قمة مجموعة العشرين تنطلق نحو تدشين تحالف عالمي لمكافحة الفقر والجوع    القيادة تهنئ ملك المغرب بذكرى استقلال بلاده    النسخة الصينية من موسوعة "سعوديبيديا" في بكين    45.1% من سكان المملكة يعانون من زيادة الوزن    سماء غائمة جزئيا تتخللها سحب رعدية بعدد من المناطق    المملكة تجدد إدانتها استهداف إسرائيل ل«الأونروا»    "سلمان للإغاثة" يوزع 1.600 سلة غذائية في إقليم شاري باقرمي بجمهورية تشاد    القصبي يفتتح مؤتمر الجودة في عصر التقنيات المتقدمة    1.7 مليون عقد لسيارات مسجلة بوزارة النقل    9% نموا بصفقات الاستحواذ والاندماج بالشرق الأوسط    محافظ جدة يستقبل قنصل كازاخستان    المملكة ونصرة فلسطين ولبنان    عدوان الاحتلال يواصل حصد الأرواح الفلسطينية    حسابات ال «ثريد»    صبي في ال 14 متهم بإحراق غابات نيوجيرسي    الاحتلال يعيد فصول النازية في غزة    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    الأخضر يكثف تحضيراته للقاء إندونيسيا في تصفيات المونديال    وزير الإعلام اختتم زيارته لبكين.. السعودية والصين.. شراكة راسخة وتعاون مثمر    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع سفير الصين    أمير الرياض يفتتح اليوم منتدى الرياض الاقتصادي    مع انطلاقة الفصل الثاني.. «التعليم» تشدّد على انضباط المدارس    إحباط 3 محاولات لتهريب 645 ألف حبة محظورة وكميات من «الشبو»    الإجازة ونهايتها بالنسبة للطلاب    قتل 4 من أسرته وهرب.. الأسباب مجهولة !    «حزم».. نظام سعودي جديد للتعامل مع التهديدات الجوية والسطحية    كل الحب    البوابة السحرية لتكنولوجيا المستقبل    استقبال 127 مشاركة من 41 دولة.. إغلاق التسجيل في ملتقى" الفيديو آرت" الدولي    كونان أوبراين.. يقدم حفل الأوسكار لأول مرة في 2025    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    موافقة خادم الحرمين على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    «السلطنة» في يومها الوطني.. مسيرة بناء تؤطرها «رؤية 2040»    قلق في بريطانيا: إرهاق.. صداع.. وإسهال.. أعراض فايروس جديد    القاتل الصامت يعيش في مطابخكم.. احذروه    5 أعراض لفطريات الأظافر    تبدأ من 35 ريال .. النصر يطرح تذاكر مباراته أمام السد "آسيوياً"    أوربارينا يجهز «سكري القصيم» «محلياً وقارياً»    مكالمة السيتي    هيئة الشورى توافق على تقارير الأداء السنوية لعدد من الجهات الحكومية    الخليج يتغلب على أهلي سداب العماني ويتصدّر مجموعته في "آسيوية اليد"    أعاصير تضرب المركب الألماني    «القمة غير العادية».. المسار الوضيء    لغز البيتكوين!    الله عليه أخضر عنيد    المكتشفات الحديثة ما بين التصريح الإعلامي والبحث العلمي    الدرعية.. عاصمة الماضي ومدينة المستقبل !    المملكة تقود المواجهة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات    مجمع الملك سلمان يطلق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    انتظام 30 ألف طالب وطالبة في أكثر من 96 مدرسة تابعة لمكتب التعليم ببيش    شراكة إعلامية سعودية صينية واتفاقيات للتعاون الثنائي    وزير الدفاع يلتقي سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل المندوب الدائم لجمهورية تركيا    محافظ الطائف يلتقي مديرة الحماية الأسرية    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    أهم باب للسعادة والتوفيق    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زعيم حزب الاستقلال المغربي يؤيد حق "العدل والاحسان" في حزب واطلاق الشيخ ياسين . الفاسي ل "الحياة" : حكومة اليوسفي لم تحقق التناوب ونبقى فيها بسبب قضية الصحراء
نشر في الحياة يوم 05 - 05 - 1999

انتقد زعيم حزب الاستقلال المغربي السيد عباس الفاسي اداء الحكومة التي يشارك فيها. ودعا رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي الى اتخاذ "اجراءات عملية لاحداث التغيير". لكنه حرص على تأكيد التزامه دعم الحكومة، لاعتبارات تتعلق بالموقف من تطورات قضية الصحراء والحفاظ على وحدة "الكتلة الديموقراطية" التي تضم الاحزاب الرئيسية في المعارضة السابقة، اضافة الى الاتفاق على برنامج سياسي شامل.
