قال وزير الطاقة والصناعة والكهرباء والماء القطري عبدالله العطية ان "ليس هناك أي مبرر لتدخل دول أوبك في السوق النفطية وتعديل انتاجها". وأضاف ان اسعار النفط "لا تزال في المنطقة الآمنة" إذ أن معدل الأسعار خلال 20 يوماً من التسويق يبلغ نحو 24 دولاراً. وهذا المعدل لا يزال ضمن المستوى الذي وضعته اوبك كمستوى آمن للجميع، وهو بين 22 دولاراً و28 دولاراً للبرميل. وأعرب العطية عن اعتقاده بأن ارتفاع الأسعار الذي حدث أخيراً "يعود لأسباب لا علاقة لها بالمنظور الاقتصادي، وربما كان أحد أسبابه المضاربات، أو ان هناك بعض الشح في عدد من المصافي الأميركية، وهذا خطأ أصحاب هذه المصافي، الذين لم يبنوا المخزون الكافي مفضلين شراء النفط عندما تنخفض الأسعار". وكان العطية يتحدث الى "الحياة" على هامش زيارة قام بها لباريس حيث التقى وزير الصناعة الفرنسي كريستيان بييري، وشارك في يوم خصصه المجلس الاقتصادي والاجتماعي الفرنسي لقطر. وعن لقائه وزير الصناعة الفرنسي قال العطية ل"الحياة": "نحن متفقون على تشجيع الاستثمار المتبادل بين قطروفرنسا. العلاقات الفرنسية - القطرية السياسية ممتازة جداً، ونحاول تطويرها وتعزيزها اقتصادياً. وبعد اندماج توتال والف أصبحت الشركة من أكبر الشركات المستثمرة في قطر في مختلف قطاعات البتروكيماويات والغاز والنفط. ونحن الآن نعرّف الشركات الفرنسية الأخرى على الامكانات في قطر". وعن مشروع تزويد الكويت بالغاز القطري الذي وقعه أخيراً أجاب: "شكلنا فريق عمل من المؤسسة القطرية للنفط والمؤسسة الكويتية، وخلال ثلاثة أشهر سينتهي العمل من أجل تنفيذ الاتفاق". وعلمت "الحياة" من مصادر الصناعة النفطية ان كميات الغاز التي ستزود قطر بها الكويت تصل الى نحو 750 مليون قدم مكعبة يومياً. وعن زيادة قدرة قطر الانتاجية من النفط قال العطية: "في الأعوام الماضية كانت طاقة قطر الانتاجية من النفط تبلغ 400 ألف برميل في اليوم، وبرنامج تطوير هذه القدرة مستمر ووصلت طاقتنا الانتاجية حالياً الى 800 ألف برميل في اليوم. وهناك حالياً مشاريع لتطوير حقول مختلفة مثل تطوير المرحلة الثانية من حقل الخليج التي تقوم به شركة توتال - الف فينا". وأضاف العطية "لقد زاد احتياطنا من النفط بنحو 35 في المئة"، لكنه أكد التزام بلاده قرارات "أوبك". ورداً على سؤال حول أي مستوى سعري بنت قطر موازنتها، قال العطية: "أسواق النفط علمتنا ان نكون محافظين، لذا تبنينا موازنة على أساس 15 دولاراً للبرميل من 1 نيسان ابريل 2000 إلى 31 آذار مارس 2001". الى ذلك، قال العطية في كلمته أمام المجلس الاقتصادي والاجتماعي ان قطر تتوقع زيادة استخدام الغاز الذي تنتجه مشاريعها العملاقة وهي قطر غاز وراس غاز. وأضاف انه سيتم ادخال توسعات على هذه المشاريع بحلول سنة 2005 ليصل انتاجها الى 12 بليون قدم مكعبة من الغاز يومياً. وتحدث خلال الندوة مدير مشاريع المشاركة في مؤسسة النفط القطرية ناصر جيده فقدم عرضاً للعلاقات التعاقدية بين الشركة القطرية والشركات الأخرى. وتحدث نائب رئيس "توتال الف فينا" كريستوف دو مارجوري عن مشاريع الشركة في قطر في قطاعي الغاز والنفط. وأشار الى أن هنالك فرصاً كبيرة للصناعيين الفرنسيين لتزويد قطر المعدات المختلفة. وشارك في الندوة سفيرا فرنسا في قطر برتران بزانسو وقطر في فرنسا عبدالرحمن الخليفي وعدد من المسؤولين من قطاع الغاز والنفط في قطر والقطاع الاقتصادي الفرنسي. ويتوجه العطية من باريس الى واشنطن حيث يلتقي وزير الطاقة الأميركي بيل ريتشاردسون، ويجول على شركات نفطية في هيوستن واوكلاهوما.