أثيرت تساؤلات كثيرة في شأن مشاركة أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في القمة الخليجية التي تبدأ أعمالها في المنامة غداً، خصوصاً ان العلاقات بين البلدين شهدت فتوراً خلال المرافعات الخاصة بقضية الخلاف الحدودي داخل محكمة العدل الدولية على مدى شهر كامل في لاهاي، وقد دخلت القضية الآن مرحلتها النهائية وترجح المصادر القانونية المعنية بمتابعة هذه المسألة ان تبلغ المحكمة وكيلي الدولتين خلال الشهرالجاري بموعد النطق بالحكم النهائي. وجاء قرار الشيخ حمد بالمشاركة في الدورة الحادية والعشرين للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي ليشكل حدثاً له دلالات على الصعيدين الثنائي والخليجي، اذ يبدو، من خلال تصرحيات مسؤولين قطريين منذ انتقال ملف القضية الحدودية الى المحكمة ان الدوحة تسعى الى طي ملف الخلاف الحدودي نهائياً، وترى حسبما أعلن وكيلها لدى المحكمة الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور عبدالله المسلماني، ان بلاده سعت دائماً الى "التوصل الى حل سلمي" للخلاف، وترى "ان حكم المحكمة سيؤدي الى حل النزاع وسيشكل أساساً راسخاً لعلاقات ودية بين البلدين". وكان الشيخ حمد بادر الى زيارة البحرين في كانون الأول ديسمبر 1999 وأسفرت محادثاته مع أمير دولة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة عن تشكيل اللجنة العليا المشتركة برئاسة وليي العهد في البلدين، لكن تفاعلات الخلاف الحدودي أدت الى تعليق أعمال هذه اللجنة وظهرت "مبادرة قطرية ثانية"، حين زار الشيخ حمد المنامة في ايار مايو الماضي، وبعدما أشار الى ان بلاده "فوجئت" بقرار المنامة تعليق أعمال اللجنة المشتركة قال مخاطباً مضيفه البحريني "لسنا ضد الحل الأخوي بل معه، لكن لكل طرف رأيه الذي يتمسك به، ولذا فإن من الواجب علينا في الوقت الذي نحاول التوصل الى هذا الحل الأخوي ان نسعى الى ان نهيئ شعبينا اللذين تربطهما الاخوة ووشائج القربى ووحدة الهدف والمصير لتقبل ما سيصدر عن محكمة العدل لإنهاء هذا النزاع الذي طال أمده" أكثر من 60 عاماً وكرر الموقف القطري الذي يرى "ان حكم المحكمة في النهاية ليس الا وسيلة من وسائل الحل الودي التي تكفل الحفاظ على مصالح بلدينا وشعبينا الشقيقين ومصالح دول مجلس التعاون وشعوبها". ويبدو ان رئاسة قطر الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الاسلامي لمدة ثلاث سنوات كان دافعاً اضافياً عزز قرار المشاركة اذ يتطلب هذا الدور القيادي للعالم الاسلامي "ان تكون قرارات الدوحة في مستوى الاحداث". وعلمت "الحياة" ان وفداً قطرياً سيتوجه الى المنامة اليوم برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية أحمد بن عبدالله آل محمود للمشاركة في اجتماع تحضيري لوزراء الخارجية، ويضم مدير مكتب وزير الخارجية السفير محمد جهام الكواري ومدير ادارة مجلس التعاون في الخارجية السفير يوسف الجابر، وسيرافق الأمير وفد رفيع المستوى يضم وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ومدير مكتب الأمير الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني ورئيس الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، وعدد من كبار المسؤولين.