} دعت إسرائيل لبنان أمس إلى طي الصفحة معها، بعدما أنهت احتلالاً لأرضه استمر 22 عاماً... إلا أنها أرسلت تعزيزات عسكرية إلى منطقتها الشمالية حيث وضعت قواتها في حال تأهب، لحماية الحدود. القدسالمحتلة، كريات شمونة، روما - أ ف ب، رويترز - وجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك أمس نداء الى لبنان "لطي الصفحة" مع اسرائيل لإعادة السلام، خلال اجتماع استثنائي للكنيست عقد في كريات شمونة بالقرب من الحدود اللبنانية. وقال: "من هذا المنبر اتوجه الى الحكومة والشعب اللبنانيين ... اسرائيل تمد يد السلام من اجل مستقبل أفضل لأولادنا". وحذر مجدداً سورية ولبنان من مغبة شن هجمات محتملة على اسرائيل انطلاقاً من الأراضي اللبنانية. وقال: "عندما كان جيشنا موجوداً في الاراضي اللبنانية كنا مقيدي اليدين على الساحة الدولية. لكن الوضع لم يعد كما كان وسنرد على اي هجوم". وانتقل اعضاء الكنيست الاسرائيلي للمرة الاولى الى شمال اسرائيل في مبادرة رمزية تاكيداً على تضامنهم مع سكان المنطقة. بيريز وفي الإطار نفسه، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز ان اسرائيل تأمل بأن تعيش في سلام مع لبنان، متمنياً "للشعب اللبناني كل الخير وسلاماً كاملاً واقتصاداً ناجحاً... وان نعيش معاً في علاقة حسن جوار". لكنه اضاف في مؤتمر صحافي في روما انه متشائم باحتمالات العلاقات مع سورية التي "ستنتظر الى الربيع السياسي المقبل لأن الرئيس حافظ الاسد اشترى مرة اخرى تذكرة لطائرة السلام من اجل الا يلحق بالطائرة. اننا لا نفهم لماذا. سننتظر للموسم المقبل لكننا مصممون على اقامة سلام شامل يعم ارجاء الشرق الاوسط". وقال: "اليوم ينبغي للبنانيين ان يتخذوا قراراً مهماً: هل يرغبون في ان يكون لديهم لبنان مستقل ام لا؟ يمكنهم ان يكون لديهم لبنان محتل في الشمال بواسطة السوريين وفي الجنوب بواسطة حزب الله ويخدم الايرانيين او يتلقى اوامر من ايران. اذا كانوا يريدون ان يبقوا محتلين فانهم سيصفون لبنان كدولة مستقلة". وتابع "امام السوريين خيار لترك لبنان وشأنه يسير شؤون حياته". وسئل هل السلام ممكن؟ أجاب "مع السوريين ليست هناك اي مشكلة، المشكلة مع الرئيس السوري". واستبعد حصول متاعب كبيرة على الحدود مع لبنان. وأضاف: "اذا حاول حزب الله استخدام العنف على الحدود فان الضحية الحقيقية ستكون الشعب اللبناني... تقديري الشخصي لن يكون كل شيء هادئاً، لكنه سيكون افضل مما كان في السابق لأن الذريعة التي يتخذها حزب الله الاحتلال الاسرائيلي اختفت". وفي المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت الكولونيل شارون غرينكر إن الجيش أرسل تعزيزات الى شمال اسرائيل "ليكون لدينا العدد الكافي من الجنود لحماية حدودنا في وقت يغادر الجنود الآخرون" لبنان، وأنه ضاعف دورياته هناك في وقت يقف الطيران على اهبة الاستعداد لأي طارىء. وأعلن ان الطيارين "يتلهفون لتلقي امر بالهجوم". وأضاف: "لا نتحدث عن 200 جندي وانما اكثر بكثير. فالجنود الذين انسحبوا من لبنان اعيد نشرهم في مواقع جديدة في شمال اسرائيل". وأفاد استطلاع للرأي أجراه معهد "دهاف" الإسرائيلي المستقل ونشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" ان 72 في المئة من الاشخاص الذين شملهم وعددهم 509 اعتبروا ان الانسحاب كان "الحل الانسب نظراً إلى الظروف"، في مقابل 20 في المئة رأوا العكس. الا ان الانسحاب لم يزد من شعبية باراك، فقد اشار 58 في المئة ممن شملهم الاستطلاع، الى ان رأيهم فيه لم يتغير في حين أفاد 23 في المئة انه تحسن في مقابل 18 في المئة اعتبروا ان شعبيته تدهورت. وأضاف الاستطلاع ان 53 في المئة اعتبروا ان تصرف اسرائيل حيال "الجنوبي" لم يكن لائقاً، في مقابل 38 في المئة اعتقدوا العكس.