قال وزير الطاقة والمعادن المغربي يوسف الطاهري إن من السابق لأوانه الإقرار رسمياً بوجود النفط بكميات كبيرة في المغرب، بانتظار نتائج أعمال التنقيب التي تباشرها حالياً شركة "سكيدمور" الأميركية في منطقة تالسينت جنوب شرقي البلاد وشركات أخرى انكلوساكسونية منها "شل" و"اويل انتبرايز" البريطانية. وأضاف في رده على أسئلة أمام البرلمان: "يُستحسن انتظار أسابيع أخرى لتبين الجدوى الاقتصادية للنفط المحتمل وجوده، خصوصاً ان 18 شركة دولية قدمت طلبات الحصول على تراخيص تنقيب عن النفط في مناطق عدة من البلاد". وأكد أنه قبل بداية مرحلة الاستغلال سيكون على الشركات، التي اكتشفت النفط، توقيع عقود تجارية مع الحكومة. لكن المسؤول المغربي جدد القول "إن المرحلة الحالية لم تتجاوز عمليات التنقيب والاستكشاف وان المغرب لم يستخرج النفط بعد على رغم وجود مؤشرات قوية تدعو إلى التفاؤل". وذكرت مصادر نفطية تقنية أن "سكيمور" باشرت التنقيب على عمق 1800 متر تحت سطح الأرض قرب الحدود الوسطى المغربية - الجزائرية التي اكتشف فيها النفط. واعتبرت ان البحث يتركز حالياً على كلفة الاستخراج التي قد تبدو مكلفة في حال وجود النفط في آبار أكثر عمقاً. وقالت: "إن الشهور القليلة المقبلة ستكشف مستقبل النفط في المغرب". ويُحاط ملف النفط في المغرب بسرية كبيرة ويعتبر من "أسرار الدولة"، خصوصاً أن الموضوع يرتبط بشكل غير مباشر بملف التسوية في شمال افريقيا، ورغبة الولاياتالمتحدة في تنقية الأجواء بين المغرب والجزائر. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" إن نحو 150 شاحنة تحمل معدات لاستخراج النفط نقلت من دولة الإمارات العربية المتحدة لحساب شركة "سكيدمور" عبر ميناء الناظور المتوسطي. وأشارت إلى ان الأمر يتعلق بمعدات لاستخراج النفط وليس بالاستكشاف الذي كانت قامت به "سكيدمور" في وقت سابق باستعمال الأقمار الاصطناعية. وكانت الشركة الأميركية أشارت في تقرير فني، تسرب جزء منه إلى الصحافة، ان المغرب يملك احتياطاً نفطياً يُقدر بنحو 20 بليون برميل في منطقة تالسينت وحدها، وان المعطيات الجيوفزيائية تشابه مثيلتها في ولاية تكساس الأميركية والمكسيك. واعتبرت الشركة ان احتياط المغرب من النفط والغاز يكفي نظرياً، ل400 سنة.