هراري - أ ف ب - اعلن مسؤول نقابي عن المزارعين البيض امس ان المحاربين القدامى يعتمدون استراتيجية جديدة تقضي بمهاجمة العمال الزراعيين السود بدلاً من ارباب العمل البيض في مناطق عدة في زيمبابوي. وحض رئيس الوزراء في روديسيا سايتا إيان سميث على زيادة الضغط على الرئيس روبرتو موغابي لكي يتخلى عن جنونه. وقال تيم هينوود رئيس نقابة المزارعين البيض كومورشال فارمرز يونيون ان "هذه الاستراتيجية اصبحت معتمدة على ما يبدو". واضاف "حصلنا على معلومات من مناطق مختلفة في البلاد مفادها ان العمال السود يتعرضون للهجمات وللضرب". واحرقت مراكز عدة يقيم فيها العمال الزراعيون واضطر بعضهم الى الفرار الى منطقتي اركتوروس ومارونديرا شرق هراري بعد تهديدهم. واعلن عضو في نقابة المزارعين البيض في اقليم مارونديرا جنوب شرقي هراري ان العمال الزراعيين اصبحوا هدفاً جديداً للترهيب والعنف. وتابع "انهم العمال يحاولون الرحيل. لكن كيف سنواصل نشاطاتنا من دونهم؟". وخلال جميع الهجمات وعمليات احتلال المزارع التي وقعت في الاسبوعين الماضيين حاول العمال الزراعيون الفصل بين ارباب العمل البيض والمحاربين القدامى، واصيب عدد منهم بجروح. ويتهم المحاربون القدامى العمال الزراعيين السود بانهم "دمى" بايدي المزارعين البيض. وتقول "الحركة من اجل التغيير الديموقراطي" معارضة ان هذه المبادرة الجديدة لأنصار الحزب الحاكم ترمي الى ترهيب العمال الزراعيين السود وثنيهم عن التصويت لمصلحة المعارضة خلال الانتخابات التشريعية المقررة مبدئياً في نهاية ايار مايو. من جهة اخرى، صرح رئيس الوزراء في روديسيا سابقاً ايان سميث ان رئيس زيمبابوي روبرت موغابي "سيضطر للخضوع لمطالب الاسرة الدولية" في ما يتعلق بالهجمات على المزارعين البيض في هذا البلد. يذكر ان روديسيا حصلت على استقلالها في 1980 واصبح اسمها زيمبابوي. وقال سميث في حديث نشرته صحيفة "لوفيغارو" امس ان "الضغوط التي يمارسها مسؤولو الاممالمتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية كبيرة الى درجة ستجبره على التخلي عن جنونه". واكد رئيس الوزراء السابق لروديسيا البيضاء الذي اعلن استقلالها من جانب واحد قبل الاستقلال الرسمي للبلاد، انه لم يفاجأ بأعمال العنف ضد المزارعين البيض. واضاف "انها بداية الفوضى ... فوضى منظمة ومتعمدة. لكن هذا الوضع لا علاقة له بالاصلاح الزراعي. فالحكومة تملك مليوني هكتار من الاراضي ولا تعرف ماذا تفعل بها"، معتبراً ان "هدف موغابي هو ترهيب الناخبين قبل الانتخابات". وكان سميث انضم الى الجبهة الديموقراطية الموحدة وهي تحالف جديد للمعارضة ضد الرئيس روبرت موغابي. لكنه اعرب عن اعتقاده بأن العنف سيمتد الى جنوب افريقيا. وقال انه "لا يمكن المقارنة بين البلدين. فجنوب افريقيا اقوى بكثير من زيمبابوي والبيض فيها اكبر وعرفوا منذ البداية ان يلعبوا دوراً سياسياً مهماً فيها"، مضيفاً ان "هناك فرقاً ايضاً بين الرجال في السلطة. لقد عرف نيلسون مانديلا ان يتحدث عن المصالحة وتابو مبيكي ايضاً رئيس حازم وواقعي لا يسمح ابداً بحدوث مثل ما نراه اليوم في زيمبابوي". واكد ايان سميث ان "موغابي كان دائماً ضد البيض وهو يؤكد ذلك باستمرار. لقد أراد طرد الروديسيين من بلادهم واليوم يرحل بعضهم وهذا يسره. الدليل على ذلك ان موغابي لا يفعل شيئاً عندما يقتل مزارعون بيض او تغتصب نساؤهم والمذنبون لا يعاقبون".