وتمنى المسؤول الحزبي النجاح للرئيس الجزائري الجديد السيد عبدالعزيز بوتفليقة. وقال، في مقابلة مع "الحياة"، انه يعتزم زيارة الجزائر لاحقاً. يذكر ان الفاسي عمل سفيراً للمغرب في باريس وتونس، وتولى وزارة الاسكان والصناعة التقليدية. وانتخب اميناً عاماً للاستقلال العام الماضي خلفا للسيد محمد بوستة الذي قاد الحزب منذ رحيل زعيمه التاريخي علال الفاسي. وفي ما يأتي نص المقابلة:
أبدأ بالسؤال عن حال السيد محمد بوستة الامين العام السابق؟
- الاخ بوستة طبع الحزب لمدة 24 عاماً. ونذكر ان المؤتمر ال13 ألح عليه للاستمرار في الامانة العامة لكنه بقي متصلباً في موقفه وقال ان الوقت حان لتناوب الاجيال في هياكل الحزب جميعها. لكن بوستة يبقى عضو مجلس الرئاسة وعضو اللجنة التنفيذية ويساهم في شكل ايجابي في اعمال هياكل الحزب.
تعنون ان السيد محمد بوستة ما زال له التأثير نفسه داخل الحزب والموقف من العمل الحكومي؟
- طبعاً. لنا بند دائم في اجتماعات اللجنة التنفيذية هو النشاط الحكومي نعرض فيه كل ما يتعلق بالحكومة. وبالتالي بوستة له رأي كذلك عندما نتطرق الى الشأن الحكومي.
كيف تنظرون في حزب الاستقلال الى اداء حكومة اليوسفي؟
- بكل صراحة، كنت أتوقع أحسن مما اراه اليوم، نظراً الى عراقة احزاب الكتلة والاحزاب المساندة لها، ولأن هذه الاحزاب تذخر بالافكار والبرامج والكوادر. الارضية صالحة ليشعر الناس بالتغيير، لأن هناك حدثاً أساسياً في حياة البلاد يتمثل في حكومة عمودها الاساسي الكتلة ووزيرها الاول الاخ عبدالرحمن اليوسفي.
هل تلمحون الى ان أداء الحكومة ضعيف؟
- أعتقد ان الحكومة لها مشاكل مالية تنطق عن نفسها في الموازنة المالية، وفي المشروع المالي المطروح الآن على البرلمان. معنى ذلك ان 53 في المئة من الاعتمادات تذهب الى ادارة مرافق الدولة واداء الرواتب، و31 في المئة تقريباً لأداء الدين الخارجي والفوائد. ويبقى نحو 18 بليون درهم من أصل الاستثمار العام. هذا القدر من المال لا يمكن ان يؤثر على عدد العاطلين عن العمل في المغرب. ونظراً الى هذا التشخيص والصورة الواضحة والارقام العنيدة، على الحكومة ان تجتهد وان تأتي باقتراحات جديدة لم يعرفها المغرب من قبل.
كيف؟
- يجب ان نعبئ الشعب المغربي. في 1956 عبأنا الشباب من أجل شق طريق الوحدة من الشمال الى الجنوب. وقمنا بمشروع عن طريق التعبئة. ويمكن اليوم ان نخلق حماسة في المناطق كافة من اجل شق المسالك في العالم القروي وحفر الابار في الارياف والتشجير ومحاربة الأمية عن طريق التعبئة. هذه الروح غير موجودة الآن، في وقت دخل فيه المغرب عهدا جديدا عن طريق حكومة اليوسفي وعن طريق مشاركة الاحزاب الديموقراطية في الحكومة. انا ادعو الى الجهاد من اجل محاربة البطالة. هذه اولوية الاولويات. التعبئة ثم ترشيد النفقات وتشجيع الاستثمار الوطني والاجنبي. فنحن نرى ان المستثمرين المغاربة والاجانب ينتظرون بسبب العوائق البيروقراطية في الادارة وعدم الشفافية والانحرافات وعدم الاطمئنان احياناً عند صدور بعض الاحكام القضائية. تجب معاودة النظر في كل هذا بسرعة ولا يمكن انتظار نتيجة الورش المفتوحة. انا اعتبر ان ثلاثة قطاعات اساسية في المغرب وفي العالم تجلب العمل هي: السكن والمناطق الصناعية والمناطق السياحية. والحل بسيط اذا تم التركيز على هذه الورش.
