بدأت اسرائيل أمس اقامة سياج الكتروني جديد على طول حدودها مع لبنان استعداداً لانسحابها العسكري من جنوبه المتوقع قبل 7 تموز يوليو المقبل، واهتمت صحفها بإخلاء القوات السورية مواقع في غرب بيروت والبقاع، وبمصير "جيش لبنانالجنوبي"، في حين أعلن "حزب الله" أنه "يطمح إلى انسحاب تحت قذائف مقاوميه ورصاصهم". بيروت - "الحياة"، القدسالمحتلة - أ ف ب - نقلت الإذاعة الاسرائيلية عن رئاسة الحكومة ان المجلس الوزاري الأمني المصغر اجتمع صباح أمس لمتابعة البحث مع كبار قادة الجيش في ترتيبات الانسحاب من جنوبلبنان على أن يبلغ الجيش بالموعد النهائي للانسحاب قبل اسبوعين من حدوثه ليتمكن من اجراء استعداداته الاخيرة. وبدأت اقامة السياج الجديد قرب بلدة المطلة في منطقة اصبع الجليل. واوضحت الاذاعة الاسرائيلية ان وزارة الدفاع تنوي نقل السياج القائم الآن في الأراضي اللبنانية الى الأراضي الاسرائيلية. ومن اصل السياج البالغ طوله 150 كلم، هناك 45 كلم منه في الاراضي اللبنانية، ستنقل الى الاراضي الاسرائيلية. واوضحت الاذاعة ان نقل قسم من السياج الى الاراضي اللبنانية خلال السنوات الاخيرة تم "لاسباب عملانية". وسيحدث الجيش الاسرائيلي الكيلومترات ال105 الموجودة الآن في اسرائيل لمنع حصول عمليات تسلل محتملة من الاراضي اللبنانية، على أن ينسف مواقعه القائمة في الاراضي اللبنانية للحؤول دون استخدامها لاحقاً، على ما اضافت الاذاعة. وفي هذا الإطار، تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن خمسة مواقع حدودية ستخلى كلياً أو جزئياً، هي: المطلة التي ستخلى المنطقة الزراعية الجنوبية منها لأسباب أمنية، وسيستعملها الجيش الإسرائيلي" ومسكاف عام التي سيخلى القسم الجنوبي منها والقرية السياحية الجديدة فيها، وتعاد المساحة هذه إلى لبنان، أما مركز ألوش المجاور فسيخلى أيضاً" ومرغليوت التي سيخلى ثلثاها الواقعان على الحدود ويعادان إلى لبنان، ما يعني أنها ستخسر مناطق زراعية مهمة" والمنارة التي ستخلى المنطقة المجاورة لمدخلها ومركز تزيبورن ليعادا إلى لبنان، على أن يصبح لها مدخل جديد وطريق تمر عبر مرغليوت" وأفيفيم التي سيخلى ثلثاها المستعملان مناطق زراعية، ويعادان إلى لبنان. في هذه الأثناء، تناولت صحف إسرائيلية إخلاء الجيش السوري مواقع في غرب بيروت والبقاع. ونقلت "معاريف" عن مصادر أمنية إسرائيلية أن "إعادة الانتشار هذه مجرد خطوة تكتيكية هدفها التخفيف من حدة الانتقادات الداخلية اللبنانية للوجود السوري في لبنان، وأن ليس لدى دمشق أي نية لتخفيف سيطرتها على لبنان"، وأضافت الصحيفة، استناداً الى "مصادر أخرى"، أن "السبب الثاني لإعادة الانتشار الرد على الانسحاب الإسرائيلي، لأن دمشق خائفة من ضغوط دولية عليها في ظله فلجأت الى تخفيف وجود جيشها لاستباق الانتقادات. هذا تفكير جيد جداً، لكنه لا يغير أي شيء، لأن سورية ستستمر في السيطرة على لبنان وعلى كل ما يحصل فيه، حتى الهجمات التي تشنها المقاومة على إسرائيل". ونقلت الصحيفة أيضاً عن مصادر الاستخبارات الإسرائيلية أن "روسيا أوقفت إمداد سورية بأسلحة ثقيلة في هذه المرحلة بعد تحرك عواصم عالمية، تحت ضغط إسرائيلي أجبرها على صرف النظر عن مشروع صفقة مع دمشق في هذا الشأن". كذلك توقفت