أنهى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني زيارته الى البحرين، أمس، وتمنى في برقية بعث بها الى أمير دولة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة "دوام الازدهار والنماء للروابط الاخوية الوطيدة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين". واعتبرت مصادر قطرية ان زيارة الأمير الشيخ حمد للبحرين تشكل "المبادرة الثانية" التي يتقدم بها بعد مبادرته الأولى في كانون الأول ديسمبر الماضي التي أسفرت عن تشكيل اللجنة العليا المشتركة برئاسة وليي العهد في البلدين. وقالت المصادر ان الزيارة الأخيرة تؤشر الى حرص الدوحة على تعزيز العلاقات الثنائية وفقاً لما كان تم الاتفاق عليه في كانون الأول الماضي. وكان أمير قطر تمنى لدى وصوله المنامة أول من أمس الأربعاء "ازالة أي لبس لنستكمل معاً ما بدأناه خلال زياراتنا المتبادلة". وشدد الأمير على "اننا في قطر التزمنا وسنلتزم دائماً ما اتفقنا عليه" أثناء زيارتي الأولى في ديسمبر الماضي وهو "ان تبحث اللجنة العليا المشتركة بالاضافة الى مهمتها الأساسية في تطوير وتعزيز التعاون بين الدولتين امكان التوصل الى حل اخوي للخلاف الحدودي القائم بينهما مع استمرار عرض ذلك الخلاف على محكمة العدل الدولية ومن دون أن يؤثر ذلك في الاجراءات المحددة والجدول الزمني لنظر الدعوى، فإذا تم التوصل الى حل ودي مقبول من الطرفين قبل صدور الحكم النهائي لمحكمة العدل يتم سحب القضية من المحكمة باتفاق الطرفين". وأوضح مخاطباً مضيفه أمير البحرين: "لقد فوجئنا أخي صاحب السمو بما اتخذ خلال الأيام الماضية من اجراءات تعليق البحرين أعمال اللجنة المشتركة وما صدر من أقوال حول موقف قطر من قضية الخلاف الحدودي المعروض على المحكمة ويعلم الله، سمو الأخ العزيز، انني أخاطبكم من قلب صادق وأن ما نقوله هو ما تضمره نفوسنا كما تعودنا دائماً". وأضاف: "لسنا ضد الحل الاخوي بل معه ولكن لكل طرف رأيه الذي يتمسك به، ولذا فإنه من الواجب علينا في الوقت الذي نحاول التوصل إلى هذا الحل الاخوي ان نسعى في الوقت ذاته الى ان نهيئ شعبينا اللذين تربطهما أواصر الاخوة ووشائج القربى ووحدة الهدف والمصير لتقبل ما سيصدر عن محكمة العدل الدولية من قرارات لانهاء هذا النزاع الذي طال أمده، باعتبار ان حكم المحكمة في النهاية ليس الا وسيلة من وسائل الحل الدولي التي تكفل الحفاظ على مصالح بلدينا وشعبينا الشقيقين ومصالح دول مجلس التعاون وشعوبها لأننا جميعاً شعب واحد يجمعه هدف واحد ومصير مشترك". وتوجه أمير قطر بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، كذلك رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على "المساعي الحميدة التي يبذلها وقد تجاوبنا معها أيضاً". وأكد مصدر قطري ل"الحياة" ان مبادرة الشيخ حمد بزيارة المنامة تؤكد حرص الدوحة على تعزيز العلاقات الثنائية، مشيراً الى أن الأمير زار المنامة لتوضيح الموقف. وقال المصدر: "أكدنا أكثر من مرة ان الحل الودي مطروح وان اللجوء الى محكمة العدل الدولية هو أيضاً حل ودي"، وأنه لا جديد في الموقف القطري في هذا الشأن". وعلم ان أمير قطر شدد على أهمية "أن تكون العلاقات طيبة بين البلدين في هذه الفترة". ويذكر أنه تم الاتفاق على أن تباشر اللجنة العليا المشتركة أعمالها بعد صدور الحكم النهائي في قضية الخلاف الحدودي. وفي أحدث تطور أمس تلقى ولي العهد القطري الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني اتصالاً هاتفياً من نظيره البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة وتم "عرض العلاقات الثنائية وسبل دعمها".