هناك رأي لأعضاء في حزب الاستقلال يقول ان الحزب لا يريد ان يكشف صراحة اداء الحكومة، لكنه في اجتماعاته الداخلية لا يخفي استياءه من ادائها.
- الحقيقة هي ان بعض القياديين في الحكومة ارتكبوا خطأ نفسياً يوم تأسيس الحكومة عندما قالوا: الآن نمثل التناوب. واعطوا الأمل العريض للشعب المغربي بأن كل شيء سيتحقق "لأننا حققنا التناوب". في الواقع لم نحقق التناوب. التناوب من الناحية الدستورية هو حين تقرر الهيئة الناخبة، خلال انتخابات اشتراعية، ان تصبح الغالبية معارضة وان تأخد المعارضة الغالبية. التناوب يخرج من صناديق الاقتراع، وهذا لم يحصل في المغرب. وقد دانت الكتلة الديموقراطية في 12 كانون الأول ديسمبر 1997 نتائج الانتخابات الاشتراعية.
لكن كيف تدينون النتائج وتشاركون في الحكومة؟
- تداولنا في هذا الموضوع أياماً. كانت لدينا فعلاً مشكلة وأزمة ضمير من قضية المشاركة في الحكومة او عدم المشاركة فيها. لكن الاخ عبدالرحمن اليوسفي قبل اقتراح العاهل المغربي الملك الحسن الثاني برئاسة الحكومة فوراً. كما ان حزب الاستقلال لا يمكن ان يعارض برنامجاً وضعه مع شركائه خاصة اذا كان البرنامج جيدا وصالحا للانطلاق بالمغرب اقتصاديا واجتماعياً.
انتم تقولون ان البرنامج يركز على الجانب الاجتماعي والاقتصادي. لكن في الموازنة الحالية المطروحة هناك من يقول انه ليست هناك مسائل ملموسة تترجم هذا الالحاح على الاجتماعي.
- البرنامج صالح ونحن متشبثون به في حزب الاستقلال. واظن ان عدم الرضى ناتج أولاً عن تحريف الانتخابات فكيف يعقل ان يحوز الاستقلال المرتبة الاولى في الانتخابات. البلدية في حزيران يونيو 1997 ويصبح السادس في الانتخابات الاشتراعية؟
يعني ان حزب الاستقلال ما زال يتذكر بامتعاض نتائج هذه الانتخابات.
- بالنسبة الينا هذا تحدٍ. لكن حزب الاستقلال لا يُقهر. ونحن نلح على الوزير الاول ان يفتح ملف الانتخابات من الآن. في الاستقلال نقول: عندنا دستور جيد. وعندنا قوانين جيدة عندنا حريات تكاد تكون مطلقة. حرية الصحافة والتعددية. لكن عندنا ثغرة كبيرة وهي اشكالية الانتخابات.
أنتم، على ما اعتقد، منسجمون في المواقف داخل الكتلة. لكن أحد اقطاب الاتحاد الاشتراكي نفى ان تكونوا عرضتم فكرة اجراء انتخابات سابقة لاوانها خلال اجتمعاتكم الدورية.
- طعنّا في احزاب الكتلة في نتائج الانتخابات. كانت هذه الانتخابات من أجل هذا التوافق ومن اجل هذه الحكومة. والكتلة ليس لها الا ثلث المقاعد. لكن العاهل المغربي اراد في 1997 ان يحصل تداول وتناوب وقرر ان يكون الوزير الاول من المعارضة. اما بالنسبة الى اجراء انتخابات سابقة لاوانها، فنحن نقول ان من اسباب التعثرات او البطء في العمل الحكومي نتائج انتخابات 1997. لاحظنا ان البطء يستمر وان الحكومة مترددة في اتخاذ التدابير والقرارات الملحة التي ينتظرها الشعب. لكننا مع ذلك نتمنى للحكومة النجاح. واذا نجحت فلا داعي لانتخابات سابقة لأوانها.
