برلين - أ ف ب - تركت اجهزة الاستخبارات الألمانية الشرقية السابقة شتازي 180 كيلومترا من الوثائق التي فتحت للجمهور حاليا، وتضم آلاف الصفحات عن المستشار الالماني السابق هلموت كول تفيض بها الصحف، منذ الفضيحة المرتبطة بتمويل حزبه بطريقة غير مشروعة. ويبدو ان اجهزة الاستخبارات هذه زرعت اجهزة تنصت في منزل كول منذ توليه المستشارية في 1982، واستمعت الى معظم محادثاته الهاتفية. وذكرت الصحف الألمانية ان هناك حوالى تسعة آلاف صفحة من محاضر التنصت. ونشرت الصحف مستخدمة هذا المنجم من المعلومات التي لا تحمل اي قيمة قانونية، مقاطع تحمل ادانة لكول في قضية تمويل حزبه الاتحاد المسيحي الديموقراطي التي تحقق فيها حالياً لجنة برلمانية. وقال بيتر بوسي مساعد المنشق الالماني الشرقي السابق الكاهن يواخيم غاوك الذي يتولى رئاسة الادارة التي تشرف على ارث الاستخبارات ان "هلموت كول طلب ان يطلع على ملفه ولكن... ليس هناك ملف عنوانه كول". واضاف ان هناك مئات الصفحات المبعثرة التي تتحدث عن اتصالات ونشاطات المستشار السابق. وقال "على كل حال لن يحدث شيء هذا الشهر وسنرد على طلبه". ومنذ ان فتحت وثائق الارشيف في 1992، يستطيع كل فرد ان يطلع على ملفه ليعرف إذا كان أحد أقاربه أو أصدقائه مكلفاً التجسس عليه. ويمكن للشركات والادارات الحكومية والصحافيين والمؤرخين من "التحقق" من الماضي لاهداف مهنية. وقال بيتر بوسي ان ادارة غاوك التي تضم 2800 شخص تتلقى 12 الف طلب شهريا، موضحا ان "اكثر من 7.1 مليون طلب تقدم بها افراد منذ 1992 من اصل 5.4 ملايين طلب". وفي الطابق الرابع من مبنى رمادي اللون يقع حي ليشتنبرغ في برلينالشرقية، وتصطف الملفات على مد النظر في "القاعة 501". وهناك آلاف الملفات الزرقاء او البرتقالية وتلك المخصصة "لاعداء" النظام الشيوعي والجواسيس ووثائق تضم صورا. وعند سقوط جدار برلين، ترك جهاز الاستخبارات الالماني الشرقي اربعين مليون ملف مختومة برموز غامضة، اعدها بدقة جيش من العملاء كان يبلغ عدده 91 الفاً الى جانب 173 الفاً من "المخبرين". واكثر من عشرة آلاف من هؤلاء المخبرين والمتعاونين لم يكونوا بلغوا سن الثامنة عشرة عندما سقط الستار الحديدي. وفي بعض الاحيان كانت اسر باكملها تغذي "الوكر" من دون ان يكون لدى اي من افرادها شكوك في ممارسة الآخرين نشاطات تجسسية. ومنذ 1989، سمح هذا الارشيف بكشف بعض هؤلاء المخبرين مثل المحامي غريغور غيزي زعيم الشيوعيين المجددين الذي كان يمارس نشاطات تجسسية فيما كان يدافع عن حقوق الانسان.