تحظى الجمعيات ومراكز التنمية الأهلية الاجتماعية في المملكة باهتمام بالغ من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-؛ كونها تستهدف النهوض بالمجتمع بأسلوب حديث، يوجه جهود الأفراد نحو عمل مشترك مع الجهود الحكومية؛ لتلبية الاحتياجات وحل المشكلات، واستثمار الطاقات في أعمال خيرية مفيدة. ولا ننسى بالطبع جهود وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في توجيهها للمراكز والجمعيات الاجتماعية والإشراف عليها، وكذلك المركز الوطني للقطاع غير الربحي حيث يشرف على العمل الخيري بالمملكة، من خلال تشجيع إنشاء المؤسسات، والجمعيات الخيرية والإشراف على أنشطتها، وتنفيذ جميع الأنظمة والتعليمات الخاصة بتسجيلها ودعمها مالياً وفنياً. هذا إلى جانب مراجعة حساباتها الختامية وتوجيه خططها وبرامجها الدورية وفقاً للسياسة العامة المحكمة والمنظمة، ووضع النظم واللوائح والمناهج والبرامج التي تساعدها على تحقيق أعمالها على خير وجه للمستفيدين والمستفيدات وعلى سبيل المثال لا الحصر جمعيات التنمية والتطوير في محافظات شقراء والدوادمي والدلم ومرات ومركز أشيقر.. إلخ، وتشهد محافظة الدلم حراكاً تنموياً وخيرياً حيث تبلغ عدد جمعياتها 10 جمعيات تنموية وتخصصية، تقدم خدماتها لأكثر من 54000 ألف نسمة. ومن الجمعيات التي بات لها نشاط مشهود، "الجمعية الخيرية بالدلم" فقد تأسست عام 1400ه على يد عدد من رواد العمل الخيري بالمحافظة، ومنذ ذلك الوقت وهي تساهم في تقديم المساعدات المالية والعينية للمحتاجين، في جميع أحياء محافظة الدلم، كما تطور خدماتها من عام إلى آخر، حتى أصبحت إحدى الجمعيات الرائدة في مجال الخدمة الاجتماعية والمتميزة في رسالتها وبرامجها. ومن الجمعيات التي لها نشاط ملحوظ كذلك (جمعية همم شبابية) حيث تأسست في عام 1440ه وهي من الجمعيات التخصصية التي تقدمها خدماتها للشباب والفتيات، ومع قصر عمرها إلا أنها حققت جوائز على مستوى المملكة ومنها: المركز الثاني جائزة العاملين مع الشباب التي تقدمها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، جائزة المستوى الأعلى في المعيار الوطني السعودي للتطوع وهي من ضمن أربع جمعيات رائدة في التطوع على مستوى المملكة، كما ساهمت في تأهيل 7 % من مجتازي الرخصة المهنية (PMD) في المملكة. وتصدّر همم شبابية خبراتها لجمعيات المنطقة، حيث نظمت مؤخراً ملتقى "ارتقاء" لجمعيات محافظاتجنوبالرياض تحت عنوان "الفرص والممكنات للجمعيات الأهلية" واستهدفت 55 جمعية، يأتي ذلك ضمن دور تفعيل المشاركة المجتمعية، وتمكين المؤسسات من أداء برامج المسؤولية الاجتماعية وفقاً لرؤية المملكة المباركة 2030، بالإضافة إلى تعزيز مناقشة سبل تطوير عمل الجمعيات والمؤسسات الأهلية وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تواجهها؛ لتتمكن من أداء دورها على أكمل وجه، وتحقيق أعلى مستويات الشفافية والحوكمة في القطاع غير الربحي. كما تنظم جمعية ديم الأسرية، ومركز الأرجوان للفتيات مهرجانات أسرية ترفيهية وأخرى تخصصية للفتيات، تشتمل عادة على مجموعة من الفعاليات الاجتماعية والثقافية، إضافة إلى مسابقات الأطفال، والمناشط الترويحية. ولا شك أن هذه الجمعيات والمراكز التنموية الخيرية الأخرى بحاجة إلى زيادة الدعم من المجتمع والشركات الكبرى؛ حتى تستمر في أداء رسالتها الاجتماعية، ونشر الثقافة التطوعية، والتعريف بها، كونها تركز على الشباب والشابات وتعمل على تعزيز قدراتهم وتطوير مهاراتهم وإثراء خبراتهم من خلال التدريب والتأهيل والتوجيه والتمكين للمشاركة في الحياة العملية بكل ثقة واقتدار، وذلك إلى جانب أعمالها التقليدية والروتينية في الأعياد والمناسبات الوطنية.