هل نجحت الحكومة في رأيكم حتى الآن بعد مرور عام وأربعة أشهر على تشكيلها؟
- لا. لكنها نجحت في خلق حوار على الساحة. ونجحت في ملف حقوق الانسان بفضل ملك البلاد والتزامات الحكومة. ونجحت في اصلاح العلاقات الدولية. لكن في ما يتعلق بالملف الاقتصادي والاجتماعي والعدل والعدالة الاجتماعية، لم تستطع الحكومة حتى الآن اتخاذ التدابير التي ينتظرها الشعب.
لكن هذا الانفتاح الا يصعّد الوضع في ظل تعذر وجود حلول عملية للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية المطروحة؟
- أقول ان حزب الاستقلال قدم للأخ اليوسفي الحلول ليس للقضاء على البطالة ولكن للحد منها.
هل قبل اليوسفي اقتراحاتكم؟
- ما زلت لم أر أثراً لها على مستوى التنفيذ. نحن نعطي الاقتراحات باستمرار للوزير الاول في كل اجتماع، لانه اذا بقينا مع الارقام المعروفة لن يكون هناك اقلاع. وهناك أمر مهم يتعلق بالأزمة الحالية: اذ على رغم ان حكومة اليوسفي غيرمسؤولة عنها، لكن غداً سينسى الشعب ويقول ان الحكومة الحالية مسؤولة عن الازمة. لذا يجب ان تتم الاصلاحات من هذا المنظور. تلزمنا التعبئة ومعاودة النظر في الاجور المرتفعة لان هناك مكاتب عامة يتقاضى فيها البعض 200 الى 300 الف درهم.
هل تفسرون ما يجري بعجز الحكومة عن القيام باصلاحات؟
- لا أدري. ربما تعتبر الحكومة الحلول التي نعرضها عليها من وحي الخيال. اما أنا فاعتبرها قابلة للتنفيذ حينا. لكن لا بد من شيء من الجرأة.
هل يعني كلامكم ان الحكومة تنقصها الجرأة؟
- أنا أعتبر انه اذا لم يتم فتح هذه الملفات فليست هناك جرأة.
اذا استمرت الحكومة في نهج الاسلوب نفسه، كيف سينتهي بها الأمر في رأيكم؟
- نحن نعمل ليل نهار من أجل ان تنجح الحكومة. ونترجم ذلك من خلال الاقتراحات التي نقدمها باستمرار اليها.
هل يعني هذا انكم لو كنتم في رئاسة الوزراء لكان الأمر مختلفاً؟
- لم أفكر في الموضوع. تحمل الاستقلال منذ 1955، اي منذ الاستقلال، الى اليوم مسؤولية الحكومة ثمانية اشهر. في ظرف 55 عاما تحملنا المسؤولية ثمانية اشهر في عهد حكومة الحاج احمد بلا فريج. لذا لا افكر في هذا الموضوع.
ولو من منظور مستقبلي؟
- لا لا. انا افكر في ان تنجح هذه الحكومة. وستنجح اذا اجتهدت وقدمت حلولاً جديدة. اما اذا بقيت تنتظر اقتراحات مديري وزارة المال، فهؤلاء لا يخلقون المعجزات. يجب ان تفكر الحكومة في شكل آخر.
ألا تفكرون في الانضمام الى المعارضة ما دمتم غير راضين عن اداء الحكومة؟
- لا. في الحقيقة خروجنا من الحكومة فيه ضرر بالبلاد. لأننا أولاً في الحكومة مجندون وراء ملك البلاد لانهاء ملف الصحراء وهي القضية المقدسة الاولى. طبعاً إذا خرجنا الى المعارضة سنبقى وراء العاهل المغربي من أجل الوحدة الترابية. لكن داخل الحكومة يكون العمل اكثر ايجابية في هذا الملف، ثانيا اذا خرجنا من الحكومة سيسجل اننا نريد تشتيت الكتلة. ولا نريد مطلقاً ان نشتت شيئاً ساهمنا في خلقه. ثالثاً، خروجنا اليوم من الحكومة لن يحظى بالاجماع داخل حزب الاستقلال. ومثل هذا القرار يتطلب الاجماع.
هل يعني هذا ان هناك اجماعاً الآن داخل حزب الاستقلال على البقاء في الحكومة؟
- نعم، لكن هناك بعض من عدم الرضى كما حصل للشعب المغربي. وأقول ان الانتظار أحسن.
