اتفق المسؤولون الدوليون في كوسوفو على تشكيل لجنة تتولى إعادة الصرب الذين نزحوا بعد انتشار قوات حفظ السلام، بصورة منظمة الى ديارهم في الاقليم، على رغم تحفظ القيادات الالبانية التي اشترطت ان يتم ذلك بالتزامن مع اخلاء سبيل الالبان الموجودين في المعتقلات الصربية. وفي غضون ذلك اعلن سفير بنغلاديش لدى الأممالمتحدة انوار الكريم تشودري الذي رأس وفد مجلس الأمن في زيارة الى كوسوفو، ان المنظمة الدولية "ستعين مبعوثاً خاصاً لها لتقصي الحقائق في شأن المفقودين من سكان الاقليم". وأشار في تصريح صحافي الى ان مجلس الأمن "سيوجه اهتماماً كبيراً الى مصير حوالى 1200 الباني موجودين في السجون الصربية". وأفاد مسؤول الادارة المدنية الدولية في كوسوفو برنار كوشنير انه اجتمع مع رئيس الكنيسة الارثوذكسية الصربية في الاقليم المطران ارتيميا وغيره من زعماء الصرب المعتدلين، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة خاصة لإعادة الصرب الذين نزحوا نتيجة العنف بعد حزيران يونيو العام الماضي. وأشار الى أن قائد قوات حفظ السلام الجنرال خوان اورتونيو سيشارك في اللجنة اضافة الى ممثل عن مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وأوضح انه تم تشكيل هذه اللجنة من أجل اقناع الصرب بالمشاركة في الاجراءات الدولية الخاصة بالاحصاء السكاني واجراء الانتخابات المحلية والانضمام الى المؤسسات الادارية المحلية. وأعلن كوشنير عزم المجتمع الدولي على تقديم الحماية الى الاقليات الصربية والتركية والغجرية في الاقليم "اسوة بالحماية التي وفرها للألبان عندما تعرضوا العام الماضي لاعتداءات القوات الصربية". ونقلت صحيفة "كوخا ديتوري" الالبانية الصادرة في بريشتينا عن كوشنير انه "من المهم جداً مشاركة السكان في الانتخابات المحلية التي ينبغي القيام بها في وقت لاحق هذا العام". وأضاف ان هذه الخطوة "ستكون انجازاً كبيراً في مجال الحكم الذاتي المميز الذي سيتمتع به اقليم كوسوفو حسب قرار مجلس الأمن 1244". وذكرت "كوخا ديتوري" في تعليق لها على تشكيل لجنة لإعادة الصرب، ان الألبان ليسوا ضد هذا الاجراء الدولي "ولكنه يقتضي ان يكون مرتبطاً بالافراج عن الالبان الذين اعتقلتهم القوات الصربية قبل انسحابها، ونقلتهم خارج كوسوفو".