عقد الرئيس المصري حسني مبارك امس جلسة محادثات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي وصل الى القاهرة اول من امس في طريقه الى واشنطن. ورفض وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى التعليق على سير المفاوضات على المسار الفلسطيني. وقال: "إن من المهم ان ننتظر نتيجة هذه اللقاءات وما ستسفر عنه قبل الحديث عن مدى التقدم في المسار الفلسطيني أو عدمه"، مشيرا الى اللقاء المرتقب للرئيس عرفات مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون ووزيرة الخارجية مادلين اولبرايت. وعن ما ذكره رئيس الوزراء الاسرائيلي عن ضم اراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية واقامة المزيد من المستوطنات قال موسى: "إن هذا أمر لا نراه ممكنا ولا يقبله الفلسطينيون" وتابع: "إننا لن نتدخل في نقاش هذا الأمر الآن حتى نرى نتائج لقاء عرفات بالرئيس كلينتون"، معرباً على أمله في حدوث تقدم خلال هذه المحادثات مشيراً الى أن هناك اقتراحات كثيرة على المسار الفلسطيني وتقدماً في بعض النواحي "وخطورة وتراجعا في نواح اخرى، ما يؤكد أن لقاء واشنطن سيكون مؤثراً". وعقب المحادثات غادر عرفاتالقاهرة متوجهاً الى واشنطن. واوضح مصدر فلسطيني رفيع المستوى ل"الحياة" إن قضية القدس هى على رأس القضايا الساخنة التي تشكل عقبة في المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية في قاعدة بولينغ في واشنطن، مشيراً إلى أن هناك ايضا خلافات اخرى كبيرة في قضايا مختلفة وقال: "إن الاسرائيليين يريدوننا ان نقدم تنازلات في كثير من القضايا وخصوصاً موضوع القدس"، مشدداً على "اننا نتمسك تماماً في حقنا بالقدس العربية كعاصمة لدولتنا الفلسطينية ولا نقبل مجرد ابداء مرونة بشأنها". وفي تصريحات خاصة ل"الحياة" نفى امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن وجود تقدم في أي قضية تبحث في المفاوضات الجارية الآن في قاعدة بولينغ في واشنطن وقال: "الخلافات كبيرة وهناك قضايا خلافية كثيرة" وتابع: "لا أستطيع أن أقول إن هناك تقدماً ايجابياً في قضية ما". ورغم ذلك اعرب "ابو مازن" عن امله في التوصل الى اتفاق اطار في آيار مايو المقبل وقال: "نحن نبذل جهودنا ونعمل على قدم وساق ولكننا نتمسك بحقوقنا المنصوص عليها طبقا للاتفاقات دولياً، وإذا فشلنا في التوصل لاتفاق اطار في آيار مايو المقبل فالاسرائيليون وحدهم يتحملون هذه المسؤولية". وحول الشروط الاسرائيلية لاعلان الدولة الفلسطينية قال: "لا يوجد حديث عن شروط ونحن لا ننتظر من الاسرائيليين شرطاً لاعلان دولتنا". وبشأن ما اعلنه رئيس وزراء اسرائيل عن لاءاته الاربعة الحمراء شرط لاعلان الدولة وهي: لا للقدس، لا لعودة اللاجئين، ولا للمياه، ولا للعودة الى حدود حزيران يونيو 1967 قال "ابو مازن" مستنكراً: "معنى هذا الكلام انه لا يوجد حل نهائي ولا توجد عملية سلام" وزاد: "هذه اللاءات مرفوضة تماماً من جانبنا". وعن ما تردده اسرائيل من ان للفلسطينيين الحق في القدس الموسعة، وما هو مفهوم القدس الموسعة، قال: "هم يريدون توسيع حدود القدس وضم مناطق عربية إليها لاخراج القدس العربية منها ليفاوضونا على اجزاء من القدس الموسعة لا تشمل القدس العربية، وهذا غير مقبول من جانبنا. نحن نتمسك بحقنا في القدس العربية التي احتلت في حزيران يونيو 1967 وهذه قضية خلافية كبيرة بيننا". ونفى "ابو مازن" ما تردد بشأن تصريح لرئيس وزراء كندا جان كريتيان عن استعداد بلاده لاستقبال 15 الفا من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان كمساهمة لحل قضية اللاجئين، وقال: "لم يحدث هذا ولم اسمع عنه ولم يعرض علينا وهذه الفكرة لا نقبلها والتوطين غير وارد اطلاقاً. نحن نتمسك بحق العودة لجميع اللاجئين بما فيهم اللاجئون الموجودون في لبنان ولا مجال لأي استثناء". وكان كريتيان نفى نبأ اسرائيليا نسب اليه تصريحا عن استعداد بلاده لاستقبال آلاف من اللاجئين. وعن اعلان الدولة الفلسطينية اوضح "ابو مازن" ان ايلول سبتمبر المقبل هو آخر موعد للوصول الى اعلان صريح للدولة الفلسطينية وقال: "المجلس المركزي سيجتمع وسيناقشه فهو صاحب الحق في اتخاذ هذا القرار". وسئل عن المواضيع التي ستبحث في واشنطن فأوضح انه سيحمل معه ملفات القضايا السبع: القدس والحدود واللاجئين والعلاقات مع الجيران والمياه والدولة الفلسطينية، وقال: "نحن منطلقون في بحث هذه القضايا طبقاً لقرارات الشرعية الدولية في مدريد وطبقاً لاتفاق اوسلو الذي يمنحنا حق اقامة دولتنا ذات حقوق دولية معترف بها طبقاً للقوانين الدولية".