هناك بعض الحركات الاسلامية التي تبحث عن المشروعية ربما من خلال تأسيس حزب. كيف تنظرون الى وجود حزب اسلامي في المغرب؟
- حزب الاستقلال دافع دائما عن التعددية. والراحل علال الفاسي كتب كتابا اسمه "النقد الذاتي" في 1952، أي قبل الاستقلال، واقترح على المغاربة مشروعاً مجتمعياً. وقال في ما يرتبط بالاحزاب. "أنا مع التعددية الحزبية لكن ضد التشدد". لذا نحن مع مبدأ تشكيل الاحزاب. لكن هذا التشكيل يجب ان ينبع من ارادة المواطن وان لا يُخلق في المكاتب او الادارات. هذا الشرط الاول. اما الشرط الثاني فهو اننا لا نقبل ان تنفرد مجموعة وحدها بالاسلام خاصة اذا سُمّي الحزب في عنوانه بالاسلام، لأن الاسلام ملك للامة الاسلامية كلها. وحزب الاستقلال يستوحي برنامجه من الشريعة الاسلامية. تكلمنا دوماً عن التعددية وعن حقوق الانسان، وتكلمنا دوماً عن العدالة الاجتماعية. هذه كلها افكار في الاسلام.
وماذا عن جماعة العدل والاحسان؟
- لهم الحق في تشكيل حزب، لكن في نطاق الدستورالمغربي والقوانين المغربية.
كيف ترون تعاطي الحكومة مع هذه الجماعة؟
- نقول باستمرار ان القوانين المغربية لا تنص على فرض الحراسة داخل البيت أو في مكان معين. فإما ان يكون الشخص متابعاً وفي حقه حكم قضائي، واما ان يكون غير متابع. والحق ان الشيخ عبدالسلام ياسين غير متابع ولم يحصل على أي استدعاء من النيابة العامة. لذا لا يمكن ان يبقى رهن الوضع الذي هو عليه.
اذن انتم مع رفع الاقامة الجبرية عن الشيخ ياسين.
- هذه مسائل مقدسة رفع الاقامة عنه. ولا يمكن حصره في بيته. لكن يجب علي الشيخ ياسين ان يعمل في اطار القانون.
وبالنسبة الى التجمعات التي يرعاها في المساجد؟
- المسجد للعبادة ولجميع المسلمين وللوعظ والارشاد، مثلما كان في القرون الماضية عندما يأتي عالم من العلماء ويوضح للمسلمين الشريعة ويجيب عن الاسئلة.
كنتم أخيراً في اسبانيا. هل ترون حلولاً لقضية سبتة ومليلية؟
- في الواقع ليس هناك اجماع عند الاسبان على الاصرار على الاحتفاظ بسبتة ومليلية. هناك من يقول انه غير طبيعي، خاصة في احزاب اليسار، ان يستمر هذا الوضع. واعتبرت من واجبي وانا في اسبانيا ان اذكر بالمطلب الشرعي والمشروع للامة المغربية. وذكّرت باقتراح العاهل المغربي تشكيل مجموعتي عمل. فمن خلال الحوار استعدنا طنجة الدولية التي كان لاسبانيا نفوذ خاص فيها. وفي 1957 استعدنا طرفاية من اسبانيا كذلك في جو ودي، وسيدي افني في 1969 من دون أي مشكل. واستعدنا الساقية الحمراء ووادي الذهب بعد مفاوضات في مدريد. اذاً تم باستمرار حل النزاعات الترابية في جو من التفاهم. ولي اليقين انه بفضل هذا التفاهم سنستعيد سبتة ومليلية.
قريبا أو...؟
- اسبانيا لها مصالح سنضمنها لها. لكن لا مفاوضات في ما يتعلق بالسيادة.
هل لمستم خلال زيارتكم أي ليونة في الموقف الاسباني؟
- قيل لي هنا انه عندما يتحدث برلماني أو وزير مغربي حول سبتة ومليلية لا يجيب المحاور الاسباني. وانا لاحظت أنهم اجابوني في ما يرتبط بسبتة ومليلية. هذا يعني ان هذا الموضوع لم يبق مرفوضاً الاستماع اليه. لكن لا اعطي آمالاً كبيرة. لا بد من مرور الوقت. وأعتقد ان تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي واللغوي مع اسبانيا سيساعد كذلك على استعادة المدينتين.
