واصل الجيش الإسرائيلي سحب قواته ووحداته من منطقة الشريط الحدودي المحتل، وذكرت صحيفة "هآرتز" أنه يقترب من إتمام المرحلة الأولى من خطة الانسحاب، في وقت حذر رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود باراك من أن "ضبط النفس لدينا سيكون أقل عندما نصبح داخل إسرائيل". وأكدت مصادر أمنية أن الجيش الإسرائيلي سحب ليل أول من أمس معدات عسكرية من المقر الرئيسي لقيادة الجيش في مرجعيون وتوجه بها الى داخل إسرائيل. وكانت قوات الاحتلال أخلت موقعي الطيبة والرادار الاستراتيجيين مطلع الأسبوع. وقالت "هآرتز": "إن استخبارات حزب الله يبدو أنها ضيعت فرصة مضايقة القوات المنسحبة من الموقعين في حين أنها تبذل جهودها لإرهاب عناصر "الجنوبي". وكان حزب الله تمكن أول من أمس من اغتيال عنصر من جهاز أمن "الجنوبي" في مركبا وهو ثاني عنصر يقتل في البلدة". وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي قلق من جراء فرار عشرة عناصر من "الجنوبي" من مواقعهم باتجاه "حزب الله" خلال الأسبوعين الماضيين. وذكرت القيادة الشمالية أن هناك عناصر يخشون على حياتهم بعد الانسحاب من الثأر. وأوضح مسؤول في "الجنوبي" سبب الفرار أن هؤلاء العناصر هم بشر نحن نحاول التحدث إليهم وكذلك الجيش الإسرائيلي إلا أن هذه الظاهرة سوف تتزايد مع الوقت. وسجل أمس فرار ثلاثة عناصر من "الجنوبي"، وأعلنت حركة "أمل" أن العناصر الثلاثة الذين سلموا أنفسهم الى أحد مواقعها هم: علي فرحات وحسين سويدان ومحمد سويدان وهم من بلدة عدشيت - القصير. وفي القدسالمحتلة، جدد باراك عزمه الانسحاب من لبنان بحلول تموز يوليو المقبل طبقاً للقرار الدولي الرقم 425. وقال: "بديهي أن الانسحاب يتضمن بعض المخاطر لكن البديهي أيضاً أنه أفضل الخيارات. هناك مخاطر في الانسحاب من لبنان، تماماً كما كانت هناك مخاطر لدى دخول لبنان، لكن الخروج من لبنان سيوفر مزيداً من الأمن". وكرر باراك في مؤتمر صحافي عقده عقب مصادقة حكومته على خطة دعم اقتصادي لمنطقة شمال إسرائيل، تحذيراته الى حزب الله قائلاً: "إنه يحاول تكثيف هجماته في محاولة لإعطاء الانطباع أن الانسحاب يتم في ظل نيرانه الكثيفة". وأضاف: "إن "تساحال" الجيش الإسرائيلي قوي جداً وسيكون قادراً على الدفاع عن المواطنين انطلاقاً من حدود إسرائيل. لا ننصح أحداً بمحاولة إطلاق النار على جنود أو مدنيين إسرائيليين بعد الانسحاب، فضبط النفس لدينا سيكون أقل عندما نصبح داخل إسرائيل". وتصل قيمة الخطة المقرة الى 400 مليون دولار وتشمل 70 تجمعاً سكنياً عند خط الحدود حيث يقيم 170 ألف نسمة، وأيدها 16 وزيراً وامتنع واحد عن التصويت. الى ذلك، ذكر مصدر قضائي في القدسالمحتلة أن المحكمة الإسرائيلية العليا دعت السلطات الى الإعلان قبل الانسحاب الإجراءات التي تنوي اتخاذها بشأن مصير 140 مدنياً لبنانياً تعتقلهم عناصر جيش لبنان الجنوبي الموالي لإسرائيل في معتقل الخيام. وكان الهلع أصاب سكان مستوطنة حانيتا في شمال إسرائيل عندما استفاقوا على جلبة أصوات وخرجوا بثياب النوم ليكتشفوا بطاريات المدفعية الإسرائيلية التي كانت متمركزة داخل الأراضي اللبنانية أصبحت على بعد 500 متر من منازلهم. وكانت هذه البطاريات سحبت من موقع الطيبة، وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن سكان المستوطنة يعتبرون أنهم تحولوا الى موقع إسرائيلي، إلا أن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه موقع موقت ربما لمدة أسبوعين لحين الانتهاء من إنجاز الموقع الدائم. من جهته قال المتحدث باسم "الجنوبي" ريمون أبو مراد إن "الجنوبي" "سيبقى في الشريط بعد الانسحاب الإسرائيلي لمواجهة هجمات حزب الله". وقال: "سنواصل السيطرة على منطقة صغيرة تسمح لنا بحماية بلداتنا وأهالينا، ونقوم الآن بإعادة انتشار عسكري لكننا سنحافظ على عشرات المواقع". وأضافت: "سيواصل العناصر حمل السلاح الى حين تعترف الحكومة اللبنانية أننا مواطنون فعليون ولسنا خونة". الى ذلك، تواصلت عمليات المقاومة الإسلامية الجناح العسكري لحزب الله على ثكنة الريحان وموقع الطيبة وموقع المحيسبات بعدما استهدفت ليل أول من أمس موقعي بركة دبشة والقبع، فيما أعلنت السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال استهداف موقع ضهور الكسارة. وأفاد قادمون من الشريط المحتل أن "قوات الاحتلال اعتقلت الصيدلي حسين محمد عواضة من بلدة الناقورة واقتادته الى معتقل الخيام، في حين أكد مصدر في "الجنوبي" اعتقال الطبيب اللبناني ابراهيم حرب وابنته ملاك 19 عاماً من بلدة بنت جبيل ونقلهما الى سجن الخيام للاشتباه في تعاملهما مع "حزب الله". وكانت قوات "الجنوبي" اعتقلت أول من أمس الطبيب ساطع بزي ثم أطلقته لاحقاً. واستنكرت نقابتا الأطباء والصيادلة الاعتقال ودعت الدولة اللبنانية الى التدخل. وكانت المدفعية الإسرائيلية قصفت ليل أول من أمس مجدل سلم وأصابت الفتاة أماني حرز بجروح. ونفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على مشارف زبقين. وتوقفت أمس، مدرسة عربصاليم عن التعليم حتى إشعار آخر تحسباً من قصف إسرائيلي جديد بعدما نجا طلابها بأعجوبة أول من أمس.