برلين - رويترز - يسعى الاعضاء الاوروبيون في حلف شمال الاطلسي القلقون على مستقبل الحد من التسلح والعلاقات مع روسيا الى توحيد مواقفهم ازاء خطط اميركية لنشر غطاء دفاعي مضاد للصواريخ اغضبت روسيا والصين. ولكن حتى لو تجاوز الاوروبيون مصالحهم المتباينة وسيطروا على ردود افعالهم الفورية وتمكنوا من صياغة موقف موحد، فمن الصعب ان يؤثروا في خطط واشنطن في عام الانتخابات. وبعد اشهر من تجاهل الامر ادرك الاوروبيون ان الولاياتالمتحدة عازمة على اتخاذ قرار هذا العام او العام المقبل للمضي قدماً في المرحلة الاولى من نظام الدفاع الصاروخي للتصدي لأي صواريخ قد تطلقها "دول مارقة". وتشترك الدول الاوروبية في الرأى القائل انه على واشنطن الاتفاق مع موسكو على نظام دفاع صاروخي يحافظ على اساسيات معاهدة 1972 للصواريخ المضادة للصواريخ الذاتية الدفع بدلا من انتهاك هذه الاتفاقية. وبعد سلسلة الانتقادات خصوصاً من الرئيس الفرنسي جاك شيراك اغضبت ادارة الرئيس بيل كلينتون كف الاوروبيون اخيراً عن الانتقاد. وقال وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر في حديث صحافي هذا الاسبوع "لا جدوى من اتخاذ المواقف. اذ اننا لن نوقف القرار الاميركي سواء كنا نعتقد انه خطأ ام صواب". وتزعمت باريسوبرلين الانتقادات العام الماضي لأن نظام الدفاع الصاروخي الاميركي من شأنه اطلاق سباق تسلح جديد والاخلال بالتوازن النووي واحداث ازدواجية في المعايير الامنية داخل حلف شمال الاطلسي. وقال ديبلوماسيون ان فرنسا وبريطانيا، القوتين النوويتين الاوروبيتين، بدأتا مناقشة امكان التغلب على الخلافات والمساعدة في صياغة موقف اوروبي موحد. والفرنسيون الذين نادراً ما يضيعون فرصة لانتقاد الولاياتالمتحدة قلقون من ان يؤدى تطور الدفاعات المضادة للصواريخ في نهاية الامر الى جعل القوة النووية الضئيلة لدى فرنسا وبريطانيا غير ذات قيمة. ويدفعون بأن التهديد بهجوم نووي الذي ردع الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة من شأنه ردع دول مثل كوريا الشمالية وايران والعراق عن تطوير صواريخ بعيدة المدى قد يكون بامكانها حمل رؤوس نووية او كيمياوية او بيولوجية. ويبدو البريطانيون اقل قلقاً فقد جعلتهم "علاقاتهم الخاصة" بالولاياتالمتحدة اكثر تعاطفاً مع المخاوف الامنية الاميركية. لكنهم يشاركون فرنسا في الرغبة في تجنب نشوب ازمة دولية بسبب هذا الامر. وبريطانيا في وضع حساس لأن المرحلة الاولى من الخطة الاميركية تتطلب تحديث رادار استراتيجي في يوركشاير وتتطلب مرحلة لاحقة اقامة منشآت جديدة في ساحة عامة في الموقع نفسه. وعلى رغم ان واشنطن لم تتخذ بادرة رسمية بعد فإن المسؤولين اوضحوا ان رئيس الوزراء توني بلير لا يمكنه رفض اى طلب لأقرب حليف له في ما يتعلق بتحديث برامج الرادار. وسعى فيشر الذي أغضب الولاياتالمتحدة العام الماضي بالحديث على "استخدام اساليب امنية مختلفة" داخل حلف شمال الاطلسي الى محاولة قياس مدى التصميم الاميركي عندما اجتمع هذا الاسبوع مع وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ومؤيدين بارزين بين اعضاء الكونغرس الجمهوريين لنظام دفاعي اكثر قوة. وقال بعد ذلك "اننا نتطلع الى توحيد الموقف الاوروبي لكن المصالح غير متجانسة لذلك سنحتاج بعض الوقت للمناقشة". وطرح خافيير سولانا منسق الشؤون الخارجية والسياسات الدفاعية في الاتحاد الاوروبي ما يمكن ان يكون اسس الموقف الاوروبي المشترك عندما زار واشنطن الاسبوع الماضي. فقال اذا تم المضي قدما في نظام الدفاع الصاروخي القومي "فإننا نرغب في ان يتم ذلك باسلوب لا يسبب توتراً في العلاقات عبر المحيط".