تصاعدت حدة التوتر في الجنوباللبناني أمس، ولفت خلالها تركيز المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري ل "حزب الله" عملياتها على مواقع للقوات الإسرائيلية و"جيش لبنانالجنوبي" الموالي لها قريبة من الحدود. وأسفرت حصيلة التطورات العسكرية عن جرح ثلاثة جنود إسرائيليين ومقتل عنصر من "الجنوبي" وجرح اثنين آخرين، ومقتل عنصرين من "حزب الله". فقد اعترف ناطق باسم الجيش الإسرائيلي بإصابة ثلاثة جنود إسرائيليين في تفجير عبوة ناسفة بالقرب من موقعهما في العباد على بعد مئات الامتار من الحدود الدولية بين لبنان واسرائيل، في حين أعلن "الجنوبي" مقتل احد عناصره وجرح آخر في انفجار عبوة ناسفة بإحدى دورياته بين مركبا والعديسة التي تبعد كيلومتراً واحداً عن الحدود، وجرح عنصر ثالث في قصف استهدف موقع السويداء على طرف القطاع الاوسط المحتل. واعلن "حزب الله" في بيانات متتالية مسؤوليته عن هذه العمليات، لافتاً إلى تمكن مجموعاته المقاومة من "اختراق كل إجراءات العدو المتطورة والتوغل إلى مواقع قريبة من الحدود". وأفاد عن استهداف مواقع للإسرائيليين و"الجنوبي" في السويداء والطهرة والطيبة وضهور الكسارة والقبع، وتحقيق "اصابات مؤكدة". وتبنى الحزب أيضاً هجوماً ليل أول من أمس على دورية اسرائيلية بالقرب من موقع الطيبة في القطاع الاوسط المحتل، اعقبته اشتباكات بين الطرفين ما اسفر عن وقوع "اصابات مؤكدة" في صفوف الدورية، وعن سقوط مقاتلين منه هما حيدر قاسم طويل 25 سنة من كفرملكي وفادي غزال 23 عاماً من الطيبة. من ناحية اخرى، تضررت ستة منازل أمس في القصف المدفعي الاسرائيلي الذي استهدف عربصاليم القطاع الاوسط ومجدل سلم المواجهة للقطاع الغربي. وفي تعليق على عمليات "حزب الله" الحدودية، كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية أول من أمس "أن حزب الله يتصرف منذ نحو شهر كأن الجيش الإسرائيلي انسحب فعلاً من الجنوب وأن المسؤولين في إسرائيل يدفنون رؤوسهم تحت الرمال، وأنه يهاجم مواقع الجيش الإسرائيلي على طول الحدود بما في ذلك مواقع داخل إسرائيل. وهو إذ يفعل ذلك انما يرسم لإسرائيل الحدود التي يجب أن تنسحب اليها، أي بمعنى أخر يرفض مفهوم إسرائيل للحدود الدولية ويشير اليها بقصفه كيف ستكون عليه حربها بعد يوم واحد من الانسحاب: اطلاق نار على أهداف عسكرية داخل إسرائيل ومقدار محمول من النيران على التجمعات المدنية". الى ذلك أبعدت قوات الاحتلال المدرس في ثانوية كفركلا الحدودية صالح محمد شيت وزوجته ملاك جمعة الى خارج الشريط وقالت "إن أسباب الابعاد أمنية". وأصيب مدني أمام حاجز للجيش اللبناني، على مقربة من مخيم عين الحلوة جنوبلبنان، بجروح من جراء اطلاق نار على مدخل المخيم. وأفادت معلومات أمنية أن موقوفين فلسطينيين أطلقا أمس، أحضر أحدهما رشاشاً وأطلق النار في الهواء، عند مدخل المخيم، ما أدى الى اصابة المدني برصاصة طائشة، فنقل الى المستشفى وغادره بعد معالجته.