أبلغت مصادر رسمية جزائرية «الحياة» أمس، أن زيارة رئيس «حركة النهضة» التونسية راشد الغنوشي للجزائر، أتت في إطار مهمة وساطة بين الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ونظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بعد «خلاف صامت» بين قيادتي البلدين، على اثر اتفاق أمني أبرمه الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره التونسي خلال زيارته لواشنطن في 21 أيار (مايو) الماضي. وأكدت المصادر أن وساطة الغنوشي انحصرت في تبديد أسباب انزعاج القيادة الجزائرية من الاتفاق الأميركي – التونسي، ونفت أن تكون مهمة الغنوشي، شملت «وساطة مفترضة» بين الرئاسة المصرية وتنظيم «الإخوان». وقال مصدر جزائري مطلع على ملف العلاقات الجزائرية – التونسية، إن الغنوشي نقل رسالة من السبسي إلى بوتفليقة «تضمنت توضيحات للاتفاق الأمني مع واشنطن»، بعد «تسريبات» إعلامية عن «قلق جزائري» من «ترتيبات عسكرية»، دفعت واشنطن إلى إعطاء تونس صفة «حليف أساسي خارج حلف شمال الأطلسي». واعتبر مراقبون أن ما ورد في الإعلام الجزائري في هذا الشأن، يعبر عن «الموقف الرسمي» للجزائر التي اختارت الصمت وعدم التعليق على الاتفاق، في حين ذهب بعضهم إلى حد القول إن السفير الجزائري في تونس عبد القادر حجار عاد إلى بلاده، وهو ما لم تؤكده أو تنفيه السلطات الجزائرية. والتقى الغنوشي السبسي في قصر قرطاج عشية مغادرته إلى الجزائر. وأفاد بيان للرئاسة التونسية أن اللقاء تناول الأوضاع العام في البلاد، في حين صرح رئيس «حركة النهضة» بأنه عبر لرئيس الجمهورية عن دعم الحركة الكامل لجهود الدولة وأجهزتها، في تصديها للإرهاب، مؤكداً أن الأوضاع تستوجب وحدة الصف لتجاوز المرحلة الصعبة. ونفت مصادر رسمية جزائرية أن يكون بوتفليقة وافق على القيام بوساطة بين الرئاسة المصرية وتنظيم «الإخوان»، بطلب من الغنوشي، كما أفادت تسريبات. وأكدت المصادر إن الجزائر ليست في صدد أي وساطة في الملف المصري الذي «تعتبره شأناً مصرياً داخلياً يناقشه الأشقاء المصريون في ما بينهم». وأوضحت المصادر أن اللقاء تناول إلى جانب مضمون رسالة السبسي، ملف الإرهاب وكيفية «تجنيب تونس تصعيداً أمنياً». وقال الغنوشي عقب لقائه بوتفليقة أنه بحث معه «الأوضاع في المنطقة المغاربية وفي المشرق العربي»، مضيفا أن «الاتجاه كان واضحاً نحو تأكيد مبدأ الحوار كسبيل لحل المشاكل». وأضاف القيادي الإسلامي التونسي أن لقاءه مع الرئيس الجزائري شكل فرصة «لتأكيد مبدأ التوافق وضرورة الابتعاد عن الصراعات وتجنب أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة». واستقبل بوتفليقة الغنوشي بحضور وزير الخارجية رمطان لعمامرة ووزير الدولة المستشار خاص لدى رئيس الجمهورية الطيب بلعيز.