بعد 20 عاماً من الخدمة الشاقة في الملاعب الكروية، لم يعد للاعب فريق لاتسيو الايطالي روبرتو مانشيني مكاناً ثابتاً في تشكيلة فريقه، ما ثار غضبه وأخرجه من حال الهدوء المعروفة عنه مراراً وتكراراً في الآونة الأخيرة. وفي ظل هذه الأوضاع، اعلن مانشيني 35 عاماً عن اعتزاله رسمياً مع نهاية الموسم الحالي، مؤكداً ان قراره جاء عن قناعة شخصية وان احداً لم يجبره على اتخاذه. وأشار الى ان علاقته بادارة ناديه ومدربه السويدي زفن غوران اريكسون كالسمن على العسل: "اتخذت القرار لأنني اشعر فعلاً بأنني بعيد عن مستواي المعروف، لكن لا بد الاشارة الى ان مرد ذلك هو عدم خوضي جل المباريات الاخيرة للفريق. العب قليلاً ما يبعدني عن الاجواء التنافسية ويقلل من جهوزيتي، طبعاً اشعر بمرارة في حلقي وغصة في قلبي لكن عليّ ان اواجه الحقيقية. العلاقة بيني وبين ادارة النادي واريكسون متينة جداً، ولم تتأثر على رغم الاحداث الاخيرة". وتأكيداً لذلك، عين لاتسيو مانشيني اخيراً ضمن الجهاز التدريبي للفريق من دون ان يكشف عن دور محدد له، مشيراً الى انه سيستمر لاعباً حتى ناية الموسم. وحول ابعاده عن التشكيلة الاساسية، اوضح مانشيني: "غير صحيح انني ارفض اللعب في خط الوسط وأصرّ على اللعب مهاجماً، وغير صحيح ايضاً ان هذا سبب ابعادي عن التشكيلة الاساسية. لكن اعتقد بأنه بعد هذا "العمر الطويل" في الملاعب استطيع ان اؤكد ان عطاءي في منتصف الملعب يقل كثيراً عنه في خط الهجوم. أعرف ان اصرار اريكسون على ان أشغل المركز الجديد ليس عناداً معي شخصياً، وانما هو تلبية لاحتياجات الفريق. وبالمناسبة لعبت آخر 20 مباراة في خط الوسط، ولم يخسر لاتسيو سوى مباراة واحدة". وأضاف مازحاً: "اعتقد ان اريكسون يوفرني لخوض المباراة النهائية لدوري ابطال اوروبا، وسأكون جاهزاً لها تماماً". ويلعب لاتسيو في الدور ربع النهائي ضد فالنسيا الاسباني، وعن هذه المواجهة قال مانشيني: "اللقاء مع فالنسيا لن يكون سهلاً، لكنه يبقى دائماً "أهين" من لقاء بايرن ميونيخ مثلاً. مهمتنا صعبة لكنها ليست مستحيلة. اتمنى ان نتخطى العقبة الاسبانية، وأن يفوز تشلسي على برشلونة لنلتقي مجدداً. رفيق دربي في سامبدوريا جانلوكا فياللي عرف النجاح على صعيد التدريب تماماً كما عرفه وهو لاعب، وفريقه يستحق ان يواصل مسيرته الأوروبية بعد ان فقد فرصة المنافسة على اللقب الانكليزي. سررت عندما اعلن عن عودته كلاعب من خلال المباريات الأوروبية المقبلة، وهذا من حقه وأعتقد انه سيفيد فريقه. اتمنى ان نتواجه كلاعبين في الدور نصف النهائي وأن يكون الفوز من نصيب الأفضل". الاعتزال ومجرد التفكير في الاعتزال يسبب قلقاً وضغطاً على مانشيني: "أشعر بالضيق عندما اعيش اوضاعاً غريبة، وغيابي عن الملاعب بعد الفترة الطويلة التي امتدت نحو 20 عاماً يجعلني اشعر باحساس غريب. اعلم ان لكل شيء نهاية وكما يقولون لو دامت لغيرك ما وصلت اليك... لكنها حقيقة لها مرارة العلقم. عموماً لقد حققت مع لاتسيو الكثير، ولم اكن أتمنى ان تكون مشاركتي معه أفضل مما كانت. حقق لاتسيو في الموسمين الماضيين انجازات فاقت ما حققه خلال سنواته ال97 التي سبقتهما، وكان يمكن ان يحقق اكثر لولا ان لقب بطولة ايطاليا افلت منا مرتين بطريقة دراماتيكية". وأضاف: "مسؤولية عدم الحصول على اللقب المحلي تقع علينا كلاعبين في المقام الأول، نعلم ذلك تماماً لكن لا بد من لفت النظر الى ان الاعلام لعب دوره المهم والمؤثر ايضاً. تأثرنا من "الحكايات" الغريبة التي كانت تظهر دائماً عندما نكون في القمة، وأحبطت كثيراً من همتنا. الاعلام يقف دائماً الى جانب الفرق الكبرى... في موسم 97 - 98 وقف وراء يوفنتوس وانترميلان على رغم ان لاتسيو كان في الصدارة قبل اسابيع قليلة من نهاية الدوري، وحدث الامر ذاته عندما شد من أزر ميلان على حسابنا في الموسم الماضي. الساحر في ايطاليا، يطلق على عدد من اللاعبين لقب "السحرة" لأن مهاراتهم الفردية وألعابهم التي تشبه الى حد بعيد "الفنتازيا" تسحر الجماهير وتسلب عقولها، ومانشيني هو احد هؤلاء اللاعبين بيد ان الفذ روبرتو باجيو لاعب انترميلان هو اكثرهم شهرة ومانشيني نفسه يعترف بذلك: "لا أضيف جديداً اذا ما قلت ان روبرتو من افضل اللاعبين الذين عرفتهم الملاعب الأوروبية، ولا يخفى على احد انجازاته الكبيرة في هذا المجال. روبرتو يلعب ضمن واحد من افضل 3 فرق في ايطاليا لذا فهو تحت المجهر دائماً ما قد يؤثر عليه سلباً او ايجاباً، وهو نجح اخيراً في ان يفرض نفسه من جديد. اعتقد انه يستحق العودة الى المنتخب... ولو كان لدى لاتسيو شهرة وشعبية وضغوط انترميلان لربما وجدت طريقي انا ايضاً الى المنتخب، لكن هنا في روما الأمر يختلف كثيراً". مانشيني... تاريخ وأرقام - لعب 18 موسماً في بطولة ايطاليا، وكانت بدايته مع بولونيا موسم 81 - 82 وبقي معه موسماً واحداً انتقل بعده الى سامبدوريا وخاض معه حالياً 15 موسماً قبل ان ينتقل الى لاتسيو حيث يخوض معه حالياً موسمه الثالث. - لعب اجمالاً 784 مباراة من بينها 535 لقاء في بطولة ايطاليا ولم يسبقه في ذلك سوى 3 لاعبين هم الحارس الشهير دينو زوف مدرب المنتخب حالياً 570 مباراة والمدافع المخضرم فيركوود 559، والمهاجم المعتزل بيولا 536. - مثل المنتخب 36 مرة، وأحرز 4 أهداف من بينها ثنائية في مرمى مالطا في 24 آذار مارس 1993. - سجل اجمالاً 214 هدفاً من بينها 156 في الدوري المحلي. - فاز بلقب بطل ايطاليا مرة واحدة مع سامبدوريا موسم 90 - 1991. - فاز خمس مرات بكأس ايطاليا وبلقبين للكأس السوبر الايطالية. - على الصعيد الأوروبي حقق كأس الكؤوس مرتين والكأس السوبر مرة واحدة.