وكل يوم تقريباً يتم الكشف عن مقبرة جماعية جديدة جنوب غربي اوغندا، إذ قتل أكثر من 900 عضو في الجماعة ولا يزال مصير اربعة آلاف آخرين مجهولاً. ولم يعرف بعد كيف ومتى ارتكبت هذه الجرائم والدافع إلى ارتكابها وكيفية وقوع هذا العدد الكبير من الجرائم من دون اثارة شكوك السلطات المحلية. وقال الطبيب الشرعي الوحيد في اوغندا تاديوس بارونجي: "نجد صعوبة بالغة في فهم ذلك... بل نرى ان من المستحيل فهم كيفية حدوثه". وبدأت المأساة قبل اسبوعين عندما أتت النار على "الكنيسة" الرئيسية للجماعة في كانونجو وقتل حوالى 500 شخص داخلها. وفي بداية الأمر تعاملت الشرطة مع الحادث على انه انتحار جماعي، إلا أنها ايقنت الآن انها جريمة قتل، إذ استدرج اتباع الجماعة إلى "الكنيسة" للصلاة واغلقت عليهم الأبواب واضرمت النار في المبنى. وعثر لاحقاً على 155 جثة في منزل احد زعماء الجماعة "الاب" دومينيك كاتاريبابو. و شوهد قبل أيام من نشوب الحريق يشتري 40 ليتراً من حمض الكبريتيك المركز المسروق. وتقول الشرطة إن أربع عبوات من الحمض وضعت في كل ركن من اركان المبنى وخلطت بالمياه لاحداث تفاعل عنيف يؤدي إلى انتشار النيران كما سكب البنزين في المكان. ومنذ الجمعة الفائت تم استخراج 389 جثة من خمسة قبور جماعية في ثلاثة مراكز فرعية للجماعة جنوب غربي البلاد، وأظهرت تقارير الطب الشرعي المبدئية ان عدداً كبيراً من الضحايا ومعظمهم من النساء والأطفال ماتوا خنقاً. وحصرت الشرطة الاتهام في ثلاثة مشتبه فيهم رئيسيين هم زعيم الجماعة جوزيف كيبيوتيري الذي أسسها في 1987 وغريدونيا ميوريندا وهي نادلة وعاهرة سابقة وكاتاريبابو وهو قس سابق عزلته الكنيسة ويعتقد ان الثلاثة هاربين. ومن المستحيل معرفة ما يدور في رأس زعماء الجماعة الذين ارتكبوا هذه الجرائم، إلا أن الشرطة حددت بعض الدوافع المحتملة. وزعم كيبيوتيري وميوريندا انهما على اتصال بالسيد المسيح والسيدة مريم العذراء بشكل منتظم، وقالا لاتباعهما إن العالم سيفني في 31 كانون الاول ديسمبر عام 1999، ولأن ذلك لم يحدث يعتقد ان الزعماء بدأوا في قتل افراد الطائفة الذين شككوا في معتقداتهم وسلطاتهم. وقد يكون هناك دافع مادي، فعندما انضم الناس إلى الجماعة طلب منهم التخلي عن ممتلكاتهم إلى زعمائها، ولأن يوم القيامة لم يأت بدا بعض الاتباع يطالبون باستعادتها. إلا أن الأمر الأكثر صعوبة هو فهم كيفية قتل كل هذا العدد من الاشخاص، سواء خلال سلسلة من المذابح او عمليات قتل منظمة على نطاق اصغر. وشكت السلطات المحلية في حدوث أمور مريبة ، إلا أن التقارير الخاصة بذلك اما جرى اخفاؤها او تجاهلها. والقي القبض على مسؤول لاخفائه تقريراً عن الجماعة، وتقول الشرطة إنه كان على علاقة بها. وقد يكون مسؤولون آخرون ابعدوا عن القضية نتيجة تأكيدات بأن الجماعة حاصلة على موافقة الحكومة المركزية.