يواصل الجيش الإسرائيلي، منذ مساء الاثنين الماضي، تفكيك مواقع له على الحدود مع لبنان وداخل الجنوب اللبناني، تمهيداً للانسحاب المرتقب قبل 7 تموز يوليو المقبل، في وقت نقلت صحف إسرائيلية عن مسؤولين في الدولة العبرية أن هذا الانسحاب "سيكون كاملاً براً وبحراً وجواً، وفقاً للقرار الدولي الرقم 425، وأن لا تهديد لسيادة لبنان بعده، إلا في حال نشوب حرب أو معركة". بيروت - "الحياة"، أ ف ب - أفادت مصادر أمنية أن الجيش الإسرائيلي بدأ بإخلاء موقع الشريقي المحاذي لبلدة مرجعيون، حيث مقر قيادتي الجيش الإسرائيلي و"جيش لبنان الجنوبي"، وقالت إن شاحنات نقلت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة ما لا يقل عن 14 دشمة محصنة من الإسمنت المسلح من الموقع، وهو عبارة عن مربض لمدفعية الميدان من عيار 155 ملم ويقع على المدخل الشمالي لبلدة الخيام. وأعلن متحدث عسكري إسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي بدأ مساء الاثنين بإخلاء موقعي تسيبورين رامية وأوليش العباد الحدوديين، وأن معدات للاتصال فككت من الأول، ونقلت ذخائر من الثاني يبعد نحو مئة متر عن الحدود. وأضاف أن "هذين الموقعين سيتم إخلاؤهما في شكل كامل لكن مصيرهما لم يحدد حتى الآن لأن خبراء الأممالمتحدة لم يحددوا بعد خط الحدود اللبنانية - الإسرائيلية". وجمع جنود الموقعين عتادهم في شاحنات وغادروا المكان في حافلات. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أحد جنود الوحدة الخاصة من لواء "غولاني" التي كانت تتمركز فيه قوله "بما أن قرار الانسحاب اتخذ فنحن سعداء بأن نكون أول الراحلين". وأضاف معبراً عن فرحته "في الأسابيع المقبلة سيتم إخلاء مواقع أخرى وأنتظر عودة رفاقي". وأفاد مراسل "فرانس برس" أن الجيش الإسرائيلي سحب معدات عسكرية من موقع باراغ المحصن بالقرب من كيبوتز مسكاف عام في محاذاة الحدود، وقسماً من طاقم وحدة المدفعية المتمركز فيه. وكتبت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن إسرائيل ستحجم بعد الانسحاب عن المس بسيادة لبنان بأي وسيلة ما يعني وقفاً تاماً للعمليات الجوية والبحرية والبرية ضده. وقالت إن رئيس الحكومة وزير الدفاع إيهود باراك نقل هذا الأمر الى الجيش، مؤكداً أن بلاده "ستحترم كلياً القرار الرقم 425، وستنسحب من كل لبنان حتى آخر متر، وستحجم عن أي تهديد لسيادته". واعتبرت مصادر سياسية "أن قرار باراك هدفه كسب دعم دولي للانسحاب وتحييد أي ادعاء مستقبلي لأي منظمة إرهابية، ان إسرائيل تواصل احتلال أرض لبنانية كذريعة لمواصلة الحرب". وأبلغ مصدر عسكري كبير الصحيفة نفسها: "من الآن فصاعداً سنعامل لبنان على أنه دولة مستقلة بكل معنى الكلمة، وخرق سيادته لن يكون إلا في حال حرب أو معركة، وحتى ذلك لن يتم إلا بأوامر من السلطة السياسية". وأوضحت الصحيفة "إن ذلك يعني أن الطائرات الحربية ستوقف تحليقها في الأجواء اللبنانية، وأن البوارج لن تبحر بعد ذلك في المياه الإقليمية اللبنانية، ولن يحصل أي نشاط بري معاد، وأن أقسام العمليات والمخابرات في القيادة الشمالية والبحرية والقوات الجوية مشغولة الآن بوضع استراتيجيات جديدة لقواتها وسيتم تبنيها بعدالانسحاب". وقال المصدر "إن وقف هذا النشاط ستكون له إملاءات بعيدة المدى في مجالات مختلفة خصوصاً في المخابرات. فاليوم تستخدم القوات الجوية طلعاتها فوق لبنان لالتقاط صور للمواقع السورية، وبعد الانسحاب ستجبر إسرائيل على اللجوء الى مصادر أخرى وتحديداً أميركية". وأضاف المصدر "ان قدرة الاستخبارات البحرية على الاستطلاع ستتقلص أيضاً لأنها ستصير بعيدة من الساحل اللبناني، وفي المقابل فإن قدرة البحرية على إحباط عمليات تسلل عبر البحر ستنخفض". وقال ضابط بحرية كبير "إن معالجة الأمر ستكون بزيادة الإجراءات الأمنية على الحدود مع لبنان وتركيز معدات تكنولوجية متطورة على الحدود والسواحل ستكون مكلفة". وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن "الجنوبي" سيحتفظ بسلاحه وسيواصل عمله كميليشيا، ولو بثياب مدنية بعد الانسحاب. وقالت "إن في مقابل هذه الفرضية المطروحة منذ أسابيع داخل المؤسسة العسكرية، هناك فرضية أخرى بأن الحدود ستبقى مفتوحة لعبور اللبنانيين الذين يعملون في إسرائيل". وفي الوضع الميداني أصيب حسين عبدالله فرحات 35 عاماً بجروح ظهر أمس عندما فتحت قوات الاحتلال و"الجنوبي" النار على الأحياء السكنية في بلدة برعشيت في القطاع الغربي بعد قصف مدفعي تعرضت له صباحاً. وقصفت قوات الاحتلال الجبل الرفيع ومجرى نهر الزهراني في إقليم التفاح بمدافع من عيار 155ملم. وأفادت حركة "أمل" أن مجموعة منها هاجمت موقع برعشيت وتحدثت عن تدمير إحدى دشمه وتحقيق إصابات.