فيما توشك حروب الشرق الأوسط على الانتهاء وتنشغل زعامات العالم في تصفية مخلفاتها، تنشب في هولندا حرب ضروس بين العرب والإسرائيليين عنوانها "الفلافل والشاورما". وعلى عكس خيباتنا العسكرية، تشير الدلائل إلى أن جبهة العرب تتقدم وتحتل مواقع الإسرائيليين يوماً بعد آخر، على رغم الذخيرة والعتاد الأميركيين. المشكلة التي يشكو منها العرب هي شعورهم بانحياز الهولنديين في هذه المعركة. "حرب الفلافل" اذكيت نارها بعدما فتحت مؤسسة "موز" جبهة منافسة جديدة مع المصريين قبل بضع سنوات، ودشنت سلسلة من المطاعم في امستردام تبيع الفلافل على الطريقة الأميركية، أي تحوله إلى وجبة طعام سريع مثل "ماكدونالدز" و"بيتزا هات". سلسلة "فلافل موز" انتعشت في امستردام، المدينة السياحية الكبيرة، وأصبح لها 12 محلاً في امستردام ولايدن وزاندام وخاودة. كما بدأت الانتقال إلى أوروبا، حيث توشك على فتح أول محل لها في باريس، كما تحضّر للوصول إلى المانيا، كما قال دولف ميلو، وهو إسرائيلي حاصل على الجنسية الهولندية، كان وراء "ثغرة الفلافل". ويعترف ميلو بأنه افتتح محله الأول للفلافل ملاصقاً لمحل الحاج محمود سعيد في شارع لايدز بلاين "الاستراتيجي"، لكنه يضيف: "كلنا أحباب والبلد يتسع ولا داعي لتضخيم الأمر". أما محمد، الذي يدير محل فلافل الحاج، فيعتبر ان "الإسرائيلي تعمد اشعال نار المنافسة لاجتذاب الزبائن، وهو يقلدنا في كل مبادرة نقوم بها. إذا خفضنا السعر خفضه، وإذا قدمنا وجبة خاصة يتبعنا في اليوم التالي". ويروي "جنرال" معركة الفلافل المصري "زيزو انترناشيونال" بطريقته ان "النصر" سيكون للمصريين، و"سننتصر عليهم كما انتصرنا في احتلال مواقع الشاورما". ويقول إن "الإسرائيليين هم الذين بادروا إلى افتتاح محلات الشاورما في هولندا قبل عشرين سنة، لكننا احتلينا 90 في المئة منها الآن". ويفخر "زيزو"، الذي يدير محلاً يحاصر "فلافل موز" من الجهة الثانية، بأنه عمل في أكثر من بلد أوروبي ويحمل خبرة 16 سنة من النزاع على هذه "الجبهة". ويبرز خلاف واسع بين الطرفين على "مرجعية الفلافل"، فدولف ميلو يقول إن الإسرائيليين اكتسبوه من يهود اليمن في الخمسينات، في ما يصر "زيزو" على أن هذه الوجبة "مصرية أو عربية شرق - أوسطية في أسوأ الأحوال، فإسرائيل قامت قبل خمسين سنة فقط، بينما نحن في المنطقة منذ آلاف السنين". شوكت الشرقاوي، صاحب محل فلافل آخر يعترف بأن "اليهود منظمون، ولهم أصدقاء كثر في هولندا، كما لهم خلطة سرية لصنع الفلافل تجعل طعمه مختلفاً، ولا يسمحون للعربي، ولو عمل في محلاتهم، بأن يعرف تركيبتها". وينتقد بعض التجار المصريين العاملين في مجال الفلافل، لأنهم بدأوا يستوردون فلافل رخيصاً ينقل كعجينة جاهزة في برادات. ويشكل الدور الهولندي في "حرب الفلافل" مشكلة للمصريين، ويجمع أصحاب المحلات على أن "الشرطة الهولندية تتساهل مع الإسرائيليين وتستعجل تلبية ملفاتهم الإدارية، بينما تفتعل العوائق الإدارية والمالية في طريقنا".