وصل وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين الى عمان امس والتقى الملك عبدالله الثاني، بعد زيارة لمصر أجرى خلالها محادثات مع الرئيس حسني مبارك. وأعلن الوزير ان واشنطن وافقت على بيع مصر نظام "امرام" للصواريخ المتطورة لتحل محل صواريخ روسية الصنع. راجع ص 4 واعرب عن اعتقاده بوجود فرصة "لتحقيق سلام مع اسرائيل يجب ان تنتهزها سورية"، مشيراً الى لقاء الرئيس بيل كلينتون في جنيف مع الرئيس حافظ الأسد. وقال ان هناك فرصة لعقد اتفاق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الذي "يقف وقفة شجاعة" مكرراً ما قاله كلينتون من ان "الكرة في الملعب السوري". وقال كوهين للصحافيين بعد لقائه مبارك صباح امس ان مصر قوة اقليمية في المنطقة العربية "لا ينافسها عليها أحد"، منوهاً بجهودها في عملية السلام. وأشار الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الذي التقاه في القدسالمحتلة اشاد بالجهد الذي تقوم به القاهرة للتوصل الى اتفاق سلام بين سورية واسرائيل، ولإحراز تقدم على المسار الفلسطيني. واعتبر الوزير الاميركي ان اتفاقي كمب ديفيد "نموذج يحتذى" وتحدث عن اتصالات بين عسكريين مصريين واسرائيليين في احدى جامعات بنسلفانيا. وأشار الى فكرة اقامة نظام مشترك للانذار المبكر، قائلاً: "ان هذا النظام الذي ستحصل عليه مصر يعد جزءاً من مبادرة التعاون الدفاعي المشترك، واطلع الرئيس المصري عليه خلال زيارته الأخيرة للبنتاغون وكيفية تشغيله في مواجهة أي صواريخ تحمل رؤوساً بيولوجية أو كيماوية". وذكر ان هذا النظام سيتم عرضه على الأردن وعدد من الدول الخليجية، خلال جولته الحالية التي تشمل دول مجلس التعاون. واضاف ان "هذا النظام هدفه حماية التجمعات السكانية" لافتاً الى ان التكاليف لم تحدد بعد، ومؤكداً ان هذا النظام "مشترك ولا بد ان تشترك فيه دول المنطقة". وزاد: "اتفق على وضع برنامج لمدة خمس سنوات لإنجاز ذلك". الى ذلك أوضح كوهين ان سياسة بلاده لن تتغير حيال ليبيا "حتى تعلن عدم مساندتها الارهاب وتقدم تعويضات" لأسر ضحايا تفجير الطائرة الاميركية فوق لوكربي. وشدد على ان العقوبات لن ترفع عن العراق الى ان ينصاع للقرارات الدولية، معرباً عن أمله بتغيير النظام في بغداد. وفي عمان اكد كوهين خيبة امل الرئيس بيل كلينتون ازاء فشل قمة جنيف التي جمعته والرئيس السوري حافظ الاسد. ودعا الوزير الاردن الى المشاركة في مناورات عسكرية مع الولاياتالمتحدة واسرائيل وتركيا، نافياً ان يكون هدف المناورات هو الضغط على سورية لاستجابة متطلبات تحريك المفاوضات مع اسرائيل. وأكد في عمان انه دعا الحكومة الاردنية الى المشاركة في مناورات عسكرية مع كل من الولاياتالمتحدة واسرائيل وتركيا بصورة ثنائية او متعددة لتطوير القدرات العسكرية الدفاعية للمملكة في مواجهة اي تهديدات محتملة. وتابع كوهين في مؤتمر صحافي عقده عقب محادثات مع رئيس الوزراء عبدالرؤوف الروابدة ورئيس الاركان الفريق محمد الملكاوي، انه "تم بحث مشاركة الاردن مع عدد من الدول في تمارين عسكرية"، مشيراً الى ان واشنطن "تأمل بأن يوافق الاردن على اجراء مناورات مع تركيا واسرائيل والولاياتالمتحدة". وأكد الوزير الاميركي، الذي استقبله العاهل الاردني مساء امس، خيبة امل رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الاميركي بيل كلينتون ازاء فشل قمة جنيف السورية - الاميركية، واعرب عن امله بأن تفلح الجهود المبذولة في "اقناع الرئيس حافظ الاسد بأنها فرصة عليه ان ينتهزها" لتحقيق اتفاق سلام مع اسرائيل. وشدد على ان الاردن يتفق مع اميركا على ان الرئيس صدام حسين هو "المسؤول عن استمرار معاناة شعبه برفضه تطبيق قرارات مجلس الامن" وقال ان واشنطن "ستواصل سياسة الاحتواء على امل ان يحدث تغيير في النظام العراقي، مما سيضمن انهاء معاناة الشعب العراقي والمحافظة على وحدة اراضي العراق". ودافع كوهين عن القصف التركي لأهداف كردية داخل الاراضي العراقية، مشيراً الى انه "من حق اي دولة ان تحارب الارهاب".