كنتم سفيراً في تونس. كيف تنظرون الى التحركات الاخيرة على مستوى المغرب العربي؟
- الحقيقة ان الشعوب وقادة المغرب العربي يؤمنون بالمغرب العربي ويؤمنون بضرورته. لكن هناك مشاغل، ولا يمكن ان ننتظر تفعيل اتحاد المغرب العربي ولدينا جار لنا يشجع على الانفصال ويشجع النزعة الانفصالية بجميع الوسائل. المغرب العربي سيقوم عندما نشعر بالاخوة ونشعر اننا نتصافح بحرارة واخلاص وحسن نية. لذا اتصور ان لا مغرب عربياً اذا استمرت الجزائر في تشجيع الانفصال. يجب اولا ان ترفع الجزائر يدها عن هذه القضية وان ترفع الحصار عن مخيمات تندوف. وآنذاك، يعود جميع الصحراويين الى وطنهم المغرب.
صحيفة حزبكم كانت من أكثر الصحف المغربية تعليقاً على الانتخابات الجزائرية. هل في ذلك اشارات الى انعاش العلاقات المغربية - الجزائرية. وهل تعتقدون ان العلاقة بين البلدين ستشهد نقلة في عهد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة؟
- أقول من دون تردد انني تمنيت له التوفيق في تصريح صدر بعد 24 ساعة من نتائج الانتخابات. ولديّ أمل. فالرئيس الجزائري من الوجوه البارزة في حركة التحرير ولا شك انه حصل تطور وسيحصل تطور لأن قضية الصحراء ليست قضية الشعب الجزائري. قضية الشعب الجزائري تكمن في عودة الاطمئنان والامن والسلم ثم الديموقراطية. لذا تمنيت له التوفيق. واعتبر انه يجب ان نساعد الرئيس حتى يعود الامن والسلم الى الجزائر. واتصور انه بتحقيق هذا الهدف ستكون له القوة الكافية لفتح ملف تندوف والصحراء وايجاد الحل العادل الذي يكمن في عودة المحتجزين الى بلدهم في نطاق الجهة. واعتقد ان التنظيم الجهوي يضمن الخصوصيات الثقافية والاجتماعية في الشمال أو الجنوب.
هناك من قال ان بوتفليقة سيكون بامتياز رجل الحوار مع المغرب في شأن الصحراء.
- نتمنى ذلك. والحقيقة اننا سنخلق قوة اذا تم تفعيل الاتحاد المغاربي. خمس دول تشكل قوة اقتصادية واجتماعية وسياسية وديبلوماسية، خصوصاً ان اقتصادنا متكامل. فالجزائر لديها النفط والغاز والصناعة الثقيلة، ونحن لدينا الصناعة الخفيفة والزراعة والسمك والسياحة والخدمات، وموريتانيا لديها السمك والمعادن، وليبيا لديها الغاز والنفط. هناك تكامل إذن.
هل ما زال حزب الاستقلال متشبثاً بمعاودة فتح الحدود؟
- سبق لي ان أيّدت نداء اليوسفي بمعاودة فتح الحدود ورفع التأشيرة عن الجزائريين وعن المغاربة. وأعتقد ان هذا ضروري من الناحية الانسانية.
ألا توجد في رأيكم تخوفات من الناحية الامنية؟
- أتصور ان التأشيرة ستُرفع بعد شهور.
هل هناك اتصالات بين حزب الاستقلال وأحزاب معارضة في الجزائر؟
- كانت لنا اتصالات في الماضي والعلاقات التاريخية كانت دائما مع جبهة التحرير الجزائرية. كانوا يحضرون مؤتمراتنا وكنا نحضر عندهم. لكن بعد المشاكل التي حصلت في الجزائر وقع شيء من البطء. وأثرت قضية الصحراء في العلاقة بين الاستقلال والاحزاب الجزائرية. لكن الآن بدأنا بخطوة من خلال "مهرجان 14 ماي" في الدار البيضاء لمناسبة الذكرى ال25 لوفاة الراحل علال الفاسي. دعونا الامين العام للحزب الدستوري الديموقراطي التونسي وسيحضر. ودعونا عبدالحميد مهري والامين العام لجبهة التحريرالجزائرية بوعلام بن حمودة.
لكن هل تلقيتم ردوداً بتلبية الدعوة؟
-تونس ردت ايجاباً. اما بالنسبة الى الجزائر فالرسالة ذهبت واتصور انهم سيجيبون. هذه بداية وستتبعها خطوات وزيارة الى الجزائر.
