لندن - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - واصل "فيروس الحب" لليوم الثالث الحاق الاضرار بالملايين من اجهزة الكومبيوتر في انحاء مختلفة من العالم، متخفياً وراء اقنعة جديدة من بينها مراسلات في شأن هدايا عيد الام ونكات بل تحذيرات من الفيروس نفسه. وكان "فيروس الحب" الذي ينتشر باللغة الانكليزية بعبارة "آي لف يو"، والذي وصفه الخبراء بأنه أخطر فيروس تشهده اجهزة الكومبيوتر حتى الآن، بدأ انتشاره، يوم الخميس، في عنوانين للبريد الالكتروني من الفيليبين، وانتشر من آسيا الى أوروبا والولايات المتحدة، حيث اصاب انظمة وزارة الدفاع البنتاغون، وانحاء اخرى من العالم. وقال الخبيرالسويدي فريدريك بيورك، الباحث في المعلوماتية في جامعة استوكهولم، أمس، ان طالباً المانياً يدعى ميكايل اطلق على الارجح "فيروس الحب". واضاف بيورك لوكالة الانباء السويدية: "لدي اسباب جيدة للاعتقاد بأن ميكايل هو مصمم الفيروس. لقد عثرت على اسمه بعد ثلاث ساعات من انتشاره". وقدرت مصادر صناعة التأمين حجم الخسائر المحتملة من "فيروس الحب" حتى الآن بنحو عشرة بلايين دولار، علماً ان من السابق لاوانه تقويم مدى الضرر نظراً الى اغلاق معظم الداوئر الرسمية في اليابان وعدد من الدول الآسيوية في عطل رسمية. لكن صناعة التأمين لا تتوقع دفع مبالغ كبيرة للمتضررين لأن معظم الوثائق والعقود لا تتضمن بنوداً للتأمين ضد مخاطر التعرض لهجوم فيروس معلوماتي. وينشط الفيروس عندما يفتح المستخدم الرسالة التي تصله على البريد الالكتروني بعنوان "احبك"" التي تطلب منه بعد ذلك"مراجعة الرسالة الملحقة". ويعثر الفيروس اولاً على برنامج "مايكروسوفت اوتلوك" لينقل كل العناوين المدونة على البريد الالكتروني ثم ينطلق الى اصحاب هذه العناوين. ويستهدف "الحب القاتل" ملفات الصور والرسوم والوسائط المتعددة ويغلق انظمة البريد الالكتروني ويسرق كلمات السر لمستخدمي الكومبيوتر ليدمر البيانات في معظم البرامج المعروفة مثل متصفح الانترنت "مايكروسوفت اسكبلورر" وبرنامج "مايكروسوفت اوتلوك" للاتصالات والبريد الالكتروني. ويمكن مستخدمي الكومبيوتر حماية انفسهم بمسح أي رسالة في البريد الالكتروني تحمل عنوان "احبك"، مع الحذر من ان الفيروس بدأ يتخذ اشكالاً اخرى. وقال اريك تشين رئيس قسم ابحاث مكافحة الفيروسات في شركة "سيمانتيك" الاميركية للكومبيوتر ان "هذا الفيروس يستخدم البريد الالكتروني لكي ينتشر عبر شبكات الكمبيوتر في شتى انحاء العالم"، وانه لا يوجد احد في مأمن من هجومه. واوضح خبراء في مكافحة الفيروسات ان "فيروس الحب" نجح ايضاً لأنه يعمل عبر أحد اكثر برامج التشغيل انتشاراً في العالم وهو "ويندوز 98" الذي تنتجه شركة "مايكروسوفت" العملاقة. في حين أن مستخدمي انظمة تشغيل الكومبيوتر "يونيكس" و"لينكس" و"أبل" ليسوا معرضين لخطر الاصابة بالفيروس. ورأى خبراء في صناعة الكومبيوتر ان "فيروس الحب" زعزع الثقة بنظام البريد الالكتروني الذي يتوقع ان يحل محل البريد العادي في المراسلات الرسمية والتجارية في المستقبل، نظراً الى السهولة والسرعة في استخدامه، اضافة الى انخفاض كلفته مقارنة بالبريد العادي. واعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون أول من أمس ان اربعة انظمة معلوماتية في الوزارة اصيبت بفيروس الحب المعلوماتي فسارعت الاجهزة المعنية الى عزلها تماماً عن بقية الانظمة. وصرح الناطق باسم البنتاغون كينيث بايكون بأن ثلاثة انظمة داخلية للبريد الالكتروني اصيبت، كما اصيب نظام رابع لم يفصح عنه. واضاف "ان الوحدة العسكرية المسؤولة عن النظام المعلوماتي في وزارة الدفاع تؤكد انها لم تتلق أي معلومات عن تأثير الفيروس في العمليات العسكرية". واصاب "فيروس الحب" أمس بعض اجهزة الكومبيوتر التابعة لحكومة هونغ كونغ وهيئة سباقات الخيل، لكن مسؤولين أعلنوا أمس ان المشاكل التي ترتبت على ذلك حُلّت وان هذه الحوادث لم تؤثر في العمل. وفي نيوزيلندا، قالت شركة "تليكوم"، كبرى شركات الاتصالات في هذا البلد انها حذفت اكثر من 17 ألف رسالة تحمل "فيروس الحب".