وفيما تشهد العلاقات بين العراقوايران توتراً متصاعداً منذ اتهام بغداد "عملاء للنظام الايراني" بقصف منطقة سكنية في العاصمة العراقية، واتهام طهران الاستخبارات العراقية بمساعدة عناصر من "مجاهدين خلق" على التسلل لقصف منطقة تضم مقر قائد "الحرس الثوري"، نُقِلَ عن صدام قوله انه صُدِمَ بسبب ما قرأه عن "بطش وتعذيب على ايدي جلاوزة الحكم في ايران بأساليب لم يستخدمها حتى النازيون". وكتبت صحف بغداد ان صدام قرأ قصة وضعها أسير عراقي أطلقته ايران اخيراً. وأمر الرئيس العراقي بأن يقام "نصب خاص للشهداء من الاسرى وان تدوّن نبذة عن قصة استشهاد كل منهم وان تترجم الرواية الى الفارسية لكي تطّلع الشعوب الايرانية عليها وعلى زيف ادعاءات حكّامها بأنهم مسلمون يراعون حقوق الله في المسلمين". والرواية بعنوان "شهداء بلا أكفان"، وستُقدم كمسلسل اذاعي وتلفزيوني بموجب تعليمات الرئيس العراقي الذي وصف "حُكّام ايران" بأنهم "قَتَلة لا ينتمون الى الجنس البشري". ويُعدّ ذلك أعنف حملة يشنّها صدام على طهران منذ فترة طويلة، وتتهمه ايران بإيواء منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة والسماح لها بإقامة قواعد عسكرية. وتشكّل المسألة وملف أسرى الحرب ابرز العقبات التي تعترض تطبيع العلاقات بين البلدين، منذ نهاية السنوات الثماني بينهما 1980 - 1988. الطائرة الايطالية على صعيد آخر، أكد مصدر ايطالي ان الطائرة الايطالية التي حطت ليل الاثنين في بغداد منتهكة الحظر الجوي وعلى متنها اربعة اشخاص، عبرت الأجواء السورية بعد اقلاعها من مطار عمان. وكانت أقلعت من روما الاثنين وتوقفت في عمان ثم اقلعت مجدداً بعد خمس ساعات من دون الحصول على اذن بالتوجه الى بغداد. وقال المصدر لوكالة "فرانس برس" ان "النوعية السيئة للاتصالات بين قمرة القيادة ومركز المراقبة الجوية السوري سمحت للطائرة بمواصلة رحلتها" الى العراق من دون ان توقفها السلطات السورية. وأكد ان الطائرة "عبرت لمدة خمس دقائق منطقة الحظر الجوي" في شمال العراق، و"حلقت في بعض الأوقات على علو 100 متر لتفادي الرادارات". وكان على متن الطائرة البرلماني الأوروبي الايطالي فيتوريو سغاربي والكاهن الكاثوليكي الفرنسي جان ماري بنيامين، ورجل الأعمال الايطالي نيكولا غروسو اضافة الى الطيار كلوديو غاستانيا، بحسب بيان وزعوه لدى وصولهم الى مطار الرشيد العسكري قرب بغداد. وتفقد الوفد أمس مستشفيات بغداد، واوضح البيان ان الرحلة حملت اسم "عملية اس.او.اس شعب العراق"، وحض الأممالمتحدة على رفع الحظر الدولي لوقف "ابادة الأطفال".