مع أتش، آر - في، تكون هوندا وفّرت سيارة 4×4 جديدة من الفئة الصغيرة التي تحظى برواج كبير في عالم سيارات الاندفاع الرباعي. ومع هذه السيارة التي تكمل مجموعة هوندا، تفتح الشركة اليابانية الباب على مصراعيه للدخول في منافسة جدية مع سيارات هذه الفئة ولاسيما اليابانية منها. من الصعب جداً تصنيف أتش، آر - في الجديدة. فهي مزودة ثلاثة أبواب، لكنها ليست من فئة الكوبيه، ومزودة أيضاً نظاماً جزئياً للاندفاع الرباعي، إلا أنها ليست سيارة مخصصة لقهر صعاب الطبيعة. هي سيارة مرتفعة وعالية، لكنها ليست لنقل الركاب. الواقع أن هوندا تمكنت، في نجاح، من جمع عدد من فئات السيارات في سيارتها هذه التي لم تكتف بهذه المميزات فقط، بل أضافت إليها أيضاً تصميماً خارجياً مميزاً. وهذا ما سيجعلها تتفوق على منافساتها اليابانية شأن تويوتا راف 4 وسوزوكي أكس - 90 وغيرها. تصميمها وفر لها شخصية مستقلة لم نر لها مثيلاً في السابق. فهي تشبه سيارات الهاتشباك، مع واجهة أمامية مميَّزة تطغى عليها مصابيح أمامية تشبه في تصميمها شكل عين الصقر، وصادم أمامي ضخم يوفر لواجهتها الأمامية شكلاً هجومياً، يوحي بأنها ستفترس الطرق. ومن هذه السيارة، وفرت هوندا للأسواق الشرق الأوسطية فئة واحدة بثلاثة أبواب مزودة محركاً من 4 أسطوانات متتالية، سعة 1,6 ليتر، يدفع السيارة عبر العجلات الأربع في شكل جزئي، وعبر علبة تروس يدوية من خمس نسب أمامية يمكن الحصول عليها بفئة سي, في, تي. وهي العلبة الأوتوماتيكية التي لا تنتهي نسبها. على أن توفر هوندا لاحقاً فئتين من أتش، آر - في، تندفع الأولى بالعجلات الأمامية، فيما ستكون الثانية من فئة الأبواب الخمسة. محرّك واحد فقط عند قيادة أتش، آر - في، سيفاجأ سائقها بمدى لذة قيادتها. فمحركها الذي يعتمد تقنية الصمامات المتعددة، يدور بنعومة ويصل إلى حدود 7000 دورة في الدقيقة في سهولة بالغة. وجهاز تعليقها المستقل للعجلات الأربع، يوفر لها راحة تعليق شبه مثالية، خصوصاً على الطرق المعبدة حيث يشعر السائق أنه يقود سيارة سيدان عائلية متطورة، تدعمها مقصورة ركاب رحبة تتسع لخمسة بالغين براحة تامة. المهم أن هذه السيارة تعتمد محركاً من 4 أسطوانات متتالية، سعة 1,6 ليتر، يلقم بالوقود بواسطة جهاز بخاخ إلكتروني، ليوفر بمساعدة صماماته ال 16 قوة تصل إلى 103 أحصنة، تستخرج عند 6200 دورة في الدقيقة، مع عزم دوران يبلغ حده الأقصى 14 م كلغ عند مستوى 3400 دورة في الدقيقة. وهذا المحرك الذي يمكن الإحساس بتدني عزمه في حال الدوران المنخفوض، يتحول فجأة محركاً متجاوب ما أن يتجاوز دورانه حدود ال 3000 دورة في الدقيقة، خصوصاً مع علبة التروس اليدوية، وليشعر السائق عندها أنه يقود سيارة عصبية ستتجاوب مع الضغط على دواسة الوقود. وهذا الضغط يمكن أتش، آر - في من الإنطلاق من صفر إلى سرعة 100 كلم / س في 10,3 ثانية، تعود بعدها السيارة لتصل إلى سرعة قصوى تبلغ نحو 200 كلم / س. وأتش، آر - في لن تخيب أمل سائقها في ما يتعلق بتماسكها مع الطريق، خصوصاً أن شركتها زودتها نظام اندفاع رباعي جزئي. فهي تندفع في الحالات العادية عبر عجلتيها الأماميتين، إلا أنها تقوم أوتوماتيكياً، وبمجرد أن تبدأ إحدى العجلات الأمامية بفقدان التماسك، بنقل جزء من قوة الدفع إلى العجلات الخلفية، ولترتفع نسبة التماسك والثبات مع الطريق إلى الحدود القصوى، خصوصاً أن نقل القوة إلى العجلات الخلفية يتم على حساب الأمامية، ما يعني انخفاضاً كبيراً في إنزلاقات المقدم التي يشعر بها المرء عادةً في سيارات الإندفاع الأمامي غير المزودة جهازاً للتحكم بالتماسك. مقصورة رحبة وعملانية وتتميز مقصورة الركاب برحابتها، شأن معظم سيارات هوندا. فهذه الشركة إن تميزت بصفة ما، فبالعملانية التي تتصف بها مقصورات ركاب سياراتها. ومع أتش, آر, في، لم تشذ هوندا عن القاعدة، فعملت على توجيه عناية كبيرة إلى المقصورة التي يمكنها نقل خمسة بالغين براحة تامة مع كمية لا بأس بها من الأمتعة. وهذه المقصورة، التي يطغى عليها القماش والبلاستيك المميزان بنوعيتهما المتقدمة، زودت لوحة قيادة يذكر تصميمها بتصميم لوحة قيادة الشقيقة الأكبر سي، آر - في، بساطةً وعملانيةً، خصوصاً أنها مصممة بما يمكّن من قراءة عداداتها واستعمال مفاتيحها في سهولة بالغة ومن دون حاجة إلى رفع النظر عن الطريق. أما في ما يتعلق بالمقاعد التي يمكن وصفها بالمريحة، حتى عند القيادة مسافات طويلة، فالأمامية منها واسعة ويمكنها استيعاب أشخاص من أصحاب القامات الطويلة، مع توفيرها مجالات رؤية جيدة جداً، في وقت زود المقعد الخلفي ظهراً يمكن طيه جزئياً أو كلياً لزيادة مساحة التحميل. إلا أن المشكلة الوحيدة في المقاعد الأمامية تتمثل بعدم انزلاقها إلى الأمام عند طي ظهرها لتسهيل دخول الركاب إلى الخلف، ما يتطلب إعادتها إلى وضعيتها الأساسية يدوياً بعد دخول ركاب الخلف إلى الجزء الخلفي من ال