غريتا دويز نبرغ امرأة من هولندا تسكن في امستردام لكنها مجرمة بحسب منظمة الاتحاد اليهودي الهولندي كانت وما زالت زوجة رئيس البنك المركزي الأوروبي لكنها الآن حملت صفة جديدة صفة العداء للسامية أما جريمتها فهي نكراء فماذا فعلت تلك المرأة؟ لقد رفعت على سطح منزلها في امستردام العلم الفلسطيني وأعلنت وهي التي تعمل في الميدان الاجتماعي انها ستنظم حملة لجمع التواقيع احتجاجا على الممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين فما كان من الاتحاد اليهودي في هولندا إلا ان رفع الدعوى ضدها ولما رفض المدعي العام الهولندي توجيه الاتهام إليها لأنه لم يجد في كلامها عناصر جريمة اعتبر الاتحاد المذكور ان موقف القضاء الهولندي غريب وقد يصل الأمر بالمنظمات اليهودية إلى حدود اتهام هذا القضاء كله بمعاداة السامية لا تختلف ممارسات الاتحاد اليهودي الهولندي عن غيره من المنظمات اليهودية في العالم لا سيما في أوروبا والولايات المتحدة ولكن هذه الحادثة على رغم صغر حجمها تحمل دلالات كبيرة فهي من ناحية تكشف عن استمرار المنظمات اليهودية في ملاحقة كل صغيرة وكبيرة واستغلالها بأشكال مختلفة من أجل الدفاع عن الكيان الاسرائيلي وتزوير الحقائق والوقوف سدا منيعا امام أية محاولة جادة لوضع المحرقة اليهودية في نصابها العلمي والتاريخي الصحيح لأن مثل هذه المحاولة تحرم منظمات اللوبي الصهيوني في العالم من استغلال المحرقة ومن رفع شعار معاداة السامية أما الناحية الأخرى التي تكشف عنها قضية غريتا دويزنبرغ فهي ان هذه المرأة التي رفعت العلم الفلسطيني ما كانت تشعر بانها تعبر عن رأيها وحدها بل عن آراء كثيرين في مجتمعها وبالتالي فهي جزء من رأي عام في هولندا وفي أوروبا بدأ يتغير ولو بطيئا ولم يعد يعيش حالة سكر مطلق بالدعاية اليهودية ولم يعد يخفى عليه ان المنظمات اليهودية لا تعادي العرب والفلسطينيين فقط بل هي ايضا تبتز الأوروبيين والابتزاز يحمل في ثناياه شعورا يشبه العداء إن لم يكن من نوع العداء نفسه إذا اخذنا بعين الاعتبار ما جرى من تحولات في العديد من مجالات الرأي العام في أوروبا خلال السنة الماضية فإننا نجد ان نسبة التأييد الانساني على الاقل للشعب الفلسطيني وقضيته قد ارتفعت بشكل ملحوظ ويكفي ان نشير إلى استطلاعات الرأي التي نشرتها بعض الصحف البريطانية نلاحظ ان النسبة ارتفعت إلى 29% عند الشعب البريطاني ولا تقل النسبة عن ذلك في فرنسا وحتى في ألمانيا فإن الوضع لم يعد كما كان في السابق وهذا كله تعتبره المنظمات اليهودية ظواهر سلبية تشن عليها حربا وقائية تحت عنوان: معاداة السامية واذا كنا قد رأينا اليوم قضية مشابهة وقد تكون أقل من مجرد رفع العلم الفلسطيني على سطح منزل أوروبي. الوطن القطرية