أقر المغرب والجزائر تشكيل "مجموعة أخوة وتعاون" لتنسيق الجهود بين مؤسستيهما النيابيتين، خصوصاً بين مجلس الأمة الجزائري ومجلس المستشارين المغربي. وجاء تشكيل المجموعة على هامش زيارة قام بها للرباط رئيس مجلس الأمة الجزائري السيد بشير بومعزة. وأكد رئىس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي التزام حكومته خيار اتحاد المغرب العربي، مشيراً ان هذا التوجه هو السبيل الوحيد لمساعدة بلدان المنطقة في مواجهة التكتلات العالمية. وأضاف إثر اجتماعه مع بومعزة في الرباط، انه "لا يتصور تقدم أحد بلدان المغرب العربي من دون تعاون كل الاطراف". وأضاف: "أصبح من نافلة القول التذكير بأننا في عالم التكتلات ولا يمكننا مقاومة آثار العولمة من دون اتحادنا". وأشار اليوسفي الى انه وجّه منذ تسلمه رئاسة الحكومة في آذار مارس 1998، نداءات الى الجزائر لمعاودة فتح الحدود وبناء علاقات الثقة "ولا نتصور ان هذا الوضع يمكن ان يستمر"، في إشارة الى اغلاق الحدود وتأزم العلاقات بين البلدين. وأضاف: "كنا متفائلين بزيارة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة للمغرب العام الماضي وتحسن علاقات البلدين قبل ذلك وبعده، ولكن كُتب لنا ان ننتظر مرة أخرى من دون ان نتوقف عن بذل الجهود للاسراع في معاودة فتح الحدود". الى ذلك، دعا بومعزة الى طرح المشاكل العالقة بين المغرب والجزائر بصراحة. وقال في حفلة عشاء اقامها رئيس مجلس المستشارين الدكتور جلال السعيد في الرباط ليل الاثنين - الثلثاء تكريماً للضيف: "نياتنا صادقة ونحن مستعدون لطرح المشاكل بطريقة جديدة للحصول على نتائج ايجابية". وأضاف ان الارادة موجودة لدى الطرفين المغربي والجزائري ل"اقامة حوار أخوي لبناء الاتحاد المغاربي". ودعا الى نقد ذاتي، مجدداً ثقته بخطوات العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي استقبله الاثنين. اجتمع العاهل المغربي أمس في مدينة تطوان، شمال البلاد، مع رئيس الوزراء الاسباني خوسي ماريا اثنار في ختام زيارته الرسمية للمغرب. ورجحت مصادر مغربية ان يكون الاجتماع عرض ملف الصحراء الغربية ومستقبل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين والتعاون المغربي - الاسباني لتمنية المحافظات الشمالية للمغرب وقضايا الهجرة. الى ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر قضائي في وجدة ان ثمانية مغربيين اعتقلوا الاحد أحيلوا الاثنين على محكمة وجدة بتهمة تسهيل عملية سلب احدى القرى قرب الحدود الجزائرية - المغربية، نفّذتها مجموعة جزائرية مسلحة. واضاف ان الثمانية ملاحقون خصوصاً بتهمة تشكيل عصابة من الاشرار. ويشير قرار الاتهام الى ان المتهمين اقاموا اتصالات مع مجموعة جزائرية وسهلوا لها التوغل داخل المغرب. وكانت مجموعة جزائرية من أربعين شخصاً دخلت في 20 نيسان ابريل الى المغرب وسلبت عدداً من المنازل قرب جبل عصفور على بعد ثلاثين كلم جنوبوجدة، بحسب صحيفة "العلم" التي أكدت ان المجموعة سرقت ماشية ومواد غذائية وعادت الى الجزائر. على صعيد آخر، قال صحافيون من اسبوعية "الساقية الحمراء ووادي الذهب" التي تصدر في الرباط ان مقر الصحيفة تعرض لهجوم في نهاية الاسبوع المنصرم اسفر عن اتلاف بعض الممتلكات. وأوضحوا انهم قدموا شكوى الى أجهزة الأمن لفتح تحقيق في الموضوع. واسبوعية "الساقية الحمراء ووادي الذهب" تهتم برصد الاوضاع في الصحراء. وشارك مديرها الصحافي باهي محمد أحمد الاسبوع الماضي في لقاء في مدريد عن تطورات قضية الصحراء، وسبق له ان قضى 10 سنوات معتقلاً في مخيمات تندوف جنوب غربي الجزائر.