كثرت التكهنات والانباء حول ملابسات مقتل قائد الحرس السويسري للفاتيكان الويس ايسترمان وزوجته برصاص عريف في الحرس انتحر بعد الجريمة مؤكداً في رسالة لوالدته انه كان يهدف حماية البابا. ونشرت صحيفة المانية امس الجمعة ان ايسترمان كان عميلاً للاستخبارات الألمانية الشرقية سابقاً المعروفة باسم "ستازي". ومعلوم ان هذا الجهاز حلّ بعد انهيار النظام الشيوعي في المانيا لكن عملاءه نقلوا ولاءهم الى اجهزة اخرى. وكانت انباء سابقة افادت ان ايسترمان عميل لجهاز الموساد الاسرائيلي لكن الفاتيكان نفى ذلك. وفي الوقت نفسه لم يستبعد قاضي التحقيق الايطالي روزاريو بريوره ان تكون الجريمة الثلاثية التي وقعت مساء الاثنين الماضي مرتبطة بمحاولات لاغتيال البابا يوحنا بولس الثاني. وكان القاضي رفض اخيراً طلب عضو رئاسي للتركي علي آغا الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد لمحاولته اغتيال البابا عام 1981، بسبب وجود اسرار جديدة تتعلق بمحاولات تستهدف حياة رأس الكنيسة الكاثوليكية من قبل منظمة "الذئاب الرمادية" الارهابية التركية التي ينتمي اليها اغا. وكشف القاضي بريوره ان العام الماضي شهد ثلاث محاولات لاغتيال البابا. وتم اكتشاف عبوة ناسفة قرب الفاتيكان لدى مرور موكبه، كما تم العثور على مخبأ أسلحة ومتفجرات تابع لمجموعة ارهابية متطرفة اثناء زيارة البابا لمدينة بولونيا الشمالية. كما تم اكتشاف عبوة ناسفة تحت احد الجسور لدى زيارة البابا لساراييفو. وحذر بريره من ان معلومات لديه تفيد ان المحاولة المقبلة ستكون اثناء احتفالات الدخول في الألف الثالث الميلادي التي ستبدأ نهاية هذا العام. ونشرت الصحافة الايطالية الرسالة التي كتبها العريف السويسري غيدرك تورناي الى والدته قبل ارتكاب الجريمة وتتألف من 14 سطراً طلب فيها العفو عن فعلته وأكد انه أقدم على ما فعله لأنه كان مضطراً، وانه ادى القسم لأن ينذر حياته من اجل البابا، وهذا ما فعله. على صعيد آخر، نشرت صحيفة "برلين كورير" الصادرة امس في برلين ان رئيس الحرس السويسري ايسترمن كان عميلاً لجهاز الاستخبارات الألمانية الشرقية السابقة "شتازي". وجاء في معلومات الصحيفة التي استقتها من مصادرة "مطلعة"، ان ايسترمن عرض عام 1979 على الپ"شتازي" استعداده للعمل لحسابه، وذلك عن طريق الممثلية التجارية لألمانيا الديموقراطية في بيرن السويسرية. وأضافت الصحيفة ان الالتزام بالتجسس لحساب الپ"الشتازي" بدأ في أيار مايو 1980 وأعطي ايسترمن اسما مستعاراً لاتصالاته هو "فردر". وقالت الوكالة الألمانية للأنباء "د. ب. أ" امس ان ناطقاً باسم "هيئة غاوك" المكلفة من الحكومة الكشف عن عملاء ال "شتازي" اخبرها انه تم العثور على ملف في ارشيف الجهاز يحمل اسم "فردر". الا انه لم يتم التأكد حتى الآن من ان ايسترمان هو صاحب هذا الاسم المستعار. ولوحظ ان عدم صدور نفي عن "هيئة غاول" يترك مجالاً واسعاً للشك بايسترمان. وحسب صحيفة "برلين كورير"، قام رئيس الحرس المغدور بإيصال معلومات سرية جدا عن الفاتيكان الى الپ"شتازي" حتى عام 1984.