طغى نبأ وصول خمسة أسرى لبنانيين ينتمون الى "حزب الله"، الى بيروت فجر امس بعدما أفرجت عنهم اسرائيل، بفعل وساطة ألمانية، على أخبار التهيؤ الاسرائىلي للانسحاب من لبنان، قبل بداية تموز يوليو المقبل، على ما عداه من تطورات. واعتبرت التعليقات الاسرائىلية ان الافراج عن الخمسة تمّ في اتصالات "ايران وسورية ليست بعيدة عنها". راجع ص3 و4 وفيما انضمّ الأسرى الخمسة الى أسرهم في الجنوب والبقاع وبيروت، ترك الحدث وراءه سيلاً من التكهنات والتوقعات المختلفة، حيال خلفياته وأبعاده، منها ما ربط، خصوصاً في اسرائيل، بينه وبين استئناف مفاوضات السلام على المسار الاسرائىلي - السوري، ومنها ما استبعد ذلك، مشيراً الى ان الوساطة الألمانية بدأت قبل اعلان استئناف المفاوضات وان الأمر متصل بافراج ايران عن الألماني المحكوم عليه في طهران بعلاقة جنسية مع امرأة ايرانية، ومنها ما ركّز على ان الحدث على علاقة باستئناف الجهود من اجل معرفة مصير الطيار الاسرائىلي رون أراد، المختفي منذ اسقاط طائرته في جنوبلبنان عام 1986 وتواصل اسرائيل المطالبة باستعادته. واذ وجد مراقبون ان نجاح الوساطة الألمانية ليس بعيداً عن الاستنتاجات المذكورة مجتمعة، فإن رئيس الجمهورية أميل لحود أوفد المدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد لتمثيله، الى جانب نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم وقيادة الحزب، في استقبال الاسرى الخمسة في مطار بيروت فجر امس. وأكد لحود ان قضية الأسرى، الذين ما زال 33 منهم في السجون الاسرائىلية، و150 في سجن الخيام يديره "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لاسرائىل في الشريط الحدودي المحتل، "هي من أولويات الدولة". واعتبر رئيس الحكومة وزير الخارجية الدكتور سليم الحص ان الافراج عن الخمسة "انتصار جديد تسجله المقاومة الباسلة والدولة اللبنانية في نضالهما لتحرير أرضنا المحتلة". وشكر الحكومة الألمانية. أما الشيخ قاسم فأكد، كما لحود والحص، استمرار المقاومة ضد الاحتلال، مشيراً الى استمرار الحزب في بذل جهود "لمعرفة مصير الطيار أراد لأننا بذلك نستطيع الافراج عن جميع المعتقلين... وحتى الآن ليست لدينا معطيات". والتقت "الحياة" ثلاثة من الاسرى المحررين في بيروتوالجنوب، فرووا مأساة اعتقالهم ومن ثم الافراج عنهم عبر نقلهم بطائرة اسرائىلية الى ألمانيا ومنها بأخرى تابعة لشركة "لوفتهانزا" الى لبنان. وبعضهم اعتقل بينما كان في سن ال13 أو ال15 سنة، وأحدهم أحمد سرور لا يزال ثلاثة أخوة له في السجن في اسرائيل، وجميعهم بقوا محتجزين بين 13 و15 عاماً من دون احكام صادرة في حق أي منهم، بل ان اثنين خطفا مع الشيخ عبدالكريم عبيد الذي لا تزال تحتجزه اسرائيل، وآخر سلّمته "القوات اللبنانية" الى اسرائىل في منتصف الثمانينات. وتوالت التعليقات والتسريبات الاسرائىلية امس في شأن موافقة رئيس الحكومة ايهود باراك على خطة للانسحاب من جنوبلبنان. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مسؤول أمني رفيع في تل أبيب ان الجيش الاسرائىلي يخطط لبدء اعادة انتشاره في جنوبلبنان في شباط فبراير المقبل على ان ينهي سحب قواته في بداية تموز. وذكر المصدر ان خطة "الأفق الجديد" تقضي ببناء سياج حدودي الكتروني وإزالة معظم القواعد الأمامية للجيش في الشريط الحدودي المحتل ونقل أخرى وبناء أخرى. وقدّر كلفة الخطة بليون شيكل. وقال ان الانسحاب سيؤدي الى خفض الجنود الاسرائىليين على الحدود مع لبنان وستعمل أجهزة المخابرات العسكرية والبحرية الاسرائىلية على تخفيف انتشارها مع لبنان. ونقلت "يديعوت احرونوت" عن مصادر سياسية في القدسالمحتلة اعتقادها ان تقدماً في الجولة الثانية من المحادثات مع سورية التي تبدأ الاسبوع المقبل في واشنطن سيسهّل انسحاباً مبكراً من لبنان. وأوضحت انه حتى لو لم يتم التوصّل الى اتفاق كامل، فمن الممكن ان تسمح الاجواء المحيطة بالمفاوضات بانسحاب مبكر. لكن "معاريف" أشارت الى ان التقارير عن نقل موعد الانسحاب الى نيسان ابريل بدلاً من تموز، تفاؤلية في رأي القيادات العسكرية. وذكرت ان استئناف المفاوضات مع سورية يبطل الضغط على باراك للوفاء بوعده الانسحاب في تموز، حتى لو أنجز الانسحاب بعد شهر أو شهرين من الموعد المحدد.