مدّد مجلس الأمن الدولي ولاية عمل قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان ستة اشهر تنتهي في 31 تموز يوليو المقبل في قرار روتيني اكد فيه انها ينبغي لها تنفّذ ولايتها تنفيذها في شكل كامل على النحو المحدد في القرارين الرقمين 425 و426". ورافق القرار بيان رئاسي تقليدي يؤكد مجدداً "الحاجة الملحة الى تنفيذ القرار الرقم 425 بكل جوانبه، ودعم رئاسة المجلس الكامل لاتفاق الطائف والجهود التي ما فتئت تبذلها الحكومة اللبنانية لتوطيد السلم والوحدة الوطنية والأمن في البلد مع اضطلاعها في الوقت نفسه بعملية الإعمار بنجاح". وكان سفير إسرائيل لدى الأممالمتحدة يهودا لانكري بعث برسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، شنّت فيها حكومته حملة على حكومة لبنان، واعتبرتها "مسؤولة مباشرة عن الحال القابلة للإشتعال على طول الحدود الجنوبية وتواصل رفض الوسائل المتاحة لحل النزاع". وأضافت "حتى في الوقت الذي يتم قطع خطوات مهمة في اتجاه التوصل الى تسوية سلمية في الشرق الأوسط، لا يزال لبنان يدعم علناً حملة من الرعب موجهة ضد دولة مجاورة، في وقت يؤيد معارضة اي اتفاق سلام". وتابعت "ان لبنان يرفض إستجابة دعوات اسرائيل المتكررة الى التفاوض على حل لإعادة السلام والأمن على طول حدودنا المشتركة وخصوصاً تنفيذ القرار 425، وعلى مدى قرابة عامين منذ توجيه هذه الدعوة، فأن لبنان آثر بدلاً من ذلك ان يسمح باستمرار النزاع وارتفاع عدد الخسائر البشرية، ولذلك، فان لبنان نفسه هو الذي يقف وراء اطالة النزاع". وأضافت "ان القرار 425 يدعو ليس فقط الى انسحاب القوات الاسرائيلية ولكن ايضاً الى استعادة السلم والأمن وعودة السلطة الفعلية في المنطقة الى حكومة لبنان، وأن الرغبة المعلنة من لبنان في استضافة هيكل ارهابي كبير الحجم والسماح بتعزيزه في شكل منتظم وتأييد ما يقوم به من عمليات ضد بلد مجاور أمر يتنافى تماماً مع البندين الأخيرين من القرار". وختمت "فضلاً عن رفض لبنان التفاوض وصولاً الى تسوية سلمية فان ما ينتهجه من سياسات لا يترك امام اسرائيل خياراً سوى ممارسة حقها السيادي في الدفاع عن النفس وفقاً للقانون الدولي، ومع ذلك تدعو اسرائيل من جديد حكومة لبنان الى البدء بالتفاوض وصولاً الى تسوية هدفها استعادة السلم والأمن على طول الحدود". وجاءت الرسالة رداً على رسالة من مندوب لبنان السفير سليم تدمري ضمّنها سلسلة الإعتداءات الشهرية التي تقوم بها اسرائيل ضد لبنان وانتهاكاتها القرار 425 وهي رسالة شهرية توضح الممارسات الاسرائيلية في سجل رسمي في الأممالمتحدة. وأبدى مجلس الأمن "تأييده القوي لوحدة اراضي لبنان وسيادته واستقلاله السياسي داخل حدوده المعترف بها دولياً"، وشدد في البيان الرئاسي الذي تلاه السفير الاميركي ريتشارد هولبروك على ضرورة "امتناع كل الدول عن التهديد باستعمال القوة او استعمالها ضد السلامة الاقليمية او الاستقلال السيادي لأي دولة او بأي شكل آخر يتنافى ومقاصد الأممالمتحدة". وأثنى على الحكومة اللبنانية "لما تبذله من جهود ناجحة لبسط سلطتها في الجنوب بتنسيق تام مع قوة الأممالمتحدة". وأعرب عن قلقه "من استمرار العنف في جنوبلبنان"، وأسفه "لسقوط ضحايا من المدنيين". وحثّ "جميع الاطراف على ضبط النفس". وإذ لاحظ البيان ارتفاع الخسائر في قوات الطوارئ، اشاد بالذين قتلوا، وأثنى على الدول المساهمة في القوات. وكان قرار مجلس الأمن تضمن فقرة تمهيدية ستكون في كل القرارات الصادرة في شأن قوات حفظ السلام، ترحب "بالجهود لتوعية موظفي حفظ السلام في مجال الوقاية من مرض "الإيدز" والأمراض المعدية".