} أعربت قطر عن "أسفها واستغرابها" لقرار دولة البحرين تعليق أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، وأكدت على أن طلبها الأخير الى محكمة العدل الدولية لا يعتبر تجاوزاً للوساطة السعودية أو المساعي الاماراتية. وفيما حضت السعودية قطروالبحرين أمس على تجنب التصعيد بينهما، أكدت دولة الامارات استعدادها لتجديد وساطتها بين البلدين. ردت قطر على قرار البحرين تعليق أعمال اللجنة العليا المشتركة وأصدرت وزارة الخارجية أمس بياناً أعربت فيه عن "أسفها واستغرابها لقرار دولة البحرين الشقيقة بإيقاف أعمال اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين البلدين". وشددت قطر على "أن الطلب الذي قدمته الى محكمة العدل الدولية، وخلافاً لما تضمنه بيان وزارة دولة البحرين الشقيقة، لا يعد تجاوزاً للوساطة السعودية أو عدم تجاوب مع المساعي الحميدة لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة". وقال البيان "ان اللجوء الى محكمة العدل الدولية انما جاء تنفيذاً لاتفاقي 1987 و1990 اللذين أبرمتهما الدولتان في اطار الوساطة السعودية وقضت محكمة العدل الدولية انهما اتفاقان دوليان ملزمان لدولتي قطروالبحرين". وتابع البيان "ان دولة قطر لم تأل جهداً في التجاوب مع الوساطة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، والمساعي الحميدة لحضرة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والتي يعلم بها الأشقاء، وقد بذلت في هذا السبيل جهوداً كبيرة للتوصل الى حل أخوي سواء من خلال تلك المساعي أو من خلال أعمال اللجنة العليا المشتركة، إلا أن تلك الجهود لم تفلح في التوصل الى حل اخوي للنزاع بين الدولتين". ولفت البيان الى "أن دولة قطر تود ان تؤكد ان محاولة ايجاد حل اخوي للخلاف الحدودي لم تكن الهدف الرئيسي للجنة العليا المشتركة، وأن هذه اللجنة حققت في نطاق مهمتها الأساسية بتعزيز التعاون بين الطرفين نتائج طيبة في الفترة القصيرة التي مضت على انشائها، كما ان تلك اللجنة انشئت بقرار من قيادتي البلدين وعهد برئاستها الى صاحبي السمو وليي العهد في البلدين ... انه كان من الغريب لذلك ان تنهي دولة البحرين الشقيقة أعمالها من دون التشاور المسبق مع دولة قطر أو الوقوف على رأيها في هذا الشأن". وتابع البيان "ان دولة قطر اذ تؤكد مجدداً رغبتها الصادقة وحرصها الأكيد على توطيد وتعزيز علاقات الاخوة بين الدولتين وشعبيهما الشقيقين لترجو ألا يؤثر في هذه الغايات النبيلة نظر محكمة العدل الدولية في الخلاف واصدارها حكماً نهائياً ملزماً بشأنه، إذ أنه بالاضافة الى أن طرح ذلك النزاع على المحكمة جاء باتفاق الدولتين فإن التسوية القضائية ليست إلا احدى السبل الودية لفض المنازعات بين الدول". وكان وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني صرح أول من أمس في القاهرة "اننا في قطر حريصون على علاقات ودية مع دولة البحرين الشقيقة كما أننا لن نتجه الى البيانات الاستفزازية". وشدد على "حرص قطر على مناقشة الموضوع بشكل عملي وجاد يخدم مصلحة البلدين" كما نفى أن تكون مصر طلبت التدخل في الموضوع. وفي المنامة، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة ان البيان الذي أصدرته دولة البحرين عن تطورات الخلاف الحدودي بينها وبين قطر جاء لإطلاع الرأي العام في دولة البحرين وخارجها على حقيقة ما وصل اليه الخلاف القائم بين البلدين والحقائق والوقائع التي تحيط به. وأشار الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة في تصريح أدلى به الى "وكالة أنباء الخليج" قبل مغادرته المنامة الى بروكسيل ليرأس وفد بلاده الى اجتماعات الدورة العاشرة المشتركة لوزراء خارجية دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي الذي يبدأ اليوم، الى "ان دولة البحرين تجاوبت بروح مفتوحة ويد ممدودة مع ما اتفق عليه البلدان عندما قررا انشاء لجنة عليا مشتركة برئاسة وليي عهد البلدين للبحث في التوصل الى حل اخوي وودي للخلاف في ظل ما ساد علاقات البلدين من تقارب وما يربط بين شعبيهما من وشائج قربى وروابط أسرية وثيقة ومتينة". وعبر وزير الخارجية البحريني في تصريحه الذي جاء تعقيباً على التصريح الذي أدلى به الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وزير خارجية دولة قطر في القاهرة والذي وصف فيه بيان دولة البحرين بأنه استفزازي، عن أسفه لعدم رد دولة قطر على اقتراحات البحرين الأخيرة اثناء زيارة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد دولة البحرين للدوحة "والتي تشكل اطاراً للبحث في جميع أمور الخلاف بين البلدين الشقيقين". الى ذلك، قال مصدر بحريني رفيع المستوى ل"الحياة" ان بلاده تقدر كل الجهود التي بذلتها دول مجلس التعاون للبحث في التوصل الى حل ودي وأخوي للخلاف الحدودي مع دولة قطر. ونفى أن يكون الخلاف الحدودي مع الدوحة قد اثر أو سيؤثر مستقبلاً على وضع البحرين كعضو مؤسس في دول مجلس التعاون، وهي تعتبر هذا المجلس خياراً لا رجعة عنه وتقف في طليعة الملتزمين بكل القرارات التي تصدر عنه. الى ذلك، عبرت السعودية عن "عدم رضاها وعن قلقها وأسفها" لما آلت إليه الأوضاع بين البحرينوقطر. وجاء في بيان بثته "وكالة الأنباء السعودية" في وقت متقدم من ليل السبت - الأحد أن "المملكة فوجئت بما تردد من تعطيل أعمال اللجنة العليا البحرينية - القطرية المكلفة إنهاء قضايا الحدود بينهما وعدم التوصل إلى النتائج التي كانت تتطلع إليها أملاً في أن تؤدي اللجنة إلى إنهاء هذا النزاع الذي طال أمده بين البلدين الشقيقين". وطالبت الرياضالدوحةوالمنامة ب"العمل على تغليب المصلحة العليا والاحتكام إلى رابطة الدين ووشائج الأخوة والتعاون والعلاقات التاريخية التي تربط بينهما، والسعي الحثيث إلى عدم تصعيد الأمور واستعادة أجواء المحبة والتفاهم والتعاون باعتبار أن ذلك هو السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار وتكريس الجهود لما فيه مصلحة دول وشعوب المنطقة". وفي الاطار نفسه، أكدت دولة الامارات استعدادها لتجديد وساطتها بين دولة البحرينوقطر بعد حكم محكمة العدل الدولية في شأن الخلاف بين البلدين على جزر حوار وفشت الديبل. وقال الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة للشؤون الخارجية ان دولة الامارات مستعدة لمواصلة مساعيها الحميدة مع الأشقاء في كل من قطروالبحرين بعد صدور حكم محكمة العدل الدولية النهائي، من أجل عمل كل ما من شأنه تخفيف أثر أية نتائج قد تترتب عليه وذلك حفاظاً على العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وضرورة تعزيزها. وزار الشيخ حمدان المنامة أول من أمس ونقل رسالة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات الى أمير دولة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، وذلك في اطار المساعي الحميدة التي تبذلها الامارات للتقريب بين قطروالبحرين.