اتسعت جبهات القتال بين اريتريا واثيوبيا على ثلاثة محاور شهدت معارك ضارية استخدمت خلالها الاسلحة الثقيلة. ونفذت المقاتلات الاثيوبية امس طلعات للمرة الأولى منذ حزيران يونيو الماضي لتقصف مواقع اريترية، وتحدث مصدر رسمي هاتفياً أمس من اسمرا الى "الحياة" عن حرب "ستكون شاملة إذا واصلت المقاتلات الاثيوبية القصف". وأشار إلى خسائر "مروعة" لدى الجانب الاثيوبي الذي لم يعلن حتى الآن حجمها أو حجم الخسائر لدى الاريتريين. وأعلنت واشنطن أمس أنها سترسل قوة من جنود البحرية المارينز على متن سفينة هجوم برمائية وحاملة مروحيات في البحر الأحمر لاجلاء مواطنيها من اثيوبيا واريتريا في حال استمر الوضع في التدهور راجع ص6. وكانت اثيوبيا اكدت الجمعة الماضي ان مقاتلات اريترية قصفت مدينة اديغرات الحدودية الاثيوبية، معتبرة ان أسمرا انتهكت وقف الضربات الجوية الذي رعته الولاياتالمتحدة في حزيران. ونفت اسمرا الاتهام الاثيوبي، وقال مسؤول في الخارجية الاريترية ل "الحياة" امس :"لم نستخدم سلاحنا الجوي حتى الآن، وبحسب اتفاق حزيران كان يفترض ان تبلغ الحكومة الاثيوبية الولاياتالمتحدة انها ستستخدم مقاتلاتها وهذا لم يحصل، ويعتبر انتهاكاً خطيراً نتج عنه مقتل ثمانية مدنيين على الأقل بالقصف الذي تعرضت له قرية عدو خالا جنوب اريتريا". وزاد ان "اثيوبيا فتحت صباحاً أمس جبهة ثالثة بهجومها على منطقة علي تينا، جنوب غربي مصوع، مستخدمة طائرة هليكوبتر مقاتلة، فيما واصلت هجماتها على جبهتي مرب - ستيت جنوب غرب، وجبهة بادمي -زال امبسا - بروننا". وتفصل بين مناطق الجبهة الاخيرة مسافات تراوح بين 10 كيلومترات و20 كيلومتراً. وفي أديس ابابا أ ف ب، قال ناطق عسكري اثيوبي ان "الجيش احتل مواقع عسكرية رئيسية" من دون ان يذكر تفاصيل. وأفاد بيان حكومي اثيوبي آخر ان المدفعية الاثيوبية الثقيلة قصفت امس اهدافاً في اريتريا "ودمرت محطة للرادار" جنوب بلدة عدي كوالا الى الغرب من الجبهة الوسطى. وأكد المسؤول في الخارجية الاريترية ل "الحياة" ان "اكثر من 250 جندياً اثيوبياً قتلوا، فيما أسر 18 آخرون خلال المعارك أول من أمس على جبهة مرب - ستيت". واندلع النزاع بين البلدين في أيار مايو الماضي على مثلث حدودي وتطور الى معارك استمرت حتى حزيران، عندما بدأت مبادرات سلام عدة، بينها المبادرة الافريقية التي وافقت عليها اثيوبيا، في حين طلبت اريتريا توضيحات لنقاط وردت فيها، وتسلمت نهاية الشهر الماضي الردود الافريقية. لكن المعارك تجددت السبت الماضي قبل ان تحدد اريتريا موقفها من هذه الردود. واستغلت اثيوبيا واريتريا فترات الهدوء التي استمرت نحو ستة اشهر لتعزيز ترسانتهما العسكرية. وقال رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي الثلثاء الماضي "افترض ان لدى الاريتريين خبراء اجانب، ولدينا خبراء اجانب لاعداد طيارينا". وكان يشير بذلك الى صفقة طائرات "ميغ" اشترتها بلاده من اسرائيل وإلى طائرات من النوع نفسه اشترتها اريتريا من دول أوروبية شرقية.