صحيفة "هآرتز" عند عملية "حزب الله" الأخيرة التي دمرت موقع "عرمتى" قرب جزين التابع ل"جيش لبنانالجنوبي" وقتلت خمسة قتلى من أفراده وجرحت ثمانية آخرين إضافة الى جنديين إسرائيليين. ونقلت عن قائد اللواء الشرقي في الميليشيا الموالية لإسرائيل نبيه أبو رافع أن هذه العملية "تثبت كم أصبح الجنوبي ضعيفاً". وأوضح أنه سيزيل كل المواقع في القطاع الذي يتولاه، بعد الانسحاب الإسرائيلي. وقال "إن الجنوبي لم يتفكك، لكنه أصبح ضعيفاً جداً، وبعد الانسحاب، لا يعود عنده أي هدف يقاتل من أجله". وتوقع "أن يسيطر "حزب الله" على المناطق التي سيخليها الجيش الإسرائيلي". ونقل عن مواطنين في الشريط الحدودي المحتل "شعورهم بأن إسرائيل تخلت عنهم". وأوردت الصحيفة سببين للهجمات المكثفة الأخيرة على مواقع "الجنوبي" هما: رغبة سورية في معاودة المفاوضات مع إسرائيل، ورغبة "حزب الله" في تدمير "الجنوبي" قبل الانسحاب لتتأمن له السيطرة على القرى الدرزية والمسيحية لاحقاً. وأفادت معلومات من الشريط الحدودي أن عناصر "الجنوبي" في موقع أرنون حاولوا الفرار منه الى مرجعيون، إلا أن القوات الإسرائيلية في قلعة الشقيف، أرسلت قوة الى أرنون، مؤلفة من نحو 25 عنصراً معززة بالآليات، لمنعهم من ذلك، وبقيت الى جانبهم لتبديد خوفهم. وعلى الصعيد الميداني قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثكنة الجيش المهجورة في النبطية الفوقا ومنطقة الصوانة الواقعة بين زوطر الغربية وقعقعية الجسر امتداداً الى مجرى نهر الزهراني ووادي الكفور في القطاع الأوسط. وأعلنت "المقاومة الإسلامية" الجناح العسكري ل"حزب الله" أن مجموعات منها هاجمت موقعي بئر كلاّب وظهور الكسارة، وتحدثت عن "تحقيق إصابات مباشرة". وأبعدت قوات الاحتلال عائلة من بلدة الطيبة القريبة من الحدود اللبنانية - الإسرائيلية مؤلفة من يوسف موسى رسلان 35 عاماً وزوجته ورد وأطفالهما الأربعة موسى شهران وزينب عامان وفاطمة 3 سنوات ومحمد 5 سنوات، من دون معرفة السبب. وفي المواقف أكد النائب محمد فنيش حزب الله أن عملية اقتحام موقع عرمتى أثبتت أن لا قدرة لعملاء العدو على الثبات في مواجهة المقاومين وبالتالي فأي رهان على هذه الأدوات المنهارة والمأجورة خاسر. وتوقع "أن نشهد عملية انهيار أسرع مما تصور قادة الاحتلال لهذه الميليشيا". وأكد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين "ان اقتحام موقع عرمتى يبين الصورة التي سيكون عليها الانسحاب الصيهوني الذليل من أرضنا المحتلة في الجنوب والبقاع الغربي". متوقعاً "أن ينسحب العدو خلال الأيام المقبلة من منطقة الريحان بعد الضربة القاسية التي تلقاها عملاؤه في عرمتى". وقال "إن طموح المقاومة الإسلامية تحقيق انسحاب ذليل للعدو تحت قذائف المجاهدين ورصاصهم، لئلا يفكر في يوم من الأيام في أن يكرر عدوانه على لبنان في المستقبل". واعتبر النائب عصام فارس "أن تطبيق القرار الرقم 425 انتصار للبنان وسورية معاً والمقاومة والجيش والشهداء الأبرار". وقال إن "لا علاقة للقرار بأي اتفاق سلام مع إسرائيل لأن مثل هذا الاتفاق لا يمكن أن يوقعه لبنان إلا في إطار الحل الشامل والعادل الذي لا تؤمنه إلا سورية وبالتالي فإن البلدين لا يوقعانه إلا معاً ومتلازمين".