أفادت مصادر اعلامية امس ان السلطات التونسية ابلغت الجهات الأمنية الجزائرية معلومات مفصلة عن هويات عناصر "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الذين هاجموا مركزاً لحرس الحدود التونسي في نقطة حيدرة الحدودية في محافظة القصرين 400 كيلومتر جنوب غربي العاصمة ليل الثلثاء - الاربعاء. وأوضحت المصادر ان السلطات الأمنية الجزائرية تسلمت صوراً للقتلى الثلاثة الذين سقطوا خلال المعركة التي جرت مع حراس الحدود التونسيين وأنواع السلاح والقنابل المستخدمة في الهجوم، اضافة الى الوثائق الحجوزة لدى القتلى. وأشارت صحيفة "الصباح" المستقلة امس الى أن الجزائر أبدت اريتاحها ل"التنسيق الامني الرامي لسد الطريق أمام أي محاولة للنيل من أمن البلدين". وتعتبر هذه المبادرة التونسية الخطوة الأولى في تنفيذ الاتفاق الأمني الذي توصل اليه رئيس الاركان الجزائري الفريق محمد العماري الشهر الماضي في لقاءات عقدها مع كبار المسؤولين العسكريين التونسيين خلال زيارته الرسمية الأولى لتونس منذ سنوات. ورجح مراقبون ان تطوير التنسيق الامني والعسكري الثنائي يمهد للزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لتونس نهاية الشهر الجاري، والتي تأتي بعد زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس الاربعاء المقبل لتونس. ويندرج الاجتماع المرتقب للجنة العليا التونسية - الجزائرية في الجزائر مطلع الشهر المقبل في سياق التقارب الجديد بين البلدين كونه يكسر الجمود الذي استمر ستة اعوام ويدشن احياء عمل اللجان الوزارية والفنية المشتركة برعاية رئيسي الوزراء محمد الغنوشي وأحمد بن بيتور لتسوية الملفات العالقة بين البلدين، خصوصاً ملفي اقامة مواطني كل بلد في البلد الآخر والمبادلات التجارية التي عُلقت تقريباً منذ العام 1995.