. ويشير متتبعو الفريق الى أن خسارته لو حدثت في المباراة النهائية وهي واردة جداً، قد ترسخ في نفسيات لاعبيه وجماهيره عقدة النهائيات، بينما لو فاز في المباراة النهائية فستدخل البطولات السعودية منعطفاً جديداً بعدما تبادل الاتحاد والهلال في السنوات القليلة الماضية الفوز فيها وبمشاركة للشباب من بعيد. ويملك الأهلي أفراداً جلهم من الدوليين لكن أفضلهم حالياً حارس المرمى تيسير آل نتيف، وقلب الدفاع عبدالله سليمان والمهاجم طلال المشعل الذي نادراً ما يتحرك لكنه لو تحرك فسيخلق مشكلات للمنافسين. في المقابل، يكاد الاتحاد أن يكون مرشحاً مفضلاً للفوز بالدوري للمرة الثانية خلال موسمين عطفاً على أدائه القوي جداً أمام النصر في نصف النهائي، وزادت حظوظه كثيراً بعد تعافي حمزة ادريس من اصابته، وهو الذي حطّم كل الأرقام الخاصة بالتهديف بتسجيله 33 هدفاً في أقل من 22 مباراة، وكذلك الأمر بالنسبة لمساعد حمزة والظهير الأيمن الحسن اليامي الذي يجهّز الكرات والتمريرات فاتحاً الطريق أمام حمزة للتهديف.