قريباً؟
- الموعد غير محدد. لكن في نيتي ان أزور الجزائر ليس في الاسابيع المقبلة ولكن في غضون العام.
في مقابل الرغبة في انعاش المغرب العربي، هناك وفد مغربي ذهب الى أميركا يتفاوض حول شراكة أميركية - مغاربية تستثني ليبيا وموريتانيا. ألا يتعارض هذا مع مبدأ الاتحاد المغاربي؟
- الموقف الاميركي معروف من ليبيا. هيئة الامم المتحدة رفعت الآن الحظر المفروض على ليبيا، لكن اميركا ما زالت تحجز اموالا ليبية. هذا موقف معروف، لكن يجب ان نعلن باستمرار تضامننا مع ليبيا. فهذا واجب باعتبار ليبيا عضواً في الاتحاد المغاربي. والشعب الليبي شعب شقيق لا بد ان نؤكد تضامننا معه. وفي الوقت نفسه، فان للولايات المتحدة سياسة جديدة في افريقيا كلها. وأظن ان المعالم ليست واضحة حتى الآن.
لكن هناك ترتيبات على مسار هذه الشراكة.
- نحن ضد الكرسي الفارغ. لا بد من الاتصال بالجميع. هناك مبادئ وثوابت سنحرص على صونها كأمة. وفي الوقت نفسه فإننا نخاطب الجميع بما في ذلك اميركا.
ألا يُحدث هذا انعداماً في توازن العلاقة مع اوروبا التي تعول عليها الحكومة كثيراً من الناحية الاقتصادية؟
- أعتقد ان الاتفاق بين الدول الثلاث حصل في اجتماع شتوتغارت. هناك تنسيق بينها.
كيف تعيشون في حزب الاستقلال المخاض الذي يعيشه حزب الاتحاد الاشتراكي وزوبعة التصريحات بين الفقيه البصري وآيت قدور، وهل يمكن ان نتوقع ان يحصل الامر نفسه في حزبكم؟
- كان هناك دائماً انسجام في حزب الاستقلال. ثمة خلافات بين شخصين أو أكثر، وهذه طبيعة الكون. ولكن كنا دائماً موحدين حول المبادئ. في بعض الاحيان لا يتفق قيادي ويذهب الى بيته شهراً أو شهرين أو ثلاثة ثم يعود. لكن ما رأينا عضواً في اللجنة التنفيذية منذ الاستقلال وقبله غادر وانفصل أو غضب وقدم استقالته من الحزب. هذا لم يحصل. وبالنسبة الى المقالات التي نشرت، بعضها غير حقيقي. انا لم ارد عليها والحزب لم يرد التعقيب على ما جاء في بعض مقالات الفقيه البصري، لأنها مخالفة للحقيقة مثلاً.
لكن هل انتم متفقون على نشر مذكرات حول حقبة معينة من تاريخ المغرب؟
- هذه ظاهرة صحية. ولكن فيها كثير من النقاط غير الصحيحة.
يعني ان هناك اعتداء على التاريخ؟
- تم الاعتداء على التاريخ في ما يرتبط ب"لماذا فشلت حكومة علال الفاسي" ومن الذي افشلها؟ لأنه بعد حكومة الفاسي جاءت حكومة عبدالله ابراهيم. كذلك ثمة خلاف حول الكفاح الوطني والمسؤولين الحقيقيين عن المقاومة. بعض الاسماء تم تلميعها وأخرى وقع التعتيم عليها.
كيف ترقبون من داخل حزب الاستقلال عملية الاعداد لمؤتمر الاتحاد الاشتراكي؟
- أولاً نحن حريصون على الكتلة الديموقراطية. نجتمع كحزبين، ونجتمع ككتلة، ونجتمع كذلك كأحزاب غالبية مشاركة او مساندة للحكومة. اما في ما يرتبط بالاعداد للمؤتمر، يمكن ان اقول ملاحظة واحدة تتعلق بالاتحاد الاشتراكي: هم اصدقاء واشقاء ونلتقي في غالبية القضايا والبرامج. من دون شك كان الأمل كبيراً عند الجميع. لكن هناك بعض الملاحظات حول الوتيرة والاداء الحكوميين. الأمل تراجع الى حد ما. لذا اتصور ان ما يحصل طبيعي.
وعن المؤتمر؟
- أظن ان حزب الاتحاد الاشتراكي له دور في البلاد ونتمنى لهم التوفيق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.