أدت الانباء بأن محافظ البنك المركزي الفرنسي جان كلود تريشي يواجه التحقيق في دوره في قضية مصاعب مصرف "كريدي ليونيه" الفرنسي يوم الجمعة الماضي الى الضغط على قيمة العملة الاوروبية الموحدة يورو. ويتوقع ان تستمر الضغوط هذا الاسبوع لأن جان كلود تريشي ليس محافظاً للبنك المركزي الفرنسي فحسب بل ينتمي لعضوية مجلس محافظي البنك المركزي الاوروبي ومقره فرانكفورت. والاهم من ذلك فان تريشي هو المرشح لرئاسة البنك المركزي الاوروبي بعد فيم دوزنبرغ هولندا، علماً ان الاخير في منتصف ولايته التي ستنتهي منتصف سنة 2002. وقد تدفع الاتهامات التي طالت تريشي في الايام الماضية، المسؤولين الاوروبيين الى استعجال حسم التحقيق القضائي وربما دعوة محافظ البنك المركزي الفرنسي الى الاستقالة حفاظاً على مصداقية العملة الاوروبية. ودعي جان كلود تريشي للمثول امام قاضي التحقيق جان بيير زانوتو للرد على اتهامات بأنه نشر معلومات كاذبة في اسواق المال عن حسابات مصرف "كريدي ليونيه" في بداية التسعينات، عندما كان يترأس الخزانة المركزية في وزارة المال الفرنسية. وتشرف الخزانة المركزية على سير حسابات المؤسسة العامة مثل مصرف "كريدي ليونيه" ويتعرض تريشي لاتهامات التغطية على بيانات نُشرت في الفترة 1992 - 1993 وتم تحريفها بهدف التقليل من حجم خسائر المصرف الفرنسي من 45 بليون فرنك فرنسي 6.3 بليون دولار الى 1.8 بليون. وقال تريشي انه فوجئ بطلب التحقيق، فيما أثنى وزير المال الفرنسي لوران فابيوس على كفائته المهنية. لكن اسواق المال لن تنتظر نتائج التحقيق، فهي لا تؤمن بقاعدة براءة المتهم الى حين اثبات ادانته، اذ بدأ ضغط المتعاملون على اليورو فور اعلان الاتهامات الموجهة الى تريشي مساء الجمعة الماضي، فتراجعت قيمة صرف اليورو مقابل الدولار من 0.9110 دولار، قبل اعلان اتهامات محافظ البنك المركزي الأووبي، الى 0.908 دولار فور اذاعة النبأ. ويتمتع البنك المركزي الفرنسي باستقلاليته التامة عن الحكومة الفرنسية منذ عام 1993، الامر الذي قد يخفف من شدة الضغط السياسي الذي سيتعرض اليه تريشي. لكن مجرد تعرضه لاتهامات التزوير والكذب قد تنسف ثقة اسواق المال في سياسته وهو الرئيس المقبل الذي سيتولى تسيير العملة الاوروبية في منتصف السنة 2002. وسيتزامن هذا الموعد مع تعميم التداول الورقي والمعدني بعملة اليورو وسحب اوراق النقد والقطع النقدية للبلدان الاعضاء كافة. وكان الرئيس جاك شيراك انتزع مقعد رئاسة البنك المركزي الاوروبي لمواطنه جان كلود تريشي خلال القمة الاستثنائية التي عقدها زعماء الاتحاد الاوروبي في شهر ايار مايو 1998، اي قبل ستة اشهر من طرح اليورو. واستعان الرئيس شيراك بالمستشار الالماني السابق هلموت كول لحمل المرشح الهولندي فيم دوزنبرغ الرئيس الحالي للبنك المركزي الاوروبي، على التنحي عن رئاسة البنك في منتصف ولايته من سنة 2002 حتى يترك مقعد رئاسة البنك في فرانكفورت للمحافظ الفرنسي. ويرتبط مستقبل تريشي الآن بمدى شفافية التحقيقات القضائية ووتيرة سيرها وموعد انتهائها.