أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب عالي النبرة في ولاية ويسكانسن في منطقة البحيرات العظمى "أنا مرشّح وسأفوز مجددا"، وذلك في وقت يخوض معركة استمراره سياسيا بعد أداء سيّئ طبع مناظرة تلفزيونيّة مع سلفه الجمهوري في 27 يونيو. وقال بايدن في خطابه أمام عدد من مناصريه "هناك أشخاص لا يهتمّون بأصواتكم" في الانتخابات التمهيديّة التي فاز فيها بفارق كبير. وأضاف "إنّهم يُحاولون إخراجي من السباق. دعوني أقولها بوضوح شديد: أنا باقٍ في السباق. سأهزم دونالد ترمب". وسأل الرئيس الديموقراطي (81 عامًا) الحاضرين "هل تعتقدون أنّني عجوز جدًّا كي أتمكّن من هزيمة دونالد ترمب؟"، فردّوا عليه "كلّا". وخلال الأسبوع الذي تلا مناظرته مع ترمب، وكانت الأولى بينهما، فشل بايدن في تهدئة الذعر في صفوف حزبه الديموقراطي. وطيلة 90 دقيقة الخميس الماضي، واجه بايدن صعوبة في التعبير عن نفسه بوضوح، فتلعثم وفقد تسلسل أفكاره. وتتصاعد داخل حزبه الأصوات التي تطالبه بأن يُثبت أنّ لديه الطاقة لهزيمة ترمب في نوفمبر والقدرة على القيادة في البيت الأبيض لأربع سنوات أخرى. ورغم حصوله على دعم حكّام ولايات ديموقراطيّين خلال اجتماع طارئ الأربعاء، دعاه ثلاثة من أعضاء الكونغرس المنتمين لحزبه على الأقلّ للتنحّي، ومثلهم مجالس تحرير عدد من الصحف الكبرى وعدد من المعلّقين السياسيين. وقال الرئيس إنّه "لن ينسحب" وإنّه "باقٍ في هذا السباق حتى النهاية". لكنّ استطلاعات رأي أعقبت المناظرة أظهرت اتّساع فارق شعبيته خلف ترمب. كما أنّ بايدن لم يتحدّث علنا من دون مُلقّن نصوص منذ المناظرة، باستثناء بعض التصريحات المقتضبة. وقال الرئيس بايدن الجمعة في مقابلة مع قناة "إيه بي سي" إنّه "لا يوجد أحد مؤهّل" أكثر منه "لكي يكون رئيسا أو للفوز" في الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة. وشدّد بايدن الذي تعرّض لانتقادات على خلفيّة مقدرته العقليّة بعد مناظرته السيّئة ضدّ خصمه الجمهوري دونالد ترمب، على أنّ وظيفته تُشبه "الخضوع لاختبار إدراكيّ كلّ يوم"، وذلك عندما سأله الصحافي جورج ستيفانوبولوس عمّا إذا كان مستعدا للخضوع لهذا النوع من الاختبارات. وتابع الديموقراطي البالغ 81 عاما "أنا أخضع لاختبار إدراكيّ كلّ يوم (...) أنا لا أقوم بحملتي الانتخابيّة فحسب، بل أقود العالم". وتحدّث بايدن بطلاقة أكثر مقارنة بمناظرته التلفزيونيّة مع ترمب، لكن رغم ذلك كان صوته مشوشا وجُمَله غير مكتملة في بعض الأحيان أو مفكّكة بعض الشيء. وخلال 22 دقيقة، دافع بايدن بشدّة في المقابلة عن ترشّحه لولاية ثانية في مواجهة ترمب، في حين أنّ بعض الأعضاء المُنتخبين في معسكره يطالبونه بالانسحاب. وردا على سؤال حول مناظرته الكارثيّة مع الرئيس السابق، قال إنّها كانت "أمسية سيّئة"، بسبب نزلة برد وإرهاق شديد. وشدّد بايدن على أنّه "لا يُصدّق" استطلاعات الرأي التي تمنح مُنافسه الأفضليّة على الصعيد الوطني وفي الولايات الرئيسيّة. وخلال المقابلة، سأل ستيفانوبولوس بايدن إذا كان سينسحب من السباق الرئاسي في حال تشكّلت لديه قناعة بأنّه لن يستطيع التغلّب على ترمب. فأجاب بايدن "حسنا، هذا يعتمد. إذا اخبرني الله .... بذلك، قد أفعل ذلك". وأضاف أنه لم يشاهد المناظرة التلفزيونيّة التي جمعته مع خصمه، قائلًا "لا أعتقد أنّني شاهدتها، لا". وسعيا منه لتبرير الأداء المخيّب الذي قدّمه خلال المناظرة، أشار بايدن إلى أنه كان مرهقا بسبب إصابته بنزلة برد ورحلات السفر الطويلة. وقال "كنتُ مريضا وينتابني شعور سيّئ". كنّا نحاول أن نتبيّن ما الخطب. أجروا فحصا ليروا إن كنتُ مصابا بعدوى أم لا، فيروس ما. لكن لم أكُن مصابا. كانت لديّ نزلة برد حادّة". ويعقد بايدن مؤتمرا صحافيا الخميس المقبل، على هامش قمّة حلف شمال الأطلسي، حسبما أكّد مسؤول أميركي كبير الجمعة. وقال المسؤول طالبا عدم كشف اسمه "الرئيس يعقد مؤتمرا صحافيا وسيردّ على أسئلة وسائل الإعلام".