} اشتعلت جبهة الجنوب العسكرية، أمس ودارت مواجهات عنيفة بين المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" وقوات الاحتلال الإسرائيلي "وجيش لبنانالجنوبي" الموالي لها. وهاجمت المقاومة نحو 30 موقعاً على طول خطوط الجبهة وداخل المنطقة المحتلة وتمكنت من اقتحام موقع البياضة جنوب صور في القطاع الغربي والسيطرة عليه وأطلقت خلال المواجهات مئات القذائف الميدانية في حين استخدمت إسرائيل سلاح الطيران والبوارج الحربية وكانت الحصيلة قتيلين من "الجنوبي" وسبعة جرحى بينهم إسرائيليان، وإصابة ستة مدنيين لبنانيين وجندي من قوات الطوارئ الدولية. أعلنت المقاومة الإسلامية أمس أن مجموعة منها "اقتحمت موقع البياضة جنوب صور في القطاع الغربي، السادسة صباح أمس في شكل مباغت وداسه المجاهدون بنعالهم" مؤكدين "أن حصون العدو وعملاءه هي أوهن من بيوت العنكبوت وأن مصير الاحتلال والخونة هو القتل أو الفرار تحت جنح الظلام". وأضافت "أنهم سيطروا عليه بالكامل وأجهزوا على حاميته وفجروا دشمه ورفعوا رايات المقاومة الإسلامية في أرجائه". وتحدثت المقاومة في الوقت نفسه عن مهاجمة مواقع الحردون والحمراء وشمع وطير حرفا والرادار وبلاط والدبشة والعيشية وقلعة الشقيف وبرعشيت وبيت ياحون وحداتا وشلعبون ورشاف وحميد والقوزح وحولا وتلة هارون والسويداء والطهرة وعلي الطاهر وبئر كلاب بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، مؤكدة تحقيق إصابات وتدمير دشم. ودكت مجموعات أخرى مرابط مدفعية إسرائيلية في الظهيرة ويارين والشريفة وثكنة الريحان وأبو قمحة بالأسلحة المناسبة، وأعلنت أنها ستوزع في وقت لاحق مشاهد حية عن اقتحام موقع البياضة. وأعلنت المقاومة أنها ردت على "اعتداءات العدو الصهيوني وأصابت مدنيين بقصفها موقع ظهر الجمل الحدودي بالمدفعية الثقيلة وتحقيق إصابات دقيقة فيه، ومهاجمة مربض مدفعية أبو قمحة بالصواريخ". وشنت طائرات حربية إسرائيلية صباح أمس أكثر من ست غارات على غرب بلدة زبقين في القطاع الغربي مطلقة نحو 15 صاروخاً، فيما أطلقت مروحيات، وعلى ثماني دفعات، عدداً من الصواريخ على المنطقة نفسها. وظهراً أغارت طائرات حربية، وعلى دفعتين على جنوب بلدة جبال البطم بأربعة صواريخ. وشهد القطاعان الأوسط وإقليم التفاح أجواء حرب حقيقية تواصلت منذ ليل أول من أمس وحتى ظهر أمس وشنت طائرات حربية إسرائيلية فجراً وصباحاً 12 غارة على مجرى نهر حبوش ونبع الطاسة ومجرى نهر الزهراني ومزرعة عقماتا بأكثر من 20 صاروخ جو - أرض. وأحصت مصادر أمنية سقوط أكثر من 300 قذيفة من العيارات الثقيلة على مرتفعات إقليم التفاح وقرى منطقة النبطية ما أدى الى تضرر الكثير من المنازل والسيارات وشبكات الكهرباء والماء. وطاول القصف بلدات المنصوري وزبقين ومجدل زون وجبال البطم وياطر وكفرا وحداتا وعيتا الجبل وتبنين وشقرا ومجدل سلم وقبريخا وبرعشيت في القطاع الغربي. وأحصت مصادر أمنية سقوط أكثر من 150 قذيفة. وترافق القصف المدفعي مع إطلاق بارجة حربية إسرائيلية عدداً من القذائف على محيط البلدات المذكورة. وفي البقاع الغربي، استهدف القصف الإسرائيلي مرتفعات عين التينة وميدون وبركة الجبور والقطراني ووادي زلايا وقليا ولبايا ولوسي وقاطع ميمس وأحصت مصادر أمنية سقوط أكثر من مئة قذيفة خلال ساعة واحدة وشنت طائرات حربية صباحاً ثلاث غارات على مرتفعات جبل أبو راشد بستة صواريخ. ووزع مجلس الجنوب خبراً أن رئيسه قبلان قبلان كان في جولة تفقدية في بلدة عرمتى حين تعرضت لقصف مدفعي إسرائيلي من موقع بئر كلاب، طاول خصوصاً محيط المسجد والحسينية، واقتصرت الأضرار على الماديات. وأفاد الناطق الرسمي باسم القوات الدولية تيمور غوكسيل أن جندياً فيجياً جرح نتيجة القصف الإسرائيلي على أحد مواقع وحدته قرب معبر جسر الحمرا في القطاع الغربي. وقال ضابط دولي أن قيادته "فتحت تحقيقاً في الحادث" وأوضح أن "اليونيفيل" تلقت إنذاراً من "الجنوبي" بعدم تحريك آلياتها وسياراتها في المنطقة المحتلة تحت طائلة إطلاق النار عليها من دون سابق إنذار". وذكر مصدر عسكري إسرائيلي أن اثنين من الجنود الإسرائيليين جرحا أمس بقذائف أطلقها "حزب الله" على موقعيهما في القطاع الشرقي، وأن إصابتهما بليغة لكنهما ليسا في خطر. وتحدث عن إصابة عسكري ثالث ليل أول من أمس في القطاع نفسه بجروح خطرة. وكانت الإذاعة الإسرائيلية نقلت عن متحدث عسكري إسرائيلي قبل ظهر أمس أن اثنين من أفراد "الجنوبي" قتلا وأصيب خمسة آخرون في عمليات حزب الله". وأدى القصف الإسرائيلي على بلدة المنصوري الى جرح أربعة مدنيين هم عليا محمد درويش 34 عاماً وطفلاها نزيه صوان 4 سنوات وسحر 7 سنوات وابراهيم شهاب 25 عاماً. وفي بلدة زبقين المحاذية أصيبت الفتاة زينب حسن بركات 15 عاماً وهارون اسكندر بجروح مختلفة. من جهة ثانية، أفرجت قوات الاحتلال الاسرائيلي ظهر أمس عن أربعة معتقلين من سجن الخيام هم عاطف علي سيف وكمال منذر وصادق نصرالله ومحمد قيس بعد مدد اعتقال تفاوتت بين سنة وثلاث سنوات، وبقوا جميعاً في المنطقة المحتلة.