ازداد الغموض المحيط بقضية الانتحار الجماعي في اوغندا، الذي أقدم عليه أتباع مجموعة تعتقد أن نهاية العالم دنت، وسط تقديرات متفاوتة رجّحت اقتراب عدد المنتحرين من 470، فيما تحدثت الشرطة عن دوافع جنائية وعملية احتيال قد يكون قام بها زعيم المجموعة المختفي مع مساعديه الثلاثة. وتفاوتت المعلومات حول حادثة الانتحار التي وقعت الجمعة الماضي، وبعدما تحدثت الشرطة عن إحصاء 235 جثة متفحمة داخل مبنى الكنيسة التي التهمتها النار، عادت المصادر الأمنية لتتحدث عن 470 جثة، بينها جثث أربعة من رجال الشرطة. وشرع الأطباء في فحص الجثث التي تكدست في الكنيسة، وأكدت الشرطة أنها ستتعامل مع مقتل البالغين بوصفه انتحاراً، أما مقتل الصغار والأحداث الذين يُقدّر عددهم ب12، فسيتم التعامل معه على أنه جريمة. وأعرب وزير الدولة في وزارة الخارجية الجنرال أماما أسبابزي عن صدمته للحادث وانتحار عدد كبير من الأطفال والنساء والكهول. وقال ل"الحياة" إن الحادث "مأسوي وغريب بكل المقاييس"، مشيراً إلى أنه سيتم "وضع ضوابط تنظم عمل الجماعات الدينية لحماية المواطن الذي قد يخدعه بعض الدعوات الشاذة". وكانت الشرطة الأوغندية أثارت أمس احتمال أن يكون الزعيم الروحي للمجموعة القس جوزيف كيبوتيري، دفع اتباعه إلى بيع ممتلكاتهم وتسليم ثمنها له، قبل اقدامهم على الانتحار. ولمّحت الشرطة في شكل غير مباشر إلى أن الحادث قد يكون عملية نصب، إذ أكد بيان أصدرته أمس أن القس كيبوتيري هارب خارج البلاد، وأن مساعديه الثلاثة دومينيك كاتاريبو وجون كاماقارا وقريدينا أموريندا لم يكونوا بين المنتحرين ولم تتمكن الشرطة من اعتقالهم بعد. وأوضح البيان ان المجموعة أقامت احتفالاً كبيراً قبل أسبوع من الحادث المأسوي، وان الضحايا التقوا في قاعة كنيستهم ظهر الجمعة الماضي وأغلقوا الأبواب والنوافذ بالخشب والمسامير كي لا يستطيع أحد التراجع، وسكبوا على أنفسهم كميات كبيرة من الوقود قبل أن يضرموا النار في المكان. وأكد الجنرال أسبابزي ل"الحياة" أن الدعوات الشاذة التي انتشرت في العالم وافريقيا خصوصاً هي وراء عملية الانتحار، واعداً بأن يكون الحادث "الأخير من نوعه". وأصدرت الكنيسة الكاثوليكية في أوغندا بياناً برّأت فيه نفسها من عمل القس كيبوتيري الذي أكدت أنها فصلته عام 1995 بسبب ما وصفته ببعض الأقوال الشاذة المتعارضة مع الدين. وأشارت إلى أنها حصلت من حكومة إقليم روكنجيري العام الماضي على قرار بإغلاق مدرسة فتحها أتباع "جماعة يوم القيامة" وضمت أكثر من 300 تلميذ في المرحلة الابتدائية.