هونت الولاياتالمتحدة من شأن تهديد روسيا بالرد بوسائل عسكرية في حال نشر نظام دفاع صاروخي قرب حدودها، وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن ذلك التهديد يستهدف إثارة قلق شركاء واشنطن الأوروبيين. وقال المسؤول الإعلامي بالبنتاغون جيف موريل (يمكنني فقط أن أفترض أن العبارات الرنانة لقرع طبول الحرب التي صدرت عن روسيا تستهدف إثارة قلق الأوروبيين بشأن المشاركة في هذا النظام، لكن ذلك لن يفلح). وأضاف موريل أن نظام الدفاع الصاروخي الأوروبي المقترح لا يشكل أي تهديد لروسيا وأن ترسانة موسكو من الأسلحة يمكنها أن تتغلب بسهولة على الدرع. وجاء رد البنتاغون بعد أن هددت روسيا بالرد عسكريا وفنيا على اتفاق الدرع الصاروخي الذي وقعته الولاياتالمتحدة والتشيك أول أمس الاثنين ويقضي بنشر نظام رادار أميركي لرصد واعتراض الصواريخ في هذه الدولة الواقعة وسط أوروبا. وفي تعليقها على ذلك الاتفاق قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها إنه (إذا بدأ النشر الفعلي لدرع دفاعي صاروخي إستراتيجي أميركي على مقربة من حدودنا، فسنضطر عندئذ للرد لا بالوسائل الدبلوماسية وإنما بوسائل عسكرية فنية). وبموجب النظام المقترح الذي يكلف 3.5 مليارات دولار سيتم استخدام أجهزة استشعار ورادار لاكتشاف أي صاروخ معاد في الجو وتوجيه صاروخ اعتراضي رابض على الأرض لتدميره بدون استخدام متفجرات. وتقول واشنطن إن الدرع سيدافع عنها وعن حلفائها الأوروبيين ضد هجمات صاروخية من خصم مثل إيران، ولكن موسكو اقترحت في المقابل إقامة درع مشترك مضاد للصواريخ بين روسيا والحلف الأطلسي، وهددت في المقابل بتوجيه صواريخها النووية إلى وسط أوروبا إذا نشر الدرع. ومن المنتظر أن يصادق البرلمان التشيكي على الاتفاق، حيث يتوقع أن تواجه الحكومة -التي تشغل 100 مقعد فقط في المجلس المؤلف من 200 مقعد- صعوبات في إقراره، كما يعارض نحو 70% من التشيكيين حسب استطلاع نشر أمس معاهدة الدرع الصاروخي. ويأتي توقيع الاتفاق مع التشيك بعد أن فشلت الولاياتالمتحدة في التوصل إلى اتفاق مماثل مع بولندا التي اشترطت الحصول على مليارات الدولارات لتحديث جيشها ودفاعاتها الجوية مقابل قبولها بنشر درع صاروخي على أرضها.