أنهى المنتخب اللبناني لكرة القدم الأسبوع الأول من برنامج اعداده الطويل، استعداداً لنهائيات كأس الأمم الآسيوية ال12 المقررة على أرضه من 12 الى 29 تشرين الأول أكتوبر المقبل. ويدخل اللبنانيون أسبوعاً ثانياً من التدريب بمعدل حصتين يومياً، قبل أن يتوجهوا الى قبرص في 4 أيار مايو المقبل للانتظام في المعسكر الخارجي الأول. ويباشر المنتخب تدريباته هذا الأسبوع الذي يصادف وسحب قرعة النهائيات بعد غد، حين سيعرف من سيلتقيه في الدور الأول المقرر من 12 الى 20 تشرين الأول. ويقف المدير الفني الكرواتي جوزيب سكوبلار موقف المراقب عن كثب لمختلف التطورات، لا سيما وأنه يعتبر تسلمه "الرسمي" لمهامه بدأ منذ أسبوع تحديداً مع تفرّغ اللاعبين للتدريب اليومي بعيداً عن هموم ارتباطات فرقهم. وسكوبلار الذي باشر عمله منذ شباط فبراير الماضي لكن على فترات متقطعة كان قد اكد ل"الحياة" عقب لقاء المنتخب وفريق النجم الأحمر اليوغوسلافي، ان الصورة الواضحة لما سيكون عليه الفريق لن "تظهر" سريعاً نظراً لانشغال اللاعبين أساساً بهموم الدوري والكأس، على رغم تفرغهم للتدريب مع المنتخب. وحين يطرح سكوبلار أوراقه للمناقشة، ينطلق من كونه قَبِل تسلم مهمة اعداد تدريب المنتخب، لأنه يحب التحدي. ورأى في هذا العرض "مغامرة تستحق مني الاعتناء"، وفضّلها على مهمة المدير الفني للمنتخبات الكرواتية التي كانت معروضة عليه. ويدرك سكوبلار بواقعية ان أي انجاز يتطلب عوامل عدة، وان المهمة التي تنتظره ليست سهلة لكنه واثق من لاعبيه ويعوّل على حماستهم وروحهم القتالية. وحين تحاور جوزيب سكوبلار تلاحظ بسرعة انه مستمع جيد الى النصائح "لكن القرار الأخير يعود لي وحدي". وقد وضع سكوبلار الخطوط العريضة للمرحلة الأولى من برنامج الاعداد في ضوء نتائج ومؤشرات تطور الفريق في الأشهر الثلاثة الماضية، ولأن الاختيار النهائي للعناصر المخولة الدفاع عن ألوان المنتخب سيتمحور لاحقاً حول 24 لاعباً. جملة كروية مفيدة ويشير سكوبلار الى ان الفريق بدأ يتقن اداء جملة كروية مفيدة، ويضيف: "أمامنا ستة أشهر وهي فترة كافية شرط تنفيذ البرنامج الموضوع. من هذا المنطلق سنجري التعديلات ونقوّم الموقف". ويتجه سكوبلار الى اعتماد طريقة 4 - 4 - 2 أو 4 - 3 - 3، موضحاً ان المنتخب اللبناني "لا يضم حالياً صانع ألعاب حقيقياً، وسنعوّض عن ذلك بطريقة اللعب التي سنعتمدها"، وعند الدخول في الأسماء يشدد على أن طاقات موسى حجيج ستبرز بشكل أكبر من خلال اضطلاعه بدور المهاجم، وامكانات فارتان غازاريان عالية غير أنه من المفضّل أن يقوم بمهمة المهاجم المسدد، والأمر ذاته ينسحب على هيثم زين وربيع عثمان. وسكوبلار المدرب والخبير المنفتح جداً على الإعلاميين ينتظر ان يدعم "كل لبناني منتخبه"، متمنياً أن يخوض الفريق مبارياته الاعدادية المرتقبة ولقاءاته الآسيوية "في الظروف نفسها التي خاض فيها النجمة بطل لبنان مباراتيه في الدوري والكأس، لأن غياب الجمهور سيسبب نقصاً في حماسة اللاعبين ويؤثر على الأداء". وإذا كان سكوبلار يفضّل الكلام عن مستوى اللاعبين المغتربين الذين استدعاهم الاتحاد للالتحاق في المنتخب في معسكره القبرصي بعد اختيارهم ميدانياً، ولو أنه أبدى رأيه الفني ايجاباً من خلال مشاهدتهم عبر الفيديو، فقد يجد في هذه الخطوة تعويضاً مناسباً عن تجنيس بعض اللاعبين لتدعيم ركائز الفريق "لأنه من الصعب ايجاد من يمكن تجنيسهم من الطراز الجيد". أمور غير صحية ويتطرق سكوبلار الى أمور غير صحية تؤدي الى قتل اللعبة في لبنان مهما حاول اتحادها وجهد ليضعها على السكة الصحيحة. ويشير الى انعدام مراكز التأهيل، وان غالبية الأندية غير محترفة حتى على الصعيد الإداري، واللاعبون مقيدون الى الأبد، والملاعب غير متوافرة بكثرة... "انها ظواهر تساهم في استمرار الركود ولا تنمّي الاهتمام بالقاعدة". ويتحسر سكوبلار على عدم الاستفادة من مرافق جاهزة ومتروكة للإهمال مثل المدينة الرياضية، ويقول: "حين زارتني زوجتي منذ فترة، أردت أن أطلعها على معالم بيروت والمناطق، وعرّجنا على المدينة الرياضية، فاستغربت شغورها من أية حركة... وتساءلت مستوضحة هل بني هذا الصرح ليكون جماداً في جماد؟!".