أعرب رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي عن اقتناعه ان المعارض ابراهام السرفاتي "مغربي"، في اشارة الى قرار ابعاده عن البلاد بدعوى حمله الجنسية البرازيلية. وقال في مقابلة تلفزيونية: "هكذا عرفته وهكذا التقيته". لكنه استطرد: "في حال السرفاتي كانت هناك مسطرة قضائية لم تفض الى نتيجة، واعتقد انه يمكن الاعتماد على مساطر اخرى لتمكين السرفاتي من العودة الى المغرب". ويذكر في هذا السياق ان محكمة مغربية اقرت بسلامة عملية ابعاده، لكنها لم تحسم في قضية جنسيته، ما يعني بحسب الاوساط القضائية ان في امكانه معاودة رفع دعوى قضائية لاثبات انحداره من اصول مغربية. لكن رئيس الوزراء اليوسفي تحدث عن البعد السياسي للقضية قائلاً: "اعتقد ان جميع الاشخاص الذين لديهم ارادة حسنة يعملون من اجل ازالة العراقيل القائمة في الوقت الراهن، والتي تحول دون عودة السرفاتي الى المغرب". وسئل المسؤول المغربي عن وزير الداخلية المغربي ادريس البصري فأجاب: "البصري خديم الدولة وله تجربة هامة، وسبق ان تعاونا عندما كنت في المعارضة من اجل اعداد القوانين الانتخابية والتحضير للاستحقاقات، وادركت انه رجل يمكن التعاون معه". وقال: "سننجح معا في التعاون لما فيه خير بلادنا". وسئل ان كانت الحكومة التي يرأسها ذات وجهين. فنفى ذلك قائلاً: "انا رئيس الوزراء واتفاهم مع جميع الوزراء". ورد اليوسفي عن سؤال حول امكان تأثر الاوضاع في الحدود المشتركة للمغرب مع الجزائر بأجواء الانتخابات الرئاسية فيها، فأعرب عن امله "ان يدرك القادة الجزائريون كيف يواصلون السير في طريق الحكمة التي سادت الى الآن". وأضاف: "عرفنا ازمات عنيفة على الحدود. وتصرفَ المغرب بشكل تم معه تجنب ما لا يمكن اصلاحه". وخلص الى القول: "سنظل من جانبنا ملتزمين هذه المواقف". وكانت احزاب سياسية مغربية في الحكومة والمعارضة انتقدت في الفترة الاخيرة تصريحات رئيس الوزراء الجزائري احمد اويحيى، لجهة استمرار دعم "بوليساريو" وتحميل المغرب مسؤولية عرقلة عمل الاتحاد المغاربي. وذهبت اوساط مغربية الى حد التساؤل عن انعكاسات خطط الجزائر للتسلح على الاوضاع في منطقة الشمال الافريقي. لكن مصادر ديبلوماسية جزائرية في الرباط نفت ان يكون لذلك علاقة بالخلافات القائمة مع المغرب. على صعيد آخر قدم الدكتور عبداللطيف الفيلالي وزير الخارجية المغربي تقريرا مفصلا امام لجنة الخارجية في مجلس النواب عرض فيه تطورات قضية الصحراء والموقف ازاء الاقتراحات التي قدمها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لتسريع اجراء الاستفتاء. وذكرت مصادر نيابية ان المسؤول المغربي جدد التزام بلاده التعاون مع الاممالمتحدة، لكنه طالب بمعاودة استئناف عمليات تحديد الهوية بالنسبة لما يزيد على 65 الف صحراوي ينتسبون الى مجموعات قبلية لم يتم تحديد هويتهم. وأكدت مصادر رسمية ان الرباط تتوقع توضيحات من كوفي انان حول الملاحظات التي تضمنها الرد المغربي. من جهة ثانية، قرر مجلسا المستشارين في المغرب ومصر تشكيل "مجموعة الاخوة والتعاون". ودعا بيان صدر عقب زيارة رئيس مجلس الشورى المصري السيد مصطفى كمال حلمي الى المغرب الى تسريع التوصل الى حل سلمي لقضية الصحراء، كما اقرته الاممالمتحدة. كما ايد اقتراح المغرب تشكيل مجموعة عمل مغربية اسبانية لحل الخلافات القائمة حول مستقبل مدينتي سبتة ومليلية اللتين تحتلهما اسبانيا شمال البلاد. وأكد الطرفان ضرورة جعل الشرق الاوسط وشمال افريقيا منطقة خالية من كل انواع اسلحة الدمار الشامل