توقع رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص الا تنتظر اسرائيل السابع من تموز يوليو المقبل لتنسحب من جنوبلبنان، في الموعد الذي حددته لذلك. وقال ان "الانسحاب يمكن ان يتم في اي لحظة بعد النصف الاول من حزيران يونيو". ورأى في حديث امام زواره، في حضور "الحياة"، "ان اي انسحاب اسرائيلي ما لم يشمل مزارع شبعا، لا يعني بالنسبة الينا تطبيق القرار الدولي الرقم 425 بمقدار ما نعتبره اعادة انتشار". وطرح تساؤلات عن مستقبل الدور الفرنسي في الجنوب في ضوء الحديث عن وجود موافقة اميركية - فرنسية تقضي بتحويل قوات الطوارئ الدولية قوة رادعة، وقال "لا نفهم حتى الآن الاسباب التي تدفع بالحكومة الفرنسية الى التهالك لاداء دور في الجنوب بعد الانسحاب الاسرائىلي، فهذا يضع موقفها موضع شبهة بذريعة انها تريد توفير الحماية لفريق من اللبنانيين، في وقت يؤكد لبنان ان حماية جميع الجنوبيين تقع على عاتق حكومته". واعرب عن خشيته ان يؤدي الدور الفرنسي او غيره من الادوار الى جعل "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لاسرائيل "مسمار جحا، وهذا ما نرفضه وسنتعامل معه من الآن بكثير من الحذر". وسأل عن الحماسة التي تبديها الحكومة الفرنسية لدور في الجنوب بعد التصريحات التي صدرت تباعاً عن رئىسها ليونيل جوسبان ووزيري الخارجية هوبير فيدرين والدفاع آلن ريشار، والتي كانت موضع انتقاد من الدولة اللبنانية؟ وفي هذا السياق توقف الحص امام التنسيق القائم بين الحكومة الفرنسية والادارة الاميركية، وقال "ان لبنان يرفض اي تعديل في القرارين 425 و426 وسيقاوم اي محاولة لتعديلهما من خلال الالتفاف عليهما تحت عنوان ايجاد تفسير لهما غير التفسير الواضح والمعروف". وتطرق الى المهمة التي قام بها موفد الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن في بيروت، وقال انه "حضر الى لبنان حاملاً افكاراً مسبقة تتعلق برفضه الاخذ بالقرائن والمستندات التي تقدم بها لبنان للتأكيد ان مزارع شبعا لبنانية". واضاف "هناك من املى على لارسن هذا الموقف المسبق في محاولة لعدم شمول الانسحاب الاسرائيلي مزارع شبعا، وبالتالي ايهام الرأي العام بأن الانسحاب الاسرائيلي من دونها يعني تنفيذاً كاملاً للقرار 425". واعتبر "ان قوى دولية بالتنسيق مع اسرائيل ادت دوراً من خلال الاممالمتحدة لاخراج المزارع من تطبيق القرار 425" مؤكداً "انها ستبقى عالقة وهذا ما يمكن ان يذهب اليه مجلس الامن الدولي". وتابع الحص "ان لا معلومات عما تردد اخيراً ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان يجول على عدد من دول المنطقة، بينها لبنان، فور الانتهاء من طرح تقريره على مجلس الامن". وبالنسبة الى احتمال قيامه بتحرك لدى الاممالمتحدة في نيويورك، قال "ان التحرك غير مطروح في الوقت الحاضر ما دام لارسن زار بيروت وقد يزورها لاحقاً، وقد اطلع من الدولة اللبنانية على حقيقة موقفها اضافة الى المذكرة التي بعثت بها الى انان". واضاف "اننا نتجنب في الوقت الحاضر الذهاب الى نيويورك التي يزورها الآن ديفيد ليفي وزير خارجية اسرائيل وقد يتوجه اليها بعد ايام ايهود باراك رئىس وزراء اسرائىل لئلا يقال اننا نجري مفاوضات غير مباشرة، وهذا امر مرفوض ما دام موقفنا واضحاً". وعزا بقاء مزارع شبعا تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي الى اسباب عدة "في مقدمها ان تل ابيب ليست في وارد الانسحاب منها سريعاً، وفي اطار تنفيذها القرار 425، نظراً الى انها اقامت عليها منتجعات سياحية وبنت فيها مستوطنات لاستيعاب اليهود الفالاشا المهاجرين من اثيوبيا، اضافة الى انها وضعت محطة انذار على مرتفعاتها". واعرب عن خشيته ان يتم ربط مصير مزارع شبعا بالقرار الرقم 242، اي بهضبة الجولان السورية المحتلة وقال "ان اسرائىل ترفض الانسحاب منها، مستخدمة اياها ورقة ضغط على سورية، ولا تريد التخلي عنها من دون مفاوضات". واعرب عن ارتياحه الى الموقف الروسي، وقال "لننتظر موقف موسكو النهائي في مجلس الامن الدولي، باعتبار انه يعود اليها ممارسة حق النقض الفيتو". الى ذلك، قال مصدر لبناني مسؤول مطلع على الموقف الرسمي، في رده قول نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه ان اسرائيل ترفض نزع سلاح "جيش لبنانالجنوبي" ما لم تتوافر له الضمانات العفو "اننا لا نستغرب موقفه، وكان سبق للارسن ان طرحه في بيروت، عندما ربط سحب السلاح الثقيل بتوفير الضمانات والحماية"، واضاف "ان لارسن سحب طلب العفو من التداول ولم يتراجع عنه"، منبهاً من "وقوف واشنطن خلف الموقف المشترك لفرنساوالاممالمتحدة، اذ انها تدفع في اتجاه اتخاذ الموقف الذي يريح اسرائىل". وحذر المصدر من "ان استمرار موقف فرنساوالاممالمتحدة على حاله يمكن ان يعرض دورهما في الجنوب لحملة من التساؤلات يستحيل بموجبها على فرنسا ان تؤدي الدور الميداني الصحي، خصوصاً ان تحديد مهام القوات الدولية انتشاراً وعديداً يتطلب موافقة لبنان، الذي لن يوافق على اي شيء من هذا القبيل ما لم تُعَد اليه مزارع شبعا وتتراجع الاممالمتحدة عن طلب ضمانات للجنوبي".