} لم يشهد الجنوب أمس سخونة، ولوحظت حركة طيران إسرائيلي كثيفة في الأجواء اللبنانية، في وقت تتصاعد النقاشات في إسرائيل في شأن الانسحاب المرتقب قبل تموز يوليو المقبل، ومفاعيله. قصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس خراج برعشيت وميفدون ووادي الكفور ومجرى نهر الزهراني. وأعلنت المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري ل "حزب الله" أنها هاجمت مواقع هارون، قرب جبل الجماعة، وبئر كلاب وبرعشيت وحداثا وشيار عازور. وتحدثت عن تحقيق اصابات. وعاودت طائرات حربية إسرائيلية قبل ظهر أمس، وبعد أكثر من أسبوعين، خرق جدار الصوت في أجواء بيروت وعلى علو مخفوض، بعدما كانت حلّقت فوق بعلبك، ونفذت غارات وهمية في أجواء النبطية واقليم التفاح. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل قرر ترك موقع عرمتى الذي دمرته المقاومة الإسلامية الجمعة الماضي. وأفادت معلومات من منطقة العرقوب أن قيادة "الجنوبي" بدأت بتوزيع مهمات جديدة على مسؤوليها تحضيراً لتشكيل "الحرس الوطني" في المنطقة. وأوضحت أن مسؤول جهاز الأمن في بلدة كفرشوبا أحمد شبلي المعروف بأحمد أديبة سيتسلم امرة المجموعة، فيما يتولى ثابت قصب الاشراف على مهام "الحرس الوطني". أما في بلدة كفرحمام فسيتسلم مهام المجموعات عبده حسن خليفة وقاسم أحمد عطية وفي بلدة الهبارية جودت بركات وديب عيسى. وفي المواقف أشاد وزير الاعلام والمهجرين أنور الخليل "بالموقف المشرف لمشايخ البياضة الأجلاّء اصدارهم الحُرم على كل متعامل مع العدو". ودعا الى "الالتفاف حول القضية الوطنية المركزية والعمل على رفع الحصار عن المنطقة المحتلة وفتح المعابر المغلقة". وقال النائب محمد رعد حزب الله "إن هدف المقاومة ان يخرج العدو من أرضنا متحملاً آثار كل مدة احتلاله باتفاق ام من دون اتفاق. وسنبقى نطارده بكل الأساليب المشروعة، وحتى لا يتصور الناس اننا سنبقى حاملين السلاح، سنحمل قضية تولد كابوساً يقض مضجعه بمتابعة قضية الأسرى والمعتقلين واجساد شهدائنا الذين دفنوا في فلسطينالمحتلة، ونعيد الى ذهنه الا يجدد عدوانه على لبنان. فنحن الذين نريد الاطمئنان وسنبني كل ما أمكننا من قوة كي لا يجرؤ على الاعتداء على استقرارنا وشعبنا". وأكد عضو شورى "حزب الله" الشيخ محمد يزبك "أن المقاومة الاسلامية ستوجه المزيد من الضربات القاسية الى العدو الصهيوني وعملائه اللحديين". وقال: "إن عملياتها الأخيرة، وخصوصاً في عرمتى، أظهرت كيف أن المجاهدين يتحركون في الموقع بكل اطمئنان وهو ما أدهش العدو الذي ليس أمامه إلا الهزيمة النكراء والاندحار ذليلاً من أرضنا المحتلة". إسرائيلياً، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" في طبعتها على شبكة "أنترنت" أن الحكومة الأمنية الإسرائيلية خلال اجتماعها، أول من أمس، انقسمت في شأن تجريد "الجنوبي" من سلاحه قبل الانسحاب، أو تركه معه ليدافع عن نفسه. وكتبت ان الوزير بنيامين بن اليعازر رأى أن عناصر "الجنوبي" الذين اختاروا البقاء في لبنان يجب أن يسمح لهم بالاحتفاظ بأسلحتهم "لأنهم سيدفعون ثمناً غالياً، وترك السلاح معهم قد يحولهم عنصراً قوياً في جنوبلبنان، بدلاً من أن يكونوا بلا حول ولا قوة. ويعطي إسرائيل حسنة مهمة". ورأى أن "على إسرائيل مسؤولية معنوية لضمان سلامة "الجنوبي" وعمل ما تستطيعه لاحضار عناصره الى إسرائيل أو ارسالهم الى ما وراء البحار". وأضافت ان وزير الأمن الداخلي شلومو بن عامي قدم وجهة نظر مغايرة إذ اعتبر أن "ابقاء السلاح مع "الجنوبي" سيثير الشكوك في نية إسرائيل مغادرة لبنان تطبيقاً للقرار الدولي الرقم 425، ما يعني خرقه وبالتالي الإساءة الى السيادة اللبنانية". وتحدث عن احتمال مهاجمة عناصر "حزب الله" اهدافاً اسرائيلية بعد الانسحاب، مقترحاً الاحجام عن ضرب البنى التحتية في لبنان كرد تلقائي. وقال "قد لا يكون صائباً دك لبنان على كل شيء يحصل بعد الانسحاب، عوضاً عن ذلك ينبغي لاسرائيل أن تتصرف ضد أولئك الذين يرسلون الإرهابيين والذين يقدمون اليهم المأوى في لبنان، بما في ذلك أهداف سورية". ونقلت الصحيفة عن رئيس الحكومة ايهود باراك مساندته للجيش الإسرائيلي وضباط المخابرات خصوصاً في ضوء ما نشر عن انتقادات وجهها اليهم وزراء الأمن، بعد تكهناتهم المتشائمة بمرحلة ما بعد الانسحاب. وقال "إن على إسرائيل التزاماً معنوياً حيال "الجنوبي" وستضمن سلامته". ووعد بنقاش خاص داخل الحكومة الأمنية في شأن عناصر "الجنوبي" في الوقت المناسب. وأشارت الصحيفة الى أن نائب وزير الدفاع افراييم سنيه زار المستوطنات على خط المواجهة مع لبنان أول من أمس، ووعد السكان "بأن لا جيرة من دون حل أمني". وقال "خلال الأسبوعين المقبلين ستقر الحكومة خطة لتعزيز المستوطنات الحدودية مالياً وأمنياً". وفي مقابلة اجرتها "يديعوت احرونوت" مع قائد "الجنوبي" انطوان لحد، قال "تلقينا ضربات عدة، لكننا على رغم خسارتنا عناصر كثراً سنواصل استيعابنا الضربات". وأعرب عن اعتقاده أن "حزب الله" سيواصل محاولاته لتفكيك "الجنوبي"، بعد عملية عرمتى. وأضاف "سمعني الحزب، وسمع قادة أخرين نصرح اننا ننوي البقاء في لبنان بعد الانسحاب، فكان مؤكداً أن يقوم، بتشجيع من سورية، بالضغط علينا. إلا أن الأمر لن ينجح". وتحدث عن نيته تنظيم جيشه في "هيكلية هدفها حماية المواطنين في الشريط الحدودي بعد الانسحاب الإسرائيلي". وسأل "إذا سلّم جنودي سلاحهم من يحمي سكان القرى، سنواصل الرد على حزب الله وليس من الواضح حتى الآن من سيمولنا ويساعدنا، وهذا ما يجعلنا قلقين". ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن وزير كبير في الحكومة "ان إسرائيل لن تعلن موعد الانسحاب وستحجم عن نشره عند تقريره حتى تجعل الأمر صعباً على حزب الله ومنظمات ارهابية أخرى، إذا حاولت تعطيل الانسحاب".