سلّم مندوب إسرائيل لدى الأممالمتحدة ايهود لانكري، إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، صباح أمس الاثنين، رسالة من وزير خارجية إسرائيل ديفيد ليفي أبلغه فيها "قرار حكومة إسرائيل سحب قواتها من لبنان بحلول تموز يوليو"، مؤكداً "اننا نعتزم تحقيق ذلك كاملاً طبقاً لقراري مجلس الأمن 425 و426 1978. وان حكومة إسرائيل ستتعاون بشكل كامل مع الأممالمتحدة في تنفيذ قراراتها"، كما "ستبذل أقصى جهودها لمساعدة الأممالمتحدة والتعاون معها في تنفيذ مهماتها كما وردت في القرارين المذكورين، بما في ذلك إعادة استتباب السلم والأمن الدوليين". وأكد السفير الإسرائيلي بعد تسليمه الرسالة إلى الأمين العام ان الانسحاب الإسرائيلي سيتم بحلول 7 تموز "بهدف تحقيقه في دفعة واحدة"، إلى "الحدود المعترف بها دولياً" كاملاً "وبلا جيوب". وأصدر الناطق باسم الأمين العام بياناً قال فيه إنه تسلم أمس الرسالة الموقعة بتاريخ 16 الجاري، أي يوم الأحد، التي تنص على ابلاغ رسمي بالتزام حكومة إسرائيل تنفيذ الانسحاب الكامل طبقاً للقرارين 425 و426، و"الأمين العام يدرس الآن المفاهيم الضمنية لقرار حكومة إسرائيل، وهو سيبلغ مجلس الأمن بفحوى الرسالة، كما سيجري المشاورات مع الأطراف والحكومات المعنية في المنطقة وأبعد منها". وزاد البيان ان الامانة العامة "بدأت وضع الخطط الطارئة". وأجرى الأمين العام اتصالات هاتفية مع كل من الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس الوزراء سليم الحص. كما استقبل كلاً من مندوب لبنان لدى الأممالمتحدة السفير سليم تدمري ومندوب سورية السفير ميخائيل وهبة. وكان متوقعاً ان يصدر عن مجلس الأمن في وقت لاحق أمس الاثنين بيان يرحب بالتزام إسرائيل تطبيق القرارين 425 و426 كاملاً ويطلب من الأمين العام مواصلة التشاور مع جميع الأطراف. وقال لانكري رداً على أسئلة "الحياة" عن مصير "جيش لبنانالجنوبي" الذي عمل لمصلحة إسرائيل، "سنقدم إلى جيش لبنانالجنوبي حلاً إنسانياً يتمثل في استيعاب معظم العائلات في إسرائيل. أما الآخرون فلهم حق اختيار ما يشاؤون... وبالطبع لهم حق اختيار أي دولة يريدونها". وقدّر عدد العائلات التي ستستوعبها إسرائيل ب"بضعة آلاف" ما بين 3 و4 آلاف. ورداً على سؤال عما إذا كان الانسحاب الإسرائيلي سيترك وراءه "جيوباً" من "جيش لبنانالجنوبي" أم أنه سيتم إلى الحدود الدولية، أكد لانكري: "اننا سنعيد الانتشار على الحدود المعترف بها دولياً تحت اشراف الأممالمتحدة، ولن تكون هناك أي جيوب". وشدد السفير الإسرائيلي "استقلالية قرارنا كاملاً" عن أي معطيات أو مواقف من جانب لبنان وسورية. وقال: "نأمل بأن ننفذ بتعاون اللاعبين الآخرين، أي لبنان وسورية، ولكن حتى بدون هذا التعاون، اننا مصممون على تنفيذه". وأضاف: "اننا نتخذ كل الخطوات والاجراءات الضرورية كي نضمن ان انسحابنا لن يتبعه فراغ أو حال لاأمنية. ولهذا أهمية مشاوراتنا مع كل من الأمين العام للأمم المتحدة والحكومات الأخرى وبينها حكومتا فرنساوالولاياتالمتحدة". وأكد ان "الخطوات الضرورية هي فقط تلك الواردة في القرارين 425 و426، أي ان تقوم قوة يونيفيل بإعادة استتباب الأمن والسلم في المنطقة، كذلك إعادة بسط السلطة اللبنانية الكاملة فيها". وقال: "إننا نتوقع، طبقاً لروح القرارين 425 و426 ونصهما، ان تنفذ الأطراف الأخرى كلياً هذين القرارين". دعم فرنسي واميركي... وترقب لبناني وفي باريس أكد وزير خارجية اسرائيل ديفيد ليفي، بعد لقاء مع نظيره الفرنسي هوبير فيدرين، أن الإنسحاب سيتم الى الحدود التي يوافق عليها خبراء جميع الاطراف، أي الأممالمتحدةولبنان واسرائيل. وقال فيدرين "أن مسألة الإنسحاب الى الحدود الدولية هي ضمن التطبيق الجيّد لقرارات مجلس الأمن 425 و426 وإذا نشأت أي مشكلة في هذا الموضوع فينبغي حسمها من جانب الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الامن". وصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن الولاياتالمتحدة تدعم كل ما سيقوم به الأمين العام للأمم المتحدة لتأمين تنفيذ القرار 425 في ضوء الرسالة الإسرائيلية الخاصة بذلك، وأنها باشرت اتصالاتها معه ومع الأطراف المعنية بتطبيق هذا القرار. وعلم أن الإدارة الأميركية طلبت من بعثتها في الأممالمتحدة متابعة موضوع الإنسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان، وأن البعثة بدأت اتصالاتها مع مندوب لبنان الدائم لدى المنظمة الدولية ومع المعنيين بالقرار 425، مؤكدة أنها ستأخذ المبادرة وتكون محور الإتصالات في كل ما يتعلق بالقرار. على صعيد آخر أفادت مصادر ديبلوماسية أن أنان لن يتخذ أي قرار منفرد وأنه سيعرض على مجلس الأمن كل الإجراءات الخاصة بتنفيذ القرار 425 بما فيها احتمال زيادة عدد أفراد القوة الدولية. وأضافت أن قائد القوة الدولية في جنوبلبنان أبلغه ضرورة رفع عديد القوة إلى 6500 رجل وتأمين العتاد العسكري المناسب لهم. وفي بيروت علمت "الحياة" من مصادر رسمية أن رئيس الحكومة وزير الخارجية سليم الحص تلقى في ساعة مبكرة من صباح أمس برقية من مندوب لبنان الدائم لدى الأممالمتحدة السفير سليم تدمري، أبلغه فيها أن رئيس البعثة الأميركية في نيويورك أكد له - بحسب معلومات الإدارة الأميركية - أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي آنان على وشك أن يتسلم في غضون ساعات رسالة من الحكومة الإسرائيلية تتعلق بانسحابها من لبنان قبل نهاية تموز يوليو المقبل تنفيذاً للقرارين الدوليين الرقمين 425و426. وفور تبلغ الحص برقية تدمري، أجرى اتصالاً برئيس الجمهورية العماد إميل لحود أثناء وجوده في الكويت وتشاور واياه في التطورات في ضوء المعطيات الجديدة. واتصل للغاية نفسها بوزير الخارجية السورية فاروق الشرع. ومساء أمس قال الرئيس الحص ل "الحياة" انه لم يتبلغ شيئاً رسمياً من نيويورك وفضل التريث في التعليق، وقال "اننا نترقب أن يتسلم سفيرنا في نيويورك شىئاً عن الموضوع". وقال الناطق باسم الأمين العام، فرد اكهارت، إن التحديات التي تواجهها الأممالمتحدة الآن هي "في التأكد من أن الانسحاب يتم بصورة آمنة من دون استئناف النزاع أو تصعيد العنف". وزاد: "ان الأمين العام بذل كل ما في وسعه، وهو تحدث تقريباً مع جميع قادة المنطقة المعنيين، للبحث في المخاطر التي يمكن ان تقع على الإسرائيليين وهم يتراجعون، علماً بأن إسرائيل أوضحت اعتزامها الرد بسرعة وقوة ضد هذه التهديدات. وهنا يكمن الخوف